جليلة كلاعي ـ تونس
في إطار مواصلة تنفيذ البرنامج الوطني للترويج للسياحة الثقافية وتعزيز اشعاع المواقع الأثرية الكبرى، نظّمت وزارة السياحة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية، يومًا سياحيًا لفائدة وفد من الزوّار من عدّة جنسيات إلى قصر الجمّ بولاية المهدية، أحد أبرز الشواهد التاريخية التي تُجسد الحضارة الرومانية في تونس، وذلك بهدف مزيد التعريف به وتعزيز إدماجه ضمن برامج الزيارات الموجّهة للوفود السياحية.

ويمثل قصر الجمّ… معلم استثنائي يختزل 18 قرنًا من التاريخ، فلقد كان مدرجه شاهداً على الازدهار الكبير للمدينة وقدرتها على تمويل مشاريع بناء ضخمة تضاهي تلك الموجودة في روما نفسها

وقد أتاحت الزيارة للوفد اكتشاف هذا الصرح المعماري الفريد، الذي يُعدّ:
ثالث أكبر مسرح روماني في العالم وأكبر منشأة رومانية في إفريقيا من حيث الحجم والطاقة الاستيعابية التي تبلغ 35 ألف متفرّج، وهو معلمًا مدرجًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1979.

خلال الجولة، اطّلع الزوار على دقة الهندسة الرومانية التي تُميز المعلم بأبعاده الهامة (148م × 122م) وحلبته الواسعة (65م × 39م)، إلى جانب تاريخه العريق الذي حوّله عبر القرون من فضاء للمصارعة الرومانية إلى مسرح عالمي يحتضن أرقى العروض السيمفونية والموسيقية.

قصر الجم يربط بين الماضي والحاضر، ويظل شاهداً صامداً على مر العصور، وجزء حي من التاريخ الروماني على الأراضي التونسية. ويغري باستكشافه، وهذا ما جعل الزوّار يعبّرون عن إعجابهم بجماليته ويؤكدون بضرورة الحفاظ الجيد على مكوّناته..



