نهر الوند وجسره الحجري شاهد على عمق تاريخه
العراق / محافظة ديالى /خانقين فريد حسن
خانقين مدينة عراقية تقع ضمن اعمال محافظة ديالى ويعيش فيها خليط من القوميات والاديان وتتميز بمناطقها واجواءها السياحية والدينية وفيها مصفى الوند النفطي مما جعل منها مدينة متطورة عن اقرانها ، كما وتتميز بعادات وثقافات عريقة متعددة لكنها اليوم تعاني من ضعف ادارتها من الناحية السياحية وهي وبالرغم من كونها منطقة سياحية لكنها بقيت خارج دائرة الاهتمام الحكومي .

(الجسر الحجري تاريخ ونهوض )
مما يميز مدينة خانقين هو جسرها الحجري المعروف بجسر ( الوند )وهو الجسر الحجري الوحيد في العراق ومن القلائل الموجودة في المنطقة ومنها الدول المجاورة للعراق .

ان جسر الوند وبحكم طبيعة قضاء خانقين وقربها من الحدود العراقية الايرانية فان الزوار الذين كانوا يأتون لزيارة العتبات المقدسة وبالاخص في كربلاء والنجف وكان عبور نهر الوند صعبا وبحسب الروايات ان ابنة احد الامراء التي ارادت الزيارة ولصعوبة تنقلها وعبور النهر فقد أمرت وبحسب الروايات القديمة ببناء جسر في هذه البقعة على نهر الوند وقد تم البدء ببناءه عام 1862 وانتهى العمل في عام 1868وقد استغرق بناءه (6) سنوات والان عمر الجسر يقارب ال (150) عاما .

(بناؤن متعددو الجنسيات )
وتجدر الاشارة ووفقا للمصادر والروايات وكما يقول الاستاذ ( ابراهيم عبدالرزاق) احد العاملين في متحف خانقين والمهتمين بتاريخ المدينة حيث يقول :
تحدثنا الروايات بان الذين قاموا ببناء الجسر هم مجموعة من البنائين منهم الكورد والفرس والترك في زمن ناظم باشا وقد اتوا باحجار خاصة ليصنعوا منه الجص الذي استخدموه في بناء الجسر وتذكر الروايات انهم كانوا يستخدمون في البناء ماء ( الباجه ) فعندما كانوا يحضرون الذبائح لاطعام العمال فكانوا يستفادون من ماء ( الباجة ) حيث يخلطونه مع الجص لتقويته وشدته .
ويشير الاستاذ ابراهيم عبدالرزاق بالقول :
في عام (1868) تم افتتاح الجسر وتأهله لاستقبال الزوار القادمين من مناطق جنوب غرب اسيا لزيارة العتبات المقدسة .
ويضيف :
ان منبع الوند هو من ايران ويدخل على نهر ديالى اي نهر سيروان وملتقاها نهر دجلة .
والمثل الشعبي المتداول بين اهالي خانقين
( كل من لايشرب ماء الوند لايعرف خانقين )

(القصب يغزو نهر الوند )
ومحدثنا الاخر السيد ماجد شاليار وهو احد المهتمين بتاريخ المدينة ويعمل استاذا في معهد الفنون وله متحف خاص به يسرد تاريخ وشخوص مدينة خانقين فقال :
ومن المخاطر التي يتعرض له نهر الوند هو بروز نوع من القصب الذي بات يغزو نهر الوند وبعضها يصل طوله لاكثر من (25) مترا او اكثر وهو ينمو ويزداد طولا وبدأ يغرز جذوره في المكان وعليه فان خانقين وبالذات نهر الوند بحاجة الى تدخل من وزارة الثقافة والسياحة والاثار للسيطرة مع الجهات المعنية على هذه الظاهرة التي باتت تغزو النهر وتؤثر على مستقبلها السياحي كما ولابد من الاهتمام بالمواقع السياحية والاثارية لهذه المدينة والتي اغلبها آيلة للسقوط في حين انها تمثل تاريخ المدينة




