محمد العجلان
دشنت وزارة الثقافة مركز الجمعية التعاونية للمرشدين السياحيين في جدة التاريخية يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025، عند مدخل المنطقة من الجهة الشمالية بجوار آثار سور جدة وباب المدينة التاريخي، في خطوة تعكس جهود الوزارة في تطوير تجربة الزائر، وتمكين المرشدين السعوديين، وتعزيز حضور الأنشطة الثقافية والسياحية في المنطقة المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وجاء افتتاح المركز امتدادًا للتعاون المشترك بين وزارة الثقافة والجمعية التعاونية للمرشدين السياحيين، والذي جرى تأطيره عبر مذكرة تفاهم تم توقيعها ضمن فعاليات معرض السفر العالمي بلندن 2025، بهدف الارتقاء بجودة الجولات السياحية داخل المنطقة وتعزيز دور المرشدين في تقديم محتوى ثقافي يبرز أصالة جدة التاريخية وتنوع مواقعها.
ويُعد المركز الأول من نوعه الذي يُدار بالكامل من قبل المرشدين السياحيين، حيث يقدّم باقة من الجولات المعتمدة التي تمنح الزوار فرصة التعرف على تاريخ جدة ودورها بوصفها بوابة مكة المكرمة، وتشمل برامج مثل مسار الحج التاريخي، ومسار الحج والمواقع الأثرية، وجولة “روح البلد” التي تُبرز الأبعاد الثقافية والفنية للمنطقة. وسيتم تنظيم جولات مجانية مفتوحة للزوار عند الساعة الخامسة عصرًا بمناسبة الافتتاح، بما يتيح للزوار التعرف على أبرز المعالم برفقة مرشدين مختصين.
وأوضح المدير التنفيذي لإدارة الوجهات في جدة التاريخية بندر ناقرو أن تدشين المركز يمثل خطوة عملية لدعم شركاء القطاع السياحي، قائلً: “يأتي هذا التعاون امتدادًا لالتزام جدة التاريخية بتعزيز جودة التجارب المقدمة للزوار عبر تمكين الكفاءات الوطنية التي تمتلك المعرفة العميقة بتاريخ المكان وهوية المنطقة، والإسهام في تقديم خدمات إرشادية احترافية تُثري تجربة الزائر وتبرز جدة التاريخية كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.”
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للمرشدين السياحيين سامي محمد خياري أن هذا التعاون يشكل خطوة محورية في تمكين المرشدين السعوديين وتقديم تجربة متكاملة للزوار، مشيرًا إلى أن الجمعية تعمل على تطوير مسارات جديدة تستجيب لتطلعات الزائر وتركّز على إبراز القيمة الثقافية للمنطقة.
ويستقبل المركز زواره يوميًا على فترتين، من 9 صباحًا حتى 1 ظهرًا، ومن 4:30 عصرًا حتى 9:30 مساءً، مع إتاحة الحجز الإلكتروني وشراء التذاكر مباشرة من موقع المركز.
ويأتي ذلك، ضمن جهود وزارة الثقافة لإعادة إحياء جدة التاريخية وتأهيل مبانيها ومعالمها وأسواقها التاريخية، وتفعيل دور المجتمع المحلي، وتطوير تجارب ثقافية وسياحية تُبرز القيمة الحضارية للمكان. وتنسجم هذه المبادرات مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في رفع جودة الحياة، وتنمية قطاع السياحة الثقافية، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتحويل جدة التاريخية إلى وجهة عالمية تحتضن التجربة والثقافة والابتكار.



