آخر الأخبار

عين بوسعدية في سليانة… جنة مخفية في أحضان جبل برقو”

شارك

جليلة كلاعي ـ تونس

للحديث عن عين بوسعدية لابد من الإشارة إلى أنها واحدة من أجمل المناطق الجبلية في الشمال الغربي التونسي وأنّها مصدر للمياه الطبيعية ووجهة سياحية محتملة.

إنها قرية تونسية تقع بمعتمدية برقو بولاية سليانة إحدى محافظات تونس، تتفرد بطبيعتها الجبلية الساحرة وأشجارها الوارفة، وعلى الرغم من جمالها الطبيعي الخلاب، إلا أنها لا تزال جوهرة مخفية تنتظر من يكتشفها، وتستحق أن تتحول إلى وجهة سياحية بيئية مميزة.
القرية زرعت جذورها على سفوح جبل برقو وجبل السرج “لؤلؤة الجبال”، مما يمنحها إطلالات بانوراميه رائعة ومناخًا منعشًا وبيئة هادئة ومثالية لمحبي الطبيعة.


اشتق اسم “عين بوسعدية” من وفرة عيون المياه العذبة الطبيعية فيها، والتي تغذي المنطقة وتساهم في خصوبة أراضيها.
عين الماء الشهيرة هذه التي تحمل اسم المنطقة، وتاريخها كمصدر للمياه العذبة التي كانت تجذب الزوار والسكان على مر السنين.


تُعد المنطقة مثالية لعشاق رياضة المشي الجبلي (الهايكنغ)، او المشي الطويل (الراندو) التي يقدمها المكان بفضل مساراتها الطبيعية المتنوعة، والتي تتميز بجمالها الآسر ورائحة إكليل الجبل المنتشرة في الهواء، حيث يمكن للزوار استكشاف الأودية الصغيرة، وحدائق الزيتون، وأشجار الخروب والتمتع بمشاهدة الغزال الأطلسي الذي يرتع بين أشجار الفلين والصنوبر وغيرها من الأشجار الغابية التي تمنح المنطقة قيمة بيئية هامة، ويؤهلها للعب دور هام في دعم السياحة الإيكولوجية. إضافة إلى إمكانية التخييم واستكشاف المناظر الطبيعية الفريدة.

تاريخيا لعبت المنطقة دورا هاما في تشكيل تاريخ تونس، وخاصة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، مثل المعارك التي شهدها جبل برقو. إذ يحمل هذا الجبل القريب من عين بوسعدية تاريخًا حافلاً، فهو مسرح لواحدة من أهم معارك المقاومة التونسية ضد الاستعمار الفرنسي في نوفمبر 1954.
وتحتضن عين بوسعدية مقبرة لشهداء معركة جبل برقو، مما يجعلها رمزًا للوطنية وموقعًا للتأمل في تاريخ البلاد، كما تحتوي المنطقة على مواقع أثرية قديمة، تُروى حولها حكايات من الماضي، وتُعد فرصة للباحثين عن الكنوز التاريخية المنسية.
بالرغم من توفر الإمكانيات الطبيعية والسياحية، فإن المنطقة لم تستغل بعد بالشكل الأمثل، مما يطرح تساؤلاً حول كيفية تحويلها إلى رافد سياحي حقيقي.
إذ أنها تواجه بعض التحديات المتعلقة بالبنية التحتية، مثل مشكلة الإنارة العمومية، التي تعيق استفادة الأهالي والزوار من جمال القرية ليلاً.
في حين تُظهر مبادرات المجتمع المدني أهمية تنشيط القطاع السياحي والرياضي في المنطقة، مثل الندوات الوطنية التي تُنظم في المنطقة بهدف دفع عجلة التنمية. ومناقشة تأثير التغيرات المناخية ونقص الأمطار على ينابيع المنطقة الذي أدى إلى جفاف بعض الجداول، وكيف يؤثر هذا على الحياة في المنطقة.
عين بوسعدية تدعوكم الى زيارتها واستكشاف هذا الكنز الطبيعي والتاريخي والوقوف على جمالية المكان.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.