السياجة العربية
تحل اليوم ذكرى رحيل أحد أعمدة الفن المصرى والعربى، الفنان الكبير نور الشريف، الذى لم يكن مجرد ممثل، بل فيلسوفًا للفن، امتلك عقلًا يحلل ويناقش، وروحًا تتذوق أعمق معانى الدراما والسينما، فترك لنا إرثًا فنيًا خالدًا يصعب تكراره.
وتستعرض أبرز المحطات المضيئة فى رحلة النجم الراحل نور الشريف:
1. البدايات المتواضعة والبزوغ السريع:
ولد نور الشريف عام 1946 بحى السيدة زينب، وبدأ مشواره من خلال المسرح المدرسى التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج بتفوق، ليبدأ رحلة احترافية سريعة بعد أن اكتشفه المخرج كمال عيد.
2. أول ظهور سينمائي:
أطل لأول مرة على الجمهور في فيلم “قصر الشوق” عام 1967، ليؤكد منذ اللحظة الأولى أنه ليس فنانًا عابرًا، بل صاحب مشروع فني عميق.
3. تنوع الأدوار والجرأة فى الاختيارات:
قدم أدوارًا مركبة وصعبة، منها “سواق الأتوبيس”، “الكرنك”، “العار”، و”حدوتة مصرية”، كما لم يتردد في اقتحام القضايا السياسية والاجتماعية، وكان من أوائل من ناقشوا الفساد، والتطرف، والتحولات المجتمعية على الشاشة.
4. نور الشريف والمسرح:
لم يبتعد نور عن المسرح، فشارك في عروض كبرى مثل “يا مسافر وحدك”، و”اللوكاندة”، وكان يعتبر خشبة المسرح بيته الحقيقي، ومصدر ثقة دائمة له كممثل.
5. التليفزيون.. الحضور الأبرز:
ارتبط الجمهور العربي به من خلال الشاشة الصغيرة، خصوصًا في أعمال مثل “لن أعيش في جلباب أبي” و”الرجل الآخر” و”عمر بن عبد العزيز”، ليحفر اسمه فى وجدان كل بيت مصري وعربي.
6. الجوائز والتكريمات:
حصد الشريف مئات الجوائز، منها جوائز أحسن ممثل من مهرجانات القاهرة ودمشق وتونس، وكان دائم الحضور في المحافل السينمائية الكبرى.
7. معركته مع المرض ورحيله الهادئ:
واجه مرضه بشجاعة وصمت، واستمر في العمل حتى آخر لحظاته، إلى أن رحل عن عالمنا في 11 أغسطس 2015، تاركًا وراءه سيرة ومسيرة لن تتكرر.
رحل نور الشريف جسدًا، لكن فنه وفكره لا يزالان نورًا يهتدى به عشاق الفن الحقيقي رحم الله فيلسوف الفن.