الظهران – سميرة القطان
أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مبادرة أرامكو السعودية، عن مشاركته في النسخة الـ 27 من المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم دبي 2025م) الذي يُقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط تحت شعار “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير”، وفيه يتم تسليط الضوء على المساهمة النامية للمنطقة العربية ضمن سياق الحوار والنقاش العالمي حول المتاحف، وذلك خلال الفترة من 11 إلى 17 نوفمبر 2025م في مركز دبي التجاري العالمي. وتتمثل مشاركة المركز في المؤتمر بثلاثةأوراق بحثية، وجلسة تعليمية، بالإضافة إلى جناح يتحدث عن معارض المتحف، وعرض لفيلم قصير بعنوان “سعفة”.
تعزيز التعاون في مجال المتاحف
وذكرت رئيسة المتحف فرح أبو شليح أن “أولى مشاركتنا في آيكوم دبي 2025 تهدف إلى استعراض الرؤى والأفكار وعرض الوسائل والإجراءات التي نوظفها لتحقيق أهدافنا، ونسج الشراكات التي يدوم أثرها بعد انتهاء المؤتمر، والذي نصبو فيه أيضا إلى تحويل الأفكار إلى ممارسات مشتركة. إن مشاركتنا هدفها توفير نظرة عن كثب للمؤسسات الثقافية المشاركة حول كيفية مزج التراث والابتكار لصنع ممارسات فنية وحرفية، سواء كان ذلك في مجال الفن أو عبر البرامج المجتمعية مثل “الهجرة”، و”جائزة إثراء للفنون” و”الخوص”. يمثل المؤتمر فرصة أمامنا لتبادل الرؤى والمشاركة في الجهود التي ترتقي بمعايير اختيار وتنسيق الأعمال الفنية، إلى جانب تعزيز التفاعل الثقافي، وترك بصمة ذات أثر”.
ثلاث أوراق بحثية
وعلى هامش أعمال المؤتمر، يطرح إثراء ثلاث أوراق بحثية إلى جانب جلسة تعليمية تتناول رؤى وأفكار حول متحف الطفل بإثراء، وكذلك جناحًا للمتحف وعرضًا لفيلم (سعفة). تناقش الأوراق البحثية التي يشارك بها المركز في (آيكوم دبي 2025م) موضوعات مختلفة عن الحرف اليدوية والتعليم والسرد القصصي، إذ تقدم فرح أبو شليح رئيسة متحف إثراء وبريتي جانوكار رئيس الاستراتيجية والشراكات في إثراء، ورقة بعنوان “استدامة الحرفة: منهجية متحف إثراء كنموذج للتراث الثقافي والعمل المستدام. أما الورقة الثانية فحملت عنوان “قوة الاستقلال عبر صقل مهارات الموظفين المبتدئين ليصبحواأصحاب مهارات: مجموعة متحف إثراء كمثال”، وهي من عرض وتقديم ثلاثة من مسؤولي متحف إثراء؛ كونستانتينوس تشاتزيانتوني، مدير حفظ وإدارة الأعمال الفنية والمقتنيات، ويونسيجا ميركوريو، مشرف حفظ الأعمال الفنية، وجريجوريو فرنانديز، مساعد أمين الحفظ مساعد مدير حفظ الأعمال الفنية. وتتناول الورقة الثالثة موضوع “معرض الهجرة: على خطى الرسول”، وتقدمها بريتي جانوكار رئيس الاستراتيجية والشراكات في إثراء.
