العراق / الموصل / مجلة السياحة العربية
الاء الصوفي
كانت الموصل او مدينة ام الربيعين وهي التسمية التي تطلق على محافظة نينوى و سميت بـ “أم الربيعين” لأن مناخها يتميز بالاعتدال والعذوبة في فصلي الربيع والخريف، حيث يتشابهان في لطفهما وتوفرهما فلكل من فصلَي الربيع والخريف في الموصل صفات جمالية وطبيعية تجعل منهما فصلين مميزين ومتشابهين من حيث الطقس المعتدل، مما أدى إلى تسمية المدينة بهذا اللقب .
ومن قدمها تشتهر بالحمامات، ولكثير من الاسباب اهمها هو كثرة الوافدين اليها من التجار القادمين من بلاد شتى، بالإضافة إلى جريان نهر دجلة فيها، واعتماد الموصليين في تلك الايام على الابار وصعوبة توفر الحمام في كل بيت، هذا ما دفعهم لبناء الحمامات العامة
وما ذكرتة كتب التاريخ والمؤرخين هو وجود ٢٠٠ حمام خاصة في العصر الاتابكي، اقدمها هي حمام الجدالين، وبعدها تأتي حمام القلعة الواقعة في منطقة الميدان بجانب سوق السمك بالجانب الايمن وهي مطلة على دجلة، و تأتي ضمن حملة اعمار الواجهة النهرية وتعود الى القرن السابع عشر الميلادي، وهي في صدد إعادة اعمارها قريباً من قبل مفتشية اثار نينوى ومنظمة اليونسكو
الى جانب وجود حمام عبيد اغا التي بنيت سنة ١٧٤٤م، وقبل ٧٠ سنة اشتراها الحاج حامد صالح، وبقيت قيد الخدمة لغاية معركة التحرير وتضررت بسبب القصف وبقيت مهملة لغاية اليوم وتحتاج لأموال كثيرة لإعادتها، والحمامات عادت تدريجياً للموصل بعد التحرير منها حمام الدواسة التي بنيت ١٩٩٣ ، وقبل ٤ سنوات بنيت حمام على الطراز التركي ، وهي الاول من نوعها بالمدينة وتقع بحي السكر بالجانب الايسر
وفي حديث خص به مجلة السياحة العربية (رويد موفق ) مفتش اثار نينوى اكد خلاله ان ضمن مشاريع الواجهة النهرية هي إعادة اعمار حمام القلعة، وان وزارة السياحة اعدت الاتفاق مع منظمة اليونسكو التي ستتولى اعمارها بالتعاون مع مفتشية اثار نينوى، وسيتم تحويل الحمام الى مطعم تراثي
اما الباحث في مجال التراث والمهندس الاستشاري ( فارس عبدالستار ) هو الاخر خص مجلة السياحة العربية بحديث اوضح ان الحمامات تعد ظاهرة حضارية ظهرت في المدن العربية والإسلامية ومنها الموصل تماشياً مع تعاليم الدين الإسلامي في الالتزام بالنظافة، وكذلك لأمور تتعلق بكيفية الحصول على الماء وتسخينه وكان كذلك صعوبة تحقيقه قبل مد شبكات المياه إلى المنازل
وأضاف ان اقدم حمام في ام الربيعين هي الجدالين و كان يوجد ما يزيد عن ٢٠ حمام في فترة القرن السابع عشر وكان قد وصفها الرحالة وليام هود بأنها جميلة جداً، وبين ان في مطلع قرن العشرين تم احصائية عددها وتبين بوجود ما يزيد عن ٣٠ حمام وكان ابرزها “قرة علي” وتقع في منطقة الرابعية بالجانب الايمن من الموصل وكذلك حمام عبيد اغا ، الشيخ عمر، القشلة، العطارين، القمرية، وكلها قد اندثرت وما تبقى منها هي حمام القلعة والتي تقع بالقرب من نهر دجلة ومازالت موجود ولكنها متضررة بنسبة ٩٠٪، وكذلك حمام عبيد اغا الجليلي التي تأسست سنة ١٧٤٤م و ما زالت شاخصة وهي اخر الحمامات التراثية ولكنها متضررة بنسبة ٥٠٪ وتحتاج إلى تكاليف كبيرة لإعادتها، وهي ليست صعبة ومن الممكن ان تستملكها مفتشية اثار نينوى لغرض إعادتها لتكون شاهداً على تلك الحقبة الزمنية
واضاف ان ما بني من حمامات في العصر الحديث لا تتماشى مع الطراز التراثي ولما كانت عليه سابقاً وانها فقد تؤدي الوظيفة الخاصة بالحمام، واشار إلى ان الحمامات القديمة كانت تتكون من ٥ اقسام، وكانت تسخن المياه باستخدام الخشب التي توضع في البيادر، وتقام الاحتفالات قبيل الاعراس في الحمامات، لذلك تعتبر موروث تراثي مهم
ومايزال شباب الموصل يقبلون على الحمامات خاصة خلال الاعياد كنوع من العادات والتقاليد التي ما يزالون يحافظون عليها وتشهد ليالي العيد زخم على الحمامات ، الشاب ( احمد الحيالي )اوضح لمجلة السياحة ان حمام العامة لها ميزات غير موجودة بحمام المنزل وهي الساونا، حمام الملح، التدليك، وقد تعود بين فترة واخرى يأتي رفقة اصدقاء الى الحمام التركي لقضاء وقت من الاسترخاء
ومن جانبه وثق المؤخر الموصلي ( أزهر العبيدي ) اغلب الحمامات التي كانت موجودة في الموصل القديمة وعددها ٢٣ حمام وهي، اليونس، زرياب، الوادي، الزوية، الصابوني، التك، العلاء، النعيم، العكيدات، السراي، الصالحية، باب لكش، باب جديد، المنقوشة، بور سعيد، الخاتونية، رأس الجادة، باب البيض، رأس الجادة، النبي شيت ، الرافدين، وما بقي منها هي حمام الدواسة والتي افتتحت منذ عام ١٩٩٣ واعيد ترميمها في عام ٢٠١٧ كانت أول حمام تعود للموصل بعد التحرير، وحمام السجن التي ما زالت موجودة ولكنها تحتاج إلى تطوير، وقد تأسست قبل ٤ سنوات الحمام التركي وعلى الطراز الدولة العثمانية ولكن بشكل حديث وهي الاولى من نوعها في المدينة.
بل واضحت الحمامات القديمة مكانا لزيارة السائحين والمهتمين بالتراث القديم كما ان على ادارة محافظة نينوى الاهتمام بهذا الجانب الحيوي المهم لارتباطه بتاريخ نينوى الحضارة ولتكن مزارا للسواح وبناء بعضا من المنشأة من مساحات خضراء حولها ومطاعم ومتنزهات لتكون منتجعا سياحيا اضافة الى مكانتها الاثرية.