كتب ـ صلاح عبدالله
ناقش الشباب العربى والافريقى المشارك بمنتدي البيئة الساحلية الـ13» بالغردقة الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، تحت شعار «شواطنا حياتنا.. البلاستيك خطرها»، تحت رعاية جامعة الدول العربية ووزارة الشباب والرياضة ، آليات مواجهة خطر البلاستيك حيث من المقرر رفع تلك التوصيات لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب .
وتضمنت جلسات المنتدي عدداً من المحاور العلمية والأنشطة المتنوعة، شملت جلسات عامة حول تأثيرات البلاستيك على البيئة الساحلية، وأفضل سبل الاستخدام المستدام للموارد الساحلية، والتشريعات المقترحة لحماية البيئة، إضافة إلى عرض نماذج لمشروعات تساهم في الحد من التلوث البلاستيكي، ودور المحميات الطبيعية في الحفاظ على السواحل والبيئة البحرية.
كما تم تنظيم ورش عمل متخصصة حول الاقتصاد الدائري وإنهاء التلوث البلاستيكي، ومبادرات شبابية لابتكار حلول بيئية، فضلاً عن تنظيم حملة ميدانية بعنوان «شواطئ بلا بلاستيك» على شواطئ الغردقة، وزراعة الأشجار في المناطق الساحلية، إلى جانب رحلة بحرية، وأنشطة ثقافية واجتماعية، لاستعراض تراث المدن الساحلية العربية.
وتم خلال عدد من الجلسات تبادل الرؤى والخبرات، وطرح حلول ابتكارية، تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة حيث عرضت جامعات القاهرة والعبور والازهر وباديا أوراق عمل تؤكد أهمية إنعقاد المنتدى في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية من تفاقم التلوث البلاستيكي وتداعياته الكارثية على البيئة البحرية والساحلية وصحة الإنسان.
وصرح الدكتور سيد خليفة رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة ونقيب الزراعيين إن الملتقى يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث أصبح التلوث بالبلاستيك من أخطر المشكلات البيئية على كوكب الأرض»، مشيراً إلى أن البلاستيك، الذي كان يُنظر إليه في السابق باعتباره أحد المنتجات التي تستخدم في تيسير الحياة، تحول اليوم إلى «مصدر تهديد» للحياة البحرية والبرية، وصحة الإنسان، بالإضافة إلى تسببه في زيادة حدة التغيرات المناخية.
وأكد الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد، أن العالم يشهد اليوم ما يُعرف بـ«يوم التجاوز البلاستيكي»، وهو الموعد الذي تتجاوز فيه كمية النفايات البلاستيكية قدرة كوكبنا على إدارتها، بعد ارتفاع حدم الإنتاج العالمي من البلاستيك من 1.5 مليون طن في عام 1950، إلى أكثر من 400 مليون طن سنوياً حالياً، ما يُنذر بكارثة بيئية، إذا لم يتم التصدي لها بشكل ممنهج.
وأشار رشوان إلى أن الملتقى يهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية، من بينها ضمان استدامة الموارد الطبيعية وخدمات النظم الإيكولوجية الساحلية، وتمكين الشباب العربي من المساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء تحالف عربي طموح لإنهاء التلوث البلاستيكي، إلى جانب نشر التوعية المجتمعية بآثار النفايات البلاستيكية، خاصة في الأوساط الشبابية.
وأكد الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة أن الملتقى يمثل منصة حوارية مهمة لتبادل الخبرات والمعارف بين الشباب العربي، وتشجيعهم على تبني أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة، وتعزيز الشراكات العربية في مجالات الاقتصاد الأزرق، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أنه سيتم رفع التوصيات التي ستصدر عن الملتقى إلى الجهات المعنية، من أجل بلورتها في سياسات قابلة للتنفيذ، معرباً عن تطلعه إلى أن تسهم هذه التظاهرة البيئية الشبابية في صياغة مستقبل أكثر استدامة للبيئة الساحلية في العالم العربي.
