طوف وشوف

“أبواب القاهرة”.. معالم أثرية شاهدة على تاريخ مصر | مجلة السياحة العربية .. #السياحة_العربية

السياحة العربية 

لدى زيارتك لمدينة القاهرة التاريخية ستفاجأ بأسوار وأبواب ضخمة تلتف حولها، بناها حكّام مصر لتحصينها وحمايتها من كيد المعتدين، وشهدت تلك الأبواب أحداثاً تاريخية مهمة قديماً، وحديثاً أضحت معالم أثرية لا تخطئها أعين السياح.

وبنيت الأسوار على 3 مراحل، أولها عند تأسيس مدينة القاهرة على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي سنة 358 هجرياً، أما الثانية فكانت خلال الفترة ما بين عامي 480 و485 هجرياً حينما وسّع أمير الجيوش بدر الجمالي المدينة من الناحيتين الشمالية والجنوبية ونقل الأسوار إلى حيث موقعها الحالي وشيّد بابا “الفتوح” و”النصر” في السور الشمالي، وباب زويلة في السور الجنوبي. وفق الباحث التاريخي عبدالعظيم فهمي.

ويضيف أنَّ بدر الجمالي جعل الأسوار من الطوب اللبِن (طوب مصنوع من الطين المجفف عن طريق تعريضه لحرارة الشمس)، بينما بنى الأبواب من الحجارة. وشيّد في السور الشرقي بابي “البرقية” و”القراطين”، وفي السور الغربي بابي “سعادة” و”القنطرة”.

المرحلة الثالثة كانت في عهد مؤسس الدولة الأيوبية، صلاح الدين الأيوبي، وخلال سنة 561 هجرياً أعاد تحصين القاهرة ودعم سور بدر الجمالي بالحجارة خصوصاً الجزء الواقع بين باب زويلة والخليل.

ويضيف “أسوار القاهرة تميزّت بأبواب ضخمة وأبراج عالية ومزاغل لمرمى السهام وفتحات نافذة فوق المداخل لصب السوائل المغلية والمواد الكاوية على كل من يحاول اقتحام الباب، ورغم أن تلك البوابات مر عليها الكثير من العصور إلا أنها ما زالت محتفظة بسحرها وجمالها، وتعد الأبواب مثل الفتوح والنصر وزويلة وغيرها من أهم الآثار الباقية في مصر من العصور الوسطى”.

باب النصر يعد من أهم الآثار الحربية التي بقيت في مصر من العصور الوسطى، وبناه جوهر الصقلي عام 1087 ميلادياً ونقله بدر الجمالي مع باب الفتوح من مكانهما الأصلي بجوار زاوية القاضي إلى الأماكن الحالية بجوار جامع الحاكم بأمر الله، ودخلت منه جيوش مصر العائدة بالنصر، ومر منه سلاطين مصر العظام مثل الظاهر بيبرس وقلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون بأسرى أعداء مصر.

ويعد باب الفتوح معلماً سياحياً بارزاً في حي الجمالية، فعلى بعد أمتار قليلة من باب النصر تقع بوابة الفتوح المتصلة به بطرق وسراديب، ويضم هذا الطريق آثاراً منها جامع الأقمر وبيت السحيمي ووكالة بازرعة.

وفور دخولك إلى باب الفتوح تجد الكثير من محلات العطارة وورش الحديد والنحاس والألومنيوم، وهي من الصناعات التي تميّز تلك المنطقة.

أما باب زويلة فهو من أكبر وأهم الأبواب، إذ شهد أحداثاً تاريخية مهمة، فعندما بعث زعيم التتار هولاكو رسالة تهديد إلى سلطان مصر آنذاك قطز، أمر بقطع رؤوس رسل هولاكو وتعليقها على باب زويلة.

ويقع الباب على رأس شارع المعز لدين الله الفاطمي من الناحية القبلية، وأعاد بناءه بدر الجمالي مرة أخرى عام 1092 ميلادياً.

أما باب سعادة فبني في السور الغربي المحازي للخليج المصري (الكبير) وبناه جوهر القائد سنة 969 ميلادياً وينسب اسم الباب لـ”سعادة بن حيان” غلام المعز لدين الله.

وأُنشئت في عصر الدولة الأيوبية مجموعة أبواب مرتبطة بسور القاهرة الذي بناه صلاح الدين، ومنها باب الوزير، ويقع بين الباب المحروق وقلعة الجبل، وهناك أيضا: 

الباب الأحمر: يشرف على باب المقطم، ويعرف حالياً باسم برج المقطم.

باب السلسلة، يطل على ميدان صلاح الدين، ويعرف باسم “باب العزب”، وجدده الأمير رضوان كتخدا الحلفي سنة 1747 ميلادياً.

باب البحر: أنشأه صلاح الدين في السور الشرقي المشْرِف على الصحراء، ولا تزال آثاره باقيةً حتى اليوم.

أما أقدم أبواب قلعة الجبل فهو “الباب المدرج” الذي بني سنة 1183 ميلادياً، وما زال موجوداً على شمال الداخل في القلعة.

باب السر: خصص لأكابر الأمراء وخواص الدولة، ويعرف الآن باسم الباب الوسطاني.

أما الأبواب التي تمَّ إزالتها فباب البرقية، وباب الشعرية، وما زالت توجد أطلال من الباب الجديد، وباب القلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى