السياحة العربية
يستعد معرض سوق السفر العالمي في لندن (WTM London) 2025لتحقيق رقم قياسي جديد ليصبح أكبر وأهم نسخة في تاريخه الممتد على مدى 45 عاماً، مدفوعاً بارتفاع الطلب العالمي على السفر وبالتوسع المستمر في مركز “إكسل لندن” الذي يستضيف الحدث في الرابع إلى السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري تحت عنوان “إعادة تصور السفر في عالم متغير” مع التركيز على مواضيع مثل الاستدامة والابتكار.
ويشارك في دورة المعرض هذا العام أكثر من 4 آلاف عارض مع 5043 مشترياً وأكثر من 46 ألف متخصص في قطاع السفر والسياحة من مختلف أنحاء العالم. ويشمل المعرض جلسات مؤتمرات وفعاليات وورش عمل تركز على الاستدامة والابتكار في قطاع السفر.
ويتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن يسهم قطاع السفر والسياحة عالمياً بمبلغ قياسي يبلغ 11.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي عام 2025، ما يمثل 10.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتشير التقديرات إلى أن إنفاق الزوار الدوليين سيصل إلى رقم قياسي قدره 2.1 تريليون دولار، أي بزيادة 164 مليار دولار على ذروة عام 2019، في حين يتوقع أن يرتفع عدد الوظائف التي يدعمها القطاع بنحو 14 مليون وظيفة ليصل إلى 371 مليون وظيفة حول العالم، أي أكثر من عدد سكان الولايات المتحدة.
وعلى رغم هذه التوقعات الإيجابية يؤكد المجلس أن وتيرة التعافي لا تزال غير متوازنة بين الدول، إذ تشهد اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة تباطؤاً في نمو إنفاق الزوار الدوليين في حين تظهر الأسواق الناشئة فرصاً واعدة وإمكانات قوية للنمو خلال السنوات المقبلة.
قوة سياحية عالمية
في نسخة “سوق السفر العالمي 2025” ستكون السعودية حاضرة بقوة في المعرض عبر الهيئة السعودية للسياحة، ويشمل ذلك جناح الهيئة السعودية للسياحة وعدداً من العارضين الذين سيستعرضون السياحة في البلاد والمبادرات الجديدة.
وتعكس مشاركة السعودية دورها المتنامي في سوق السفر العالمي وتطوراتها السياحية الحديثة، ويعد القطاع السياحي من أهم ركائز تحقيق “رؤية السعودية 2030” للإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وخفض الاعتماد على النفط.
أشاد المجلس العالمي للسفر والسياحة بما حققته السعودية من إنجازات في قطاع السفر والسياحة (شركة الدرعية)
وتضم منظومة السياحة كلاً من وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحي والهيئة السعودية للسياحة والهيئة السعودية للبحر الأحمر وبرنامج الربط الجوي ومجلس التنمية السياحي، والتي أسست كل منها وفقاً لأفضل المعايير العالمية، لتتكامل أدوارها لتحقيق طموحات ومستهدفات هذا القطاع المهم ومساندته في النمو والازدهار.
وتسعى الرياض إلى جذب 150 مليون زائر بحلول عام 2030 مع تطلعها إلى أن تسهم السياحة بنسبة 10 في المئة من إجمال الناتج المحلي متماشية مع المستويات العالمية.
ويعكس هذا الهدف ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالمستهدف السابق، الذي تحقق بوصول عدد الزوار إلى 100 مليون.
وأشاد المجلس العالمي للسفر والسياحة في تقريره الصادر في مايو (أيار) الماضي بما حققته السعودية من إنجازات في قطاع السفر والسياحة، إذ قال المجلس إن الرياض تواصل ترسيخ مكانتها كواحدة من أسرع الوجهات السياحية نمواً في العالم.
تظهر أحدث بيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة أن القطاع سيضخ 447.2 مليار ريال (119.25 مليار دولار) في الاقتصاد الوطني هذا العام، وهو رقم قياسي جديد يعكس طموح السعودية في بناء قطاع سياحي عالمي المستوى.
أعلى مستوى على الإطلاق
ووفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة من المتوقع أن يسهم قطاع السفر والسياحة بأكثر من 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية عام 2025 مع وصول التوظيف في القطاع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2.7 مليون وظيفة.
ويعود هذا النجاح وفقاً للمجلس إلى الارتفاع اللافت في معدلات الإنفاق المحلي والدولي، إذ يتوقع أن يصل إنفاق الزوار القادمين من الخارج إلى نحو 200 مليار ريال (53.33 مليار دولار) هذا العام، بينما يرتفع الإنفاق المحلي إلى مستوى قياسي قدره 162.5 مليار ريال (43.33 مليار دولار).