وأكد الدكتور مصطفى فودة خبير التنوع البيولوجى على أهمية ثرواتنا الطبيعية وخاصة الشعاب المرجانية التى تقدر عالميا ب ١٤٣ تريليون دولار والتى تفوق ميزانيات بعض كبار الدول … مشيرا الى أهمية البحث العلمى والدراسات لحماية التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية.
وأضاف أن الاستثمار فى الطبيعة هو أهم مقومات الاقتصاد المستقبليه وتعتمد عليه العديد من الدول ..موضحا أن السياحة البيئية فى مصر سيكون لها مردود اقتصادى كبير من خلال تطبيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه ، أكد الدكتور احمد غلاب مدير المحميات الطبيعية بالبحر الاحمر أن قيمة التنوع البيولوجي في البحر الأحمر لا تُقدّر بثمن، إذ تتجاوز القيمة الاقتصادية للشعاب المرجانية عالميًا 143 تريليون دولار، فيما تقدر قيمة حمايتها للشواطئ بنحو 80 مليون دولار لكل كيلومتر..مشيرا الى أن حتى سمك القرش يمثل موردًا اقتصاديًا مهمًا، فقيمة القرش الواحد تصل إلى نحو 200 ألف دولار سنويًا من خلال أنشطة السياحة البحرية، وهذا جعل الصيادين يدركون أهمية الحفاظ على التوازن البيئي.”
واضاف غلاب أن البحر الأحمر يضم أكثر من 1200 نوع من الأسماك، و11 نوعًا من الحشائش البحرية التي تُعرف بأنها “الأكسجين الذهبي للأسماك”، إضافة إلى 5 أنواع من السلاحف البحرية، مشيرًا إلى أن نحو 19% من الشعاب المرجانية متوطنة ولا توجد في أي مكان آخر بالعالم.
وأكد الدكتور صابر جمعة عبده أستاذ تغذية الحيوان ورئيس قسم الإنتاج الحيواني السابق كلية الزراعة جامعة الأزهر أن المواد البلاستيكية تتحول الى الاف المواد الكيمائية حيث تظهر بيانات جديدة ان المواد البلاستيكية التى تسبب تلوث البيئة قد يكون بعضها ساما ويمكن ان تدخل الطعام والماء واجزاء من القمامة البلاستيكية تنتشر فى العالم لذلك اصبحت مشكلة كبيرة ومتنامية من اعماق المحيطات و الانهار الجليدية فى القطب الشمالى وحتى قمم الجبال الاوروبية.
واكدت الدكتورة سالى فريد أستاذ الاقتصاد كلية الدراسات الإفريقية العليا، جامعة القاهرة ان الاقتصاد الأزرق يطبق على القطاعات الساحلیة، والحیاة والأنشطة البحریة، فهو ذلك الاقتصاد الذي یعزز التنمیة المستدامة، مع تقلیل المخاطر البیئیة والندرة الإیكولوجیة بدرجة كبیرة، وبجانب الاهتمام بالطاقة المتجددة، وإدارة النفایات، والاستهلاك والإنتاج المستدام، یركز على النماذج الجدیدة والناشئة مثل الاقتصاد الدائري، والاقتصاد التعاوني، والاقتصاد الوظیفي. بالإضافة إلى خلق سوق أكثر شمولا یدمج التكلفة البیئیة والاجتماعیة الحقیقیة للمنتجات والخدمات.
وفى إطار حرص المنتدى على توعية الشباب ، تم عقد ورشة عمل للتوعية بأضرار المخدرات وتأثيراتها السلبية، أكدت الدكتورة رانيا حسن استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان أن الإدمان يعنى تعاطى الشخص مادة معينة بالرغم من ضررها اقتصاديا ،إجتماعيا وصحيا بدون توقف والقيام بزيادة المادة المخدرة مع الوقت ، مشيرة إلى أن الإدمان يعد مرضا مزمنا قابل للانتكاسة ولكن إذا الشخص اتخذ قرارا بالإمتناع عن المخدرات سيكون ذلك أول خطوةفى طريق الشفاء.