آخر الأخبار

قطار ماجليف في مطار إنتشون بكوريا الجنوبية يتحول إلى تجربة سياحية لا تُفوَّت

شارك

السياحة العربية 

استأنف قطار مطار إنتشون المغناطيسي المعلق (ماجليف) في كوريا الجنوبية خدماته رسميًا، ولكن مع تغيير جذري في دوره. فبعد مواجهة تحديات مالية كبيرة وانخفاض أعداد الركاب، أُعيد تصميم نظام النقل العام الواعد ليصبح معلمًا سياحيًا فريدًا. أُعيد افتتاحه في 17 أكتوبر 2025، ليُتيح للزائرين فرصة تجربة تقنياته المتطورة والمتحركة في بيئة أكثر تركيزًا على الترفيه. يهدف هذا التحول الاستراتيجي إلى خفض تكاليف التشغيل، مع إبراز طموح كوريا الجنوبية في ابتكارات النقل، حيث يجمع بين السفر المستقبلي والمناظر الطبيعية الخلابة للسياح الراغبين في مشاهدة أحد أكثر مشاريع النقل تقدمًا في البلاد.

قطار ماجليف يستأنف خدمته في مطار إنتشون كوجهة سياحية وسط ضائقة مالية

استأنف قطار ماجليف في مطار إنتشون بكوريا الجنوبية خدماته رسميًا بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات. في 17 أكتوبر 2025، استأنف القطار رحلاته، ولكن مع تغيير كبير في دوره – ما كان سابقًا خدمة نقل عام، أُعيد تصنيفه الآن كمرفق سياحي وتجريبي.

كان قطار مطار إنتشون المغناطيسي، الذي أُشيد به في البداية كأول قطار مغناطيسي في كوريا الجنوبية، مشروعًا رائدًا. بفضل قدرته على الارتفاع حوالي 8 مم فوق القضبان، وعد برحلة صديقة للبيئة وسلسة وهادئة. طُوّر هذا القطار وبني بتكلفة بلغت حوالي 4 تريليونات وون كوري، وكان من المتوقع أن يُحدث ثورة في مجال النقل العام، مُقدمًا تجربة سفر مستقبلية.

يمتد مسار القطار لمسافة 6.1 كيلومتر من مبنى الركاب رقم 1 في مطار إنتشون إلى يونغيو-دونغ، جونغ-غو، مارًا بست محطات. يعمل بسرعة قصوى تبلغ 40 كم/ساعة، موفرًا إطلالات خلابة على المنطقة المحيطة. صُمم القطار في البداية ليُسيّر 103 رحلات ذهابًا وإيابًا يوميًا، مع انطلاق كل 15 دقيقة، مجانًا للركاب.

ومع ذلك، ورغم التصميم المبتكر والتقنيات المتطورة، لم يرتقِ قطار ماجليف إلى مستوى التوقعات. كان عدد الركاب اليومي أقل بكثير من التوقعات، حيث بلغ متوسطه حوالي 4,000 راكب يوميًا، أي 11% فقط من التوقعات الأصلية. ومع تفشي جائحة كوفيد-19، انخفض عدد الرحلات إلى 24 رحلة فقط يوميًا، مما أدى إلى انخفاض إضافي في عدد الركاب.

سرعان ما أصبحت تكاليف التشغيل مشكلةً كبيرةً لشركة مطار إنتشون الدولي (IIAC)، المسؤولة عن تشغيل القطار. بلغت النفقات السنوية لصيانة الخدمة حوالي 8 مليارات وون كوري. وفي مواجهة الصعوبات المالية ونقص الركاب، اضطرت الشركة إلى البحث عن سبلٍ للحفاظ على استمرارية خدمة القطارات مع خفض تكاليفها التشغيلية.

بعد إجراء مراجعة شاملة، شملت دراسة “تشخيص تشغيل قطارات ماجليف والتدابير البديلة”، قررت IIAC إعادة تصنيف قطارات ماجليف. فبدلاً من تصنيفها كخدمة نقل عام بموجب قانون السكك الحديدية الحضرية، سيُصنف القطار الآن كوجهة سياحية بموجب قانون النقل على المسارات. ويعكس هذا التغيير وضع قطارات سياحية محلية أخرى، مثل قطار وولميدو البحري في إنتشون.

