كتب: صلاح عبدالله
واصلت البعثة الدولية المشتركة من مركز التراث العالمي التابع لليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس) ومكتب اليونسكو في بيروت، جولتها الميدانية لمواقع التراث العالمي في سورية، حيث خصصت يومها الثاني لزيارة قلعة الحصن المصنفة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
وركزت البعثة خلال زيارة قلعة الحصن، التي تعد واحدة من أبرز قلاع القرون الوسطى في العالم، على الوقوف بشكل مباشر على حالة القلعة بعد الأعمال الترميمية والتأهيلية التي تم تنفيذها فيها. وهدفت الزيارة إلى تقييم مدى تقدم هذه الأعمال في تحقيق شروط ومعايير الحفاظ على القيمة العالمية الاستثنائية للموقع، والتي تؤهلها للسعي نحو رفعها من قائمة التراث المهدد بالخطر.
وخلال الجولة، اطّلعت البعثة عن كثب على تفاصيل أعمال الترميم والصون التي تمت في أجزاء مختلفة من القلعة، والتي استهدفت إصلاح الأضرار التي لحقت بها جراء الحرب، والحفاظ على سلامتها المعمارية والتاريخية. كما ناقشت مع الخبراء والمهندسين من المديرية العامة للآثار والمتاحف وهيئة مار افرام للسريان التحديات التقنية والمنهجيات المتبعة في عمليات الترميم، والخطط المستقبلية لضمان الحفاظ الطويل الأمد على هذا الموقع الاستثنائي ووجيبة الحماية.
ويأتي هذا التقييم الميداني المباشر كخطوة محورية في مسار تقييم الوضع الشامل لمواقع التراث السوري المدرجة على قائمة الخطر. ومن المقرر أن تتابع البعثة زياراتها لمواقع أخرى في الأيام المقبلة، حيث ستجمع كافة الملاحظات والبيانات لإعداد تقرير مفصل يتضمن خلاصات تقييمها وتوصياتها المحددة لمركز التراث العالمي، والتي من شأنها دعم الجهود السورية الرامية إلى حماية هذا الإرث الإنساني الفريد وإخراج قلعة الحصن ومواقع أخرى من قائمة التراث المهدد بالخطر.