افتتاح جامع النوري وكنيستي الطاهرة والساعة بعد إعمارهم
– خاص بالسياحة العربية
– الموصل / آلاء الصوفي
شهدت مدينة الموصل اليوم حدثًا استثنائيًا، تمثّل في افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنة الحدباء، وكنيستي الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك والساعة للآباء الدومينيكان، بعد إعادة إعمارها إثر الدمار الذي لحق بها على يد العصابات الإرهابية
(رسالة عودة للحياة والأمل)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد خلال الافتتاح أن “نهضة الكنيستين من بين الركام تمثل عودة لروح الموصل ولإرادة أبنائها بالحياة والأمل”، مشددًا على أن هذه المعالم الدينية هي بيوت الناس جميعًا بلا تفرقة، ورمز للتعايش بين مكوّنات نينوى.
وأضاف أن إعادة الإعمار جاءت بتضافر الجهود وبحرص على الحفاظ على الطراز المعماري الأصيل، لافتًا إلى أن “الإرهاب لم ولن يستطيع اقتلاع جذور التنوع العراقي، الذي يشكّل اليوم درعًا لحماية وحدة العراق وسيادته”.
(الحياة تعود من جديد)
من أمام مئذنة الحدباء في نينوى، وأمام عدسات الفضائيات التي نقلت الحدث مباشرة إلى العالم، اكدت وزيرة الدولة الإماراتية (نورة بنت محمد الكعبي )
ان إعادة افتتاح الجامع النوري والمئذنة الحدباء في مدينة الموصل العراقية يمثل رسالة إنسانية وحضارية تؤكد أن الحياة تعود من جديد حين يجتمع الناس حول ثقافتهم وهويتهم، وحضورها المباشر في قلب الموصل، بين أبنائها وضيوفها، صورة رمزية قوية على تضامن المجتمع الدولي مع المدينة، ورسالة بأن ما تهدم على أيدي الإرهاب يمكن أن يعود أجمل بفضل الإصرار والإرادة المشتركة
( تجربة استثنائية )
في السياق ذاته، تحدّث الشاب محمد مسعود، مسؤول (منظمة خلوها أجمل )وأحد المنظمين المحليين للحفل، عن تجربته قائلاً:
تشرفتُ كشاب موصلي بالمشاركة في تنظيم الحفل والإشراف على عدد من الجوانب اللوجستية والإدارية، بما ساهم في إنجاح هذه الفعالية الكبرى وإظهارها بالشكل اللائق أمام الحضور المحلي والدولي. لقد كانت التجربة فرصة لتعزيز خبراتي في هذا المجال، وخصوصًا مع حجم الشخصيات المشاركة. ما ميّز الحفل هو الحضور الواسع لرجال الدين من مختلف الطوائف، الأمر الذي عكس صورة حقيقية عن الموصل كمدينة للتعايش والتآخي”.
(دور المجتمع المدني)
مؤسسة خلوها أجمل كان لها دور بارز خلال السنوات الماضية في المنطقة المحيطة بالجامع النوري. إذ نفّذت حملات تنظيف واسعة للأزقة والشوارع المجاورة، وأسهمت في إعادة افتتاح 45 محلًا تجاريًا ضمن أحد مشاريعها. وهو ما أعاد للمكان حيويته، وهيأ الأجواء لهذا اليوم التاريخي
(عودة الحياة من بين الركام)
واكد عدد من الحضور :
ان المجتمع المدني، إلى صدى الأجراس ونداء المآذن، بدت الموصل اليوم كمدينة تنبض بالحياة من جديد. لقد تحولت لحظة الافتتاح إلى مشهد جامع، يختصر حكاية العراق المتنوع والموحد، ورسالة أمل إلى العالم بأن المدينة التي أراد الإرهاب طمسها، عادت لتكون منارة للسلام والتعايش والتنوع الإنساني