جناح يربط التراث بالفن المعاصر
ويترجم جناح (إثراء) رؤية المركز في اختيار وتنسيق الأعمال الفنية والحرفية والمقتنيات بالإضافة إلى البرامج التعليمية، حيث يستعرض الجناح ثلاثة مشروعات كبرى هي معارض “الخوص” و “في مديح الفنان الحرفي” و”الهجرة: على خطى الرسول”، والتي تعكس قدرة إثراء على ربط التراث المادي بالفن الإبداعي المعاصر. ففي معرض “الخوص” ينصب التركيز على حرفة نسيج سعف النخيل، التي تعد إحدى أقدم المهن في المملكة العربية السعودية، إذ يعيد المركز تفسير هذه الحرفة التقليدية من خلال التصميم والبحث والتفاعل المجتمعي، ويقوم في الوقت نفسه بطرح الحرفة على أنها تقليد حي لا يزال يلهم الحرفيين والمجتمع على حد سواء. أما في معرض “الهجرة: على خطى الرسول”، فيظهر كيفية دمج وتوظيف بحوث الخبراء في تطوير المعرض من خلال الجمع بين القطع الحرفية التاريخية، وأعمال لتكليفات فنية، وسرد قصصي محاكي للواقع من أجل استكشاف وسرد إحدى أهم رحلات التاريخ الإسلامي. ويحتفي بدوره معرض “في مديح الفنان الحرفي” بالحرفيين في الماضي والحاضر ويقدّم الحرفة التقليدية للفن الإسلامي باعتبارها تراثًا حيًا، مستعرضًا أعمالًا فنية لفنانين حرفيين، إلى جانب أعمال تاريخية من مجموعة (إثراء)، ومجموعة الصباح، ومتحف طارق رجب. كما يقدم المعرض أعمالًا ومقتنيات من مدن تشمل: مكة، ودلهي، وأسطنبول، والقاهرة، وفاس، وغرناطة، باعتبار أن الحرفة جسر يربط بين الزمان والمكان والمعرفة.
عرض فيلم “سعفة”
ويشارك المركز بعرض لفيلم قصير بعنوان “سعفة” للمخرج اللبناني-الألماني محمود قعبور، وفيه يرسم المخرج صورة شاعرية لتقاليد حرفة نسيج سعف النخيل في واحة الأحساء المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو. وعلى هامش عرض الفيلم، يجتمع المخرج قعبور إلى جانب المخرج ياسين سالازار وفرح أبو شليح رئيسية متحف إثراء حول جلسة نقاشية تتناول سبل توظيف الأفلام باعتبارها وسيلة لحفظ التقاليد الحرفية وتقديمها للجمهور باعتبارها تراثًا حيًا، إضافة إلى تقديم وعرض قصص وحكايات المجتمعات المحلية خارج نطاقها التقليدي.
رحلة لزيارة (إثراء)
ومن جانب آخر يستقبل (إثراء) يوم الاثنين الموافق 17 نوفمبر 2025م ضمن مشاركته في (آيكوم دبي 2025)، وفودًا من الزوار خلال “رحلة قصيرة ” في دول المنطقة، يعايشون عبرها عن كثب،معارض المركز، ومرافق التعلم داخله، وكذلك برامج صقل المهارات والتعلم.
منصة ثقافية
ينعقد المؤتمر العام لأيكوم مرة كل ثلاث سنوات ويُعد من أكبر الملتقيات العالمية المعنية بمناقشة شؤون المتاحف. وتُقام نسخة هذا العام (آيكوم دبي 2025) تحت شعار “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير”، وتستكشف كيفية تفاعل واستجابة المتاحف مع المجريات الاجتماعية والثقافية والتقنيات الجديدة، إذ يندرج تحت هذا الشعار ثلاث موضوعات فرعية هي التراث غير الملموس، وطاقة الشباب، والتقنيات الحديثة، وهي الموضوعات التي تشكّل إطار مشاركة إثراء في هذا المؤتمر وتعكس جهوده في الربط بين التراث والبحث والابتكار.

-انتهى-
عن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)
يُعدّ مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) -مبادرة أرامكو السعودية-، وجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد، تهدف إلى تقديم تجارب استثنائية للزوّار، وتعزيز التأثير المجتمعي الإيجابي، والتفاعل مع جمهور واسع ومتنوع. ويسعى المركز إلى تحقيق ذلك من خلال مجموعة من البرامج الثقافية والأنشطة التفاعلية، والمبادرات المصمّمة خصيصًا لإثراء مختلف الفئات العمرية.
افتُتح المركز رسميًا للزوّار عام 2018 في مدينة الظهران، شرق المملكة العربية السعودية، ليصبح منارة ثقافية عالمية تعزز الاستدامة والتبادل المعرفي والإبداعي. ويضم “إثراء” مجموعة متنوعة من المرافق، تشمل: مختبر الأفكار، والمكتبة، والمسرح، والمتحف، والسينما، والقاعة الكبرى، ومعرض الطاقة، ومتحف الطفل، بالإضافة إلى برج إثراء، ما يجعله بيئة متكاملة تسهم في تنمية الفكر والإبداع.



