السياحة العربية
بدأ العد التنازلي لانطلاق موسم الصيف السياحي، في ظل توقعات متفائلة بأن يشهد الموسم طفرة في حركة السياحة العربية الوافدة إلي مصر.
الخبراء المتفائلون يستندون الي حقائق مهمة، منها ثبات اسعار الخدمات السياحية في مصر علي عكس ما يحدث عادة في الدول الأوروبية.. بالاضافة الي تصاعد معدلات سوء المعاملة للسائح العربي في هذه الدول، وزاد من مميزات المقصد السياحي المصري توفر رحلات الشارتر بين الدول العربية ومنطقتي شرم الشيخ والغردقة الأكثر جذباً للسائح العربي.
ويعزز من هذه التوقعات ان مليوناً ونصف المليون سائح عربي زاروا مصر خلال العام الماضي وهو رقم مرشح لزيادة كبيرة كما يري خبراء السياحة.
عادل عبد الرازق، عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة يري ان المقصد السياحي المصري امامه فرصة كبيرة للاستحواذ علي أكبر نصيب من السياحة العربية بسبب ثبات أسعار الخدمات المقدمة للسائح العربي، مقارنة بارتفاعها في الدول الأوروبية، كما ان الاستقرار الامني والسياسي يعطي مصر ميزة مهمة بالمقارنة بدول عربية اخري مثل لبنان وسوريا، اللتين كانت تفضلهما بعض الجنسيات العربية لقضاء اجاز الصيف.
ويشير عبد الرازق الي أن السائح العربي يحرص علي أن يأتي لمصر في مجموعة سياحية لاقتناعه بأن المجموعات توفر ميزات عديدة، منها السعر الأرخص والخدمة المتميزة، كما تتحمل الشركة التي يأتي من خلالها السائح العربي مسئولية توفير وسائل الانتقال او البرامج الترفيهية وغيرها من الخدمات.
ويضيف عبد الرازق ان بعض الجنسيات العربية بدأت تتجه الي الشواطئ المصرية عن طريق الطيران العارض «الشارتر» خاصة السائح اللبناني الذي اصبحت شرم الشيخ مقصده الاساسي بسبب انخفاض اسعار البرامج السياحية عن طريق الشارتر والتي تشمل تذكرة الطيران والاقامة بفندق 5 أو 4 نجوم .
كما بدأ السائح السعودي ايضاً يأخذ نفس الاتجاه السابق في التعامل مع مقصده السياحي المصري.
ويشير عضو مجلس إدارة غرفة شركة ووكالات السفر والسياحة إلي أن فتح السماوات العربية طبقاً لاتفاقية السماوات المفتوحة سوف يزيد من الحركة العربية الوافدة الي مصر ، وبالعكس.
اما مازن جمال الدين، الخبير السياحي السعودي الجنسية، فيقول: ان السائح العربي يتجه الي مصر مستهدفاً السياحة العائلية والتي تتميز بها بين الدول العربية، في ظل سوء معاملة الدول الاجنبية للسائح العربي.
ويضيف مازن جمال الدين ان السائح العربي خاصة السعودي يفضل الاستقلالية الي جانب المرونة السعرية ولذلك فهو يفضل الاقامة في الشقق المفروشة ويبتعد غالباً عن الفنادق، وتوقع ان تحقق الحركة السياحية الوافدة هذا العام ضعف ما حققته من السوق السعودية في موسم الصيف.
ويطالب مازن بالتوسع في اقامة المجمعات السكنية الفندقية وتوزيعها في جميع المناطق السياحية، خاصة تلك التي يقبل عليها السائح العربي مثل شرم الشيخ والغردقة بالاضافة الي الاستفادة من الاستثمارات العربية في مصر ، ومنحها تسهيلات.
واشار الي ان مصر تنقصها الخدمات الموجهة للسائح العربي مؤكداً أن حل مشكلة المنفذ البري للسلوم يضمن زيادة السياحة الليبية التي بلغت 300 الف سائح فقط باتجاه مصر بينما زادت علي مليون سائح ليبيي زاروا تونس، التي انهت مشكلتها مع الحدود الليبية.
ومن جانبه يتوقع وسيم محيي الدين نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية ان تشهد منطقتا شرم الشيخ والغردقة زيادة غير متوقعة للطلب العربي علي زيارتها بسبب توفر وسائل عديدة للترفيه، ووجود رحلات طيران عارض «شارتر» او خاص مباشر بين الدول العربية ومطاري شرم الشيخ والغردقة.
ويرجع محيي الدين الزيادة الكبيرة والمتوقعة في اقبال العرب علي شرم الشيخ والغردقة الي زيادة عنصري الترويج والدعاية وتكثيف المشاركات في المعارض والبورصات السياحية خاصة العربية وهو ما منح الشركات والفنادق فرصة كبيرة لعرض برامجها ومنتجاتها علي منظمي الرحلات وايضاً تبادل الآراء والخبرات السياحية بين الشركات العارضة.
ويضيف وسيم محيي الدين ان الاهتمام بإنشاء المزيد من الشقق الفندقية سيكون له دور كبير في زيادة السياحة العربية الي مصر.
ومن جهة اخري يؤكد ناصر تركي عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة ان سبب الزيادة المرتقبة في الحركة السياحية العربية خلال الموسم الصيفي القادم يرجع الي القوافل العربية التي يشارك فيها ممثلو القطاعين العام والخاص، والتي تسهم في زيادة وتنشيط الحركة السياحية العربية الوافدة الي مصر خاصة ان السائح العربي الذي ينتمي للشريحة عالية الانفاق يعتبر «خط دفاع» في الموسم الصيف عندما تنخفض الحركة السياحية الوافدة من الدول الأوروبية.
ويضيف أن استمرار القوافل وتثبيت توقيتاتها سوف يعزز هذه الحركة الي مصر .
وأكد ان المققصد المصري يتمتع بمجموعة من التيسيرات التي تسمح بتنشيط الحركة السياحية العربية وتشجيع السائح العربي علي تكرار زيارته الي مصر، منها تطوير المطارات المصرية وتشغيل تاكسي العاصمة، الذي سيحل مشكلة التنقلات بالنسبة للسياح العرب في مصر بدرجة ملحوظة.
