القاهرة :صلاح عبدالله
بعد أكثر من عقدين من العمل المتواصل، تستعد مصر لافتتاح واحد من أضخم المشاريع الثقافية فى العالم المتحف المصرى الكبير، الذى يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، ليكون بوابة جديدة للتاريخ المصرى القديم وللسياحة الثقافية الحديثة.
بدأت فكرة المشروع فى تسعينات القرن الماضى، ووُضع حجر الأساس عام 2002، ومع الوقت تحول إلى صرح معمارى عالمى يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا. ورغم سلسلة من التأجيلات بسبب التطورات الإقليمية، تم تحديد الأول من نوفمبر 2025 كموعد رسمى لافتتاحه أمام الجمهور.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية، ويتصدرها تمثال رمسيس الثانى الذى يستقبل الزوار فى البهو الرئيسى، إلى جانب كنوز الملك توت عنخ آمون التى تُعرض بالكامل لأول مرة فى مكان واحد.
تصميم المتحف المعمارى جاء ليحاكى فلسفة الضوء والظل فى الحضارة المصرية القديمة، وتطل واجهاته الزجاجية على أهرامات الجيزة بشكل مهيب، ليجمع بين التاريخ والطبيعة فى مشهد بديع.
فالخبراء وصفوه بأنه نقلة نوعية للسياحة المصرية، وبوابة جديدة لعرض الحضارة المصرية بطريقة حديثة تليق بمكانتها العالمية.
المهتمون بالثقافة والفن أشادوا بتقنيات العرض التفاعلية، ومساحات المتحف التعليمية، التى تجعل الزيارة تجربة معرفية وترفيهية فى آنٍ واحد.
فى المقابل، رأى البعض أن التأجيلات المتكررة أضعفت الزخم الإعلامى، فيما اعتبر آخرون أن التأنّى فى الافتتاح كان ضرورياً لضمان الإبهار الكامل للتجربة.
وهناك أيضًا من تناولوا الجانب الرمزى للمتحف، باعتباره مشروعاً يعكس طموح الدولة فى أن تكون القاهرة مركزاً ثقافياً عالمياً.
أما عن المتحف فى عيون العالم فقد يُنظر إلى المتحف المصرى الكبير على أنه أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، ورسالة من مصر إلى العالم بأن تاريخها لا يزال نابضاً بالحياة.
ولذلك فإن المتحف لا يُعيد فقط عرض الماضى، بل يُعيد تقديمه برؤية عصرية تفتح آفاقاً جديدة للسياحة والتعليم والثقافة
فالمتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى للآثار بل حكاية وطن بدأت منذ آلاف السنين، واستمرت لتُثبت أن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على الإبهار.
ومع اقتراب الافتتاح، تترقب الأنظار هذا الحدث التاريخى الذى سيُعيد رسم خريطة السياحة فى مصر.