يأتي إعادة التصنيف مع تغيير كبير في آلية عمل القطار. فهو الآن يُشغّل 24 رحلة ذهابًا وإيابًا فقط يوميًا، مقارنةً بـ 103 رحلات في الأصل، كما مُدّدت الفترة الفاصلة بين الرحلات إلى 35 دقيقة. تعمل الخدمة ستة أيام في الأسبوع، مع توقف القطارات يوم الاثنين، وهي مفتوحة من الساعة 10 صباحًا حتى 5 مساءً. علاوة على ذلك، أصبحت الخدمة الآن مجانية لجميع الركاب، في خطوة تهدف إلى جذب السياح لتجربة هذه التقنية دون قيود مالية.

لم يخلُ قرار تحويل قطار ماجليف إلى منشأة سياحية من جدل. فبينما لا تزال هذه التقنية متطورة، أعرب خبراء ومتخصصون في هذا المجال عن مخاوفهم بشأن تأثير هذا التحول على مكانة كوريا الجنوبية كدولة رائدة في ابتكارات النقل. ويخشى البعض من أن تقليص دور القطار إلى مجرد عامل جذب سياحي قد يُقوّض إمكانية الاستخدام العام الأوسع لتقنية ماجليف، التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من مستقبل النقل المستدام.

رغم المخاوف، يُعتبر هذا التغيير خطوةً ضروريةً لضمان استدامة الخدمة على المدى الطويل. ومن المتوقع أن تنخفض تكاليف تشغيل القطار بشكل ملحوظ، من 8 مليارات وون كوري سنويًا إلى حوالي 5 مليارات وون كوري. كما يتيح هذا التحول لهيئة السكك الحديدية الكورية الجنوبية التركيز على جوانب أخرى من السياحة، والتي أثبتت أنها مصدر دخل أكثر موثوقيةً في السنوات الأخيرة.

رغم أن قطار مطار إنتشون المغناطيسي المعلق يُعدّ الآن معلمًا سياحيًا، إلا أنه لا يزال رمزًا لطموح كوريا الجنوبية في الريادة في تكنولوجيا النقل. وقد أُشيد بتصميمه الأصلي باعتباره إنجازًا كبيرًا في الابتكار والاستدامة، ولا يزال يُجسّد القدرات التكنولوجية للبلاد.

يقدم قطار ماجليف للزوار تجربة فريدة تجمع بين أحدث التقنيات وفرصة استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة في إنتشون. سواءً كانت حركته الانزلاقية المستقبلية أو الرحلة الهادئة عبر منطقة إنتشون، يوفر القطار تجربة لا تُنسى لاكتشاف المنطقة.

مع ذلك، لا يزال مستقبل قطارات ماجليف في قطاع النقل العام غامضًا. ومع تحول تركيز القطار نحو السياحة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستجد كوريا الجنوبية طريقة أخرى لدمج هذه التقنية في شبكة النقل الأوسع؟ ورغم أن التحول إلى نظام يركز على السياحة يبدو عمليًا على المدى القصير، إلا أنه قد يعني أن تقنية ماجليف ستستغرق وقتًا أطول لتصبح جزءًا لا يتجزأ من وسائل النقل العام اليومية.

رغم هذه الشكوك، تُعدّ عودة قطار مطار إنتشون المغناطيسي إلى الخدمة تطورًا إيجابيًا لقطاع السياحة في كوريا الجنوبية. ومن خلال إعادة تصور القطار كتجربة سياحية فريدة، تأمل مؤسسة مطار إنتشون الدولي في استرداد بعض استثماراتها، مع إتاحة الفرصة للزوار لمشاهدة أحدث تقنيات النقل قيد الاستخدام. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا النموذج حلاً طويل الأمد أم حلاً مؤقتًا، ولكن في الوقت الحالي، لا يزال قطار ماجليف جزءًا لا يتجزأ من مشهد النقل في كوريا الجنوبية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.