هذه الأرقام تثبت أن السعودية تسير بخُطى سريعة نحو التحول إلى قوة سياحية عالمية (شركة البحر الأحمر الدولية)
وقال المجلس العالمي للسفر والسياحة إن هذه الأرقام تثبت أن السعودية تسير بخُطى سريعة نحو التحول إلى قوة سياحية عالمية مدفوعة برؤية واضحة واستثمارات استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة البلاد على خريطة السياحة الدولية.
نمو قطاع السفر والسياحة في الشرق الأوسط
على صعيد المنطقة بأكملها توقع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن يسهم قطاع السفر والسياحة في الشرق الأوسط بمبلغ 367.3 مليار دولار في الاقتصاد الإقليمي هذا العام وأن يدعم 7.7 مليون وظيفة.
ويتوقع أن يصل إنفاق الزوار الدوليين إلى نحو 194 مليار دولار هذا العام بزيادة 24 في المئة عن مستويات عام 2019 فيما سيبلغ إنفاق المسافرين المحليين نحو 113 مليار دولار.
وينطلق المعرض هذا العام مستفيداً من النجاح اللافت لنسخة عام 2024 التي سجلت زيادة بنسبة 11 في المئة في عدد المشترين المؤهلين وأكثر من 34 ألف اجتماع مجدول مسبقاً.
ويعد الحدث السنوي منصة فريدة تجمع أبرز الفاعلين في صناعة السفر، إذ تتحول اللقاءات المباشرة إلى شراكات طويلة الأمد، وتصبح الأفكار والرؤى التي تطرح فيه محركاً لمستقبل القطاع.
ولا يقتصر الحضور على عرض المنتجات والخدمات، بل يتجاوز ذلك إلى تبادل الخبرات واستكشاف الاتجاهات الجديدة التي ترسم ملامح صناعة السياحة العالمية.
وهذا العام يطلق المعرض فعالية جديدة تحت عنوان “مهرجان اتجاهات السفر WTM Trend Fest”، وهو برنامج ثقافي مبتكر يسلط الضوء على تجارب عالمية غامرة من مختلف أنحاء العالم. ويعزز المهرجان التزام المعرض بقيادة الاتجاهات الجديدة في قطاع السفر، إذ يمنح العارضين فرصة لعرض فعاليات وتجارب مميزة على مسرح ثقافي جديد.
وتشمل محاور المهرجان الصحة والعافية والثقافة الشعبية وفنون الطهو والرياضة والمغامرة مع فرص للمشاركين لتقديم عروض حية ورعايات وفعاليات مخصصة وعروض يومية.
إطلاق قناة تلفزيونية مباشرة
وشهدت نسخة 2024 زيادة في حجم المشاركة بنسبة ثمانية في المئة عن عام 2023، وشملت مشاركات من وجهات سياحية وشركات نقل وإقامة وتقنيات السفر.
أطلقت شركة “الدرعية عام 2023 وتعد جزءاً أساساً في تحقيق أهداف “رؤية السعودية 2030” (شركة الدرعية)
ووفقاً لموقع سوق السفر العربي شارك أكثر من 46300 محترف من 184 دولة عام 2024، وشهد المعرض العام الماضي مشاركة أكثر من 5049 مشترياً عالمياً يمتلكون مسؤولية مباشرة عن عمليات الشراء.
وتشير المؤشرات المبكرة إلى أن نسخة 2025 ستسجل نمواً قياسياً جديداً، كما سيشهد الحدث إطلاق قناة تلفزيونية مباشرة تحت اسم “WTM TV”، تهدف إلى تثقيف وتفاعل وربط الجماهير، مع ضمان رؤية واسعة داخل المعرض وعبر الإنترنت لتوفر للعارضين والزوار مستوى غير مسبوق من الوصول والمعرفة والتفاعل.
ويتوسع تأثير المعرض أيضاً على مستوى السياسات السياحية العالمية، إذ استقطب عام 2024 أكثر من 50 وزير سياحة بزيادة 12 في المئة على العام السابق.
وسيعقد منتدى وزراء السياحة 2025 بالشراكة مع منظمة السياحة العالمية (UN Tourism) والمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، إذ يتوقع المنظمون أن تكون النسخة المقبلة الأكثر تأثيراً ومشاركة حتى الآن.
وسيقود الحدث هذا العام المدير الجديد للفعالية كريس كارتر – تشابمان الذي يحمل رؤية طموحاً لتعزيز التعاون مع شركاء القطاع والحضور من أجل ترسيخ مكانة معرض السفر العالمي في لندن كأبرز حدث في صناعة السفر العالمية.



