السياحة العربية
عدت وزارة السياحة إصدار قرار سياسة العشرين ساعة المتبعة عالميًا، والمطبّقة في مرافق الضيافة السياحية بالمملكة، عاملاً سيكون له الأثر في خلق فرص عمل للشباب السعودي من الجنسين، في إطار الخطوات التي تقف خلفها الوزارة نحو دعم توطين قطاع السياحة.
وأكد المتحدث باسم وزارة السياحة محمد الرساسمة، أن قطاع السياحة يسير وفق خطوات نابعة من مستهدفات واضحة حددتها رؤية السعودية 2030، أبرزها المساهمة في خلق فرص العمل وزيادة عدد الوظائف في القطاع، للوصول إلى 1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي بحلول عام 2030، مشيراً في الوقت ذاته إلى ارتفاع عدد الوظائف في القطاع السياحي، التي بلغت مليون وظيفة مع نهاية العام المنصرم 2024.
وربط بين تنامي عدد الوظائف وارتفاع عدد السياح في المملكة، البالغين نحو 116 مليون سائح محلي ووافد من الخارج في عام 2024، بنسبة نموٍ بلغت أكثر من 6%، مقارنةً بعام 2023م، وهو ما يعطي إشارات واضحة أن القطاع السياحي في السعودية يسير بخطىً ثابتة نحو التوسّع وخلق المزيد من فرص العمل.
ويجد الرساسمة أن قطاع السياحة قطاع أفقي، أي أن نموه يُسهم مباشرةً في نمو القطاعات الاقتصادية الأخرى، كقطاع النقل، وقطاع الأغذية والمشروبات، وقطاع الخدمات اللوجستية، وغيرها، لذلك تعدّ السياحة محرّكًا اقتصاديًا شاملًا يعزّز النشاط الاقتصادي، ويزيد فرص العمل في مختلف الصناعات المصاحبة.
ويؤكد أن وزارة السياحة من خلال تعاونها مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تسعى لإصدار قرار توطين 41 مهنة في القطاع السياحي، ومن المقرّر أن تدخل المرحلة الأولى حيز التنفيذ اعتبارًا من شهر أبريل العام المقبل، وسيواكب تطبيق هذا القرار باتباع عددٍ من الخطوات التوعوية والرقابية بالتعاون مع الجهات المختصة.
ويكشف الرساسمة عن أن المملكة استقبلت العام الماضي نحو 30 مليون سائح وافد من الخارج في عام 2024م، بزيادة قدرها 8% عن عام 2023، فيما شهد العام الماضي ازدياد التنوع في الوجهات السياحية داخل المملكة، وتعدد أنماط السياحة وأغراضها، حيث سجل عدد السياح الوافدين من الخارج إلى المملكة، لغرض الترفيه وقضاء الرحلات ارتفاعًا بنسبة 20%، مقارنة بعام 2023، وبنسبة 565%، مقارنة بعام 2019.

وحول أبرز عوامل الجذب السياحي التي تميز المملكة عن غيرها من الوجهات الإقليمية والعالمية، أكد الرساسمة أن رؤية السعودية 2030 وضعت قطاع السياحة ضمن القطاعات الواعدة ذات الأولوية الوطنية، إدراكًا لما تمتلكه المملكة من مقومات طبيعية وثقافية وتاريخية فريدة.
ويعتبر أن تمتع المملكة بتنوّع جغرافي وطبيعي وثقافي يجعلها وجهة سياحية متميّزة تقدّم، وفر مناخاً لتجارب لا تُنسى؛ من شواطئ البحر الأحمر النقية، إلى المرتفعات الجبلية الخلّابة في عسير والباحة، مرورًا بالآثار التاريخية في العُلا، ووصولًا إلى الفعاليات العالمية والمناسبات الرياضية التي تستضيفها المملكة وتنظمها في مختلف المدن والمناطق.
وعززت المملكة هذه المقومات – والحديث هنا للناطق باسم وزارة السياحة – بشراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، ومستثمرين محليين ودوليين، أسفرت عن تطوير وجهات جديدة تم تدشين بعضها بالفعل، مثل المنتجعات الفاخرة في البحر الأحمر والمواقع المتجددة في العُلا، إلى جانب مشاريع كبرى قيد التنفيذ مثل القدية، والدرعية، ووسط جدة، والتي ستُشكل مراكز جذب رئيسية، تعزز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، وتسهم في تحقيق مستهدفات الرؤية.