محمد العجلان
انطلقت مساء اليوم الخميس ٤ ديسمبر ٢٠٢٥ أعمال مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025 في نسخته الخامسة، الذي تنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، يستمر ثلاثة أيام تحت عنوان “الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة”.
ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتدادًا لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل خمسة أعوام، ليواصل دوره كمنصة عالمية تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة المملكة مركزًا دوليًا لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.
وافتتحت أعمال المؤتمر بكلمة للرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل، رحّب فيها بالضيوف، وقال خلالها: “إن انعقاد مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة في نسخته الخامسة يأتي امتدادًا لمسيرة مشروع فكري انطلق قبل خمسة أعوام، وتحول إلى مبادرة راسخة تعزّز حضور الفلسفة، وتثري حوار الثقافات، وترسّخ موقع المملكة منصةً عالمية في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر”.
وأشار إلى أن المؤتمر بات اليوم مشروعًا يتنامى أثره عامًا بعد عام، ويتسع حضوره على المستويين المحلي والدولي، ما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.
وبيّن الواصل أن اختيار عنوان هذا العام “الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة” يأتي تأكيدًا على أن الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال, وأن تناول ثنائية الشرق والغرب لا يستهدف تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية، وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة أن انعقاد المؤتمر يعكس حاجة المرحلة الراهنة إلى استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتتصاعد فيه المادية، لتعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتقدم قراءة أعمق للتحولات التي يشهدها العالم.
وأشار إلى أن الرياض، باحتضانها هذا الحدث المعرفي، تؤكد مكانتها فضاءً حيًا يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعًا فاعلًا في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.
ورفع الواصل شكره وتقديره للقيادة الرشيدة على دعمها المستمر لمشروعات المعرفة، ولصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ومعالي النائب الأستاذ حامد بن فايز، على دعمهما المتواصل للمبادرات الثقافية والفكرية التي تعزز الحراك المعرفي السعودي.
واختتم الواصل بالتأكيد على تقديره للمتحدثين والمشاركين في المؤتمر، مشيرًا إلى أن حضورهم يسهم في إثراء مضامينه، وأن المؤتمر يمضي عامًا بعد عام في بناء فضاء معرفي مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.
ويشارك في المؤتمر 60 متحدثًا من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثلون مدارس واتجاهات فلسفية متعددة، الأمر الذي يمنح البرنامج تنوعًا معرفيًا يعزز مكانته منصة دولية للحوار وتبادل الخبرات.
كما يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلق بالمعنى الإنساني والتحولات الثقافية ودور الفلسفة في قراءة الواقع. ويتيح هذا الزخم العلمي للباحثين والمهتمين فرصة الاطلاع على رؤى متنوعة ومقاربات فكرية موسّعة، تسهم في تعميق النقاشات الفلسفية وتطوير فهم أعمق للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.
ومن المتوقع أن يستقبل المؤتمر ما يقارب 7000 زائر، في مؤشر يعكس تنامي الاهتمام بالفلسفة والعلوم الإنسانية داخل المملكة.
ويأتي هذا الحضور بوصفه دلالة على توسع قاعدة المتابعين للنشاط الفلسفي، وارتفاع مستوى التفاعل مع المحتوى المعرفي الذي يقدمه المؤتمر وبرامجه المصاحبة.
ويُعدّ مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة أحد أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها وتياراتها في سياقها الدولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.



