العراق_فريد حسن
المتحف البغدادي من المعالم التراثية والسياحية وقِبلة للزوار والسائحين ويعود تاريخ انشاءه الى عام ١٨٦٩ ومن اقدم المباني في عهد الدولة العثمانية وقد استخدم المبنى باديء الامر كمطبعة لولاية بغداد ايام حكم الوالي (مدحت باشا).
اما فكرة انشاءه يعود الى امين بغداد الاسبق (مدحت الحاج سري) وصمم على تأسيس متحف شعبي في بغداد الشعراء والصور ويقع المتحف خلف شارع المتنبي او شارع المكتبات والمطابع والثقافة والادب وافتتح المتحف البغدادي مطلع عام ١٩٧٠ بموقعه على ضفاف نهر دجلة الخير قرب مبنى المدرسة المستنصرية التاريخية ويضم (٣٨٥) تمثالا موزعا على (٧٧) مشهدا مضافا الى ذلك كافة الحاجيات والاكسسوارات .
ويقول مدير المتحف الشيخ باسم محمد العنزي : ويضم المتحف مكتبة ضخمة تضم خزانات ووثائق ومراجع ومصادر عن مدينة بغداد وما يقرب من (٤٨٣٠) كتابا وتحتوي على الحكايات والعادات والتقاليد التي اشتهر بها البغداديون الى جانب ضمها على مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين الرواد ومنهم المرحوم (حافظ الدروبي) والمرحوم(فرج عبو) واخرين من اجيال لحقوهم بالعطاء الفني ومنهم ( سعد الطائي ، ماهود احمد، صلاح جياد، نعمان هادي، محمد مهرالدين ، طالب العلاق، وشاكر الشاوي ) واخرين .
واضاف باسم العنزي بالقول:
وفي عام ١٩٨٩استحدث السوق البغدادي والمطعم البغدادي وقاعة مناسبة لاقامة الحفلات الغنائية والموسيقية والمقام العراقي ويقام كل يوم جمعة حفلا موسيقيا .
ومن الجدير بالذكر ان تعرض المتحف الى اضرار كبيرة وتم غلق ابوابه بعد الغزو والاحتلال الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ولكن تم اعادة ترميمه وافتتاحه في الثامن من اب من عام ٢٠٠٨.
وحدثنا الفنان الرائد (مكَصد الحلي) مدير ومشرف الفرقة الفنية قائلا ان الفرقة الفنية التابعة للمتحف البغدادي هي فرقة لاحياء الفن والغناء التراثي العراقي الاصيل وهي الفرقة الوحيدة في العراق ومحافظة على الموروث الغنائي التراثي والريفي اضافة الى المقامات العراقية وتهتم وتحافظ على اغاني السبعينات البغدادية مشيرا الى ان الفرقة هي من التخت الشرقي وتتكون من (١٤) فنانا مقتدرا عالما باصول الموسيقى (٦) منهم عازفين كمان وعازف عود وعازف قانون وعازق ايقاع وعازف رق و(٤) مطربين ومطربة تراثية واحدة ونوه الفنان الرائد مكصد الحلي الى ان الفرقة الفنية تابعة الى قسم الشؤون السياحية في المتحف البغدادي التابع لامانة بغداد وتحيي الفرقة كل يوم جمعة حفلا فنيا تراثيا وتقدم اغان بغدادية قديمة ومقامات بحضور العوائل البغدادية.
وطالب الفنان الحلي الى ان تكون هنالك تبادلا للثقافات الفنية بين الدول العربية وان تقيم مجلة السياحة العربية مهرجانا للفن التراثي وان تتجول الفرق في جميع البلدان عن طريق تعاون وزارات الثقافة والسياحة في البلدان العربية اضافة الى اقامة عروض للازياء التراثية على هامش اقامة المهرجانات الفنية.
ان بغداد تزخر بكل انواع الفنون ومهتمة بالتراث وبالثقافة والادب وتزخر كذلك بوجود عدد كبير من المقاهي التراثية ومنها مقهى الشابندر ومقهى ام كلثوم ومقهى حسن عجمي وهي تراثية تعود الى ازمان سحيقة ومرتادوها المثقفون واهل العلم والادب والفنون.