جليلة كلاعي… تونس
تُعدّ زغوان وجهة ساحرة تقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب العاصمة تونس، وتوفر مزيجًا فريدًا من التاريخ الروماني العريق، والطبيعة الخلابة، والتراث الأندلسي الأصيل.

عن معالمها الرئيسية الجذّابة يعد معبد المياه الروماني، المعبد الأثري، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي في عهد الإمبراطور هادريان (شاهد على العظمة الهيدروليكية)، أحد أبرز معالم المدينة. فقد تم بناؤه لتكريم آلهة المياه والينابيع، ويُمثل نقطة انطلاق القناة الرومانية الشهيرة التي كانت تنقل المياه العذبة من جبل زغوان إلى قرطاج العظيمة، والتي لا تزال بقاياها شاهدة على عبقرية الهندسة الرومانية.
أمّا عن الطبيعة الخلابة، يهمن جبل زغوان على المنطقة، وتوفر قمته (رأس القصبة) التي ترتفع إلى 1295 مترًا منظرا من المناظر البانورامية الخلابة للسهول المحيطة. أمّا عن المنتزه الوطني المحيط بالجبل فهو ملاذ لمحبي الطبيعة والمغامرة، حيث يمكن ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة (الهايكنغ)، واستكشاف الكهوف، وتسلق الجبال، والتمتع بالتنوع البيئي الغني الذي يشمل أشجار الصنوبر الحلبي، السنديان، الزان، والعرعر، بالإضافة إلى الأعشاب العطرية كالزعتر وإكليل الجبل. وتعد هذه الحديقة كواحدة من أجمل المحميات الطبيعية في تونس لتميزها بغطاء نباتي كثيف، وخاصة غابات النسري الشهيرة.

وتتميز شوارع زغوان القديمة الضيقة والمتعرجة بهندستها المعمارية التقليدية التي تعكس التأثير الأندلسي، لا سيما بعد استيطان المهاجرين الأندلسيين في المنطقة خلال القرن السابع عشر. يمكن للزوار التجول في الأزقة، ورؤية الأبواب الخشبية المنحوتة، واكتشاف الحرف اليدوية المحلية مثل الفخار والسيراميك.
كما تشتهر مدينة زغوان بوفرة مياهها العذبة وينابيعها الطبيعية، مما جعلها وجهة شعبية للاسترخاء والعلاج في الحمامات المحلية، مثل حمام الزريبة الشهير الذي تحيط به مجموعة من القرى مثل الزريبة العليا، التي تشتهر بجمالها الجبلي وتراثها الثقافي الفريد. والموقع الأثري “توبربو ماجوس” في معتمدية الفحص، كأحد المواقع التي تستحق الزيارة لاستكشاف الآثار الرومانية
.
تشتهر المدينة أيضًا ببعض الأطباق والحلويات المميزة، وعلى رأسها “كعك الورقة” المصنوع من عجينة اللوز وماء الورد، والذي يعتبر تذكارًا شهيرًا من زغوان.
باختصار، زغوان هي جوهرة تونسية مخفية تقدم تجربة غنية ومتنوعة تجمع بين استكشاف الآثار القديمة، والانغماس في الطبيعة البكر، وتذوق الثقافة المحلية الأصيلة فهي منطقة مثالية لمحبي السياحة البيئية والثقافية والترفيهية. وتقدم تجارب سياحية متنوعة فمن الاستشفاء إلى الصناعات التقليدية




