Uncategorized

اعتماد مكاتب للسفريات الداخلية ودورها في تشجيع السياحة الداخلية الصحراوية في الجزائر

بقلم / د. عمار براهمية – زينب سالمي 
الجزائر
    
تعتبر السياحة الداخلية الصحراوية من المؤشرات الهامة في التنمية المحلية ولها إضافة معتبرة في تحقيق رصيد ثقافي سياحي يمهد نحو استكمال برامج الترويج السياحي الموجه لبناء الاقتصاد الخدمي.
وعلى الرغم من الأهمية التي تليها الحكومات للقطاع السياحي عموما في العديد من دول العالم، إلا أنّ الواقع السياحي الداخلي في الجزائر لا يتناسب وحجم الإمكانات والطموحات المعول عليها في سبيل التنمية الاقتصادية، فالتنوع الجغرافي والتميز الثقافي وترامي الحدود للجزائر الدولة الإقليمية ذات التأثير الحضاري العميق والبعد التاريخي المجيد يحتم على جميع الفاعلين والمعنيين في الجزائر بذل جهود احترافية تأخذ بداية بثقافة السياحة الداخلية كأولوية خاصة الصحراوية منها لبعث النشاط وترقية هذه المناطق الغنية بجمالها الطبيعي وجعلها وجهة مفضلة للسياحة الداخلية للمساهمة في تحقيق تنمية محلية متناسقة ومنسجمة من حيث البرامج المسطرة وخصوصية المناطق التي تختلف وتتنوع في الجزائر بشكل محفز  يستدعي تسليط الضوء أكثر على تشغيل طاقات وموارد قد تحتاج إلى الاستثمار فيها ٤بالاستناد للدراسات المبنية على مخرجات الأبحاث العلمية المتخصصة في هذا المجال.
ولانجاح اي استراتيجية ووطنية محفزة لسلوك سياحي داخلي يفترض مبدئيا الانطلاق في احصاء شامل للمقدرات الطبيعية الموزعة وطنيا ثم البحث في ما يستلزمها من دعامات أخرى من بنى التحتية حيوية، وكيفية ربطها بنظام معلوماتي فعال يمكن توظيفه في تسيير مختلف الخدمات وحجوزاتها المتوفرة وتقريبها اكثر للمستهلك، لجعلها خدمات متكاملة ومنظمة وواضحة من حيث الجودة والاسعار التنافسية وصولا لمختلف باقات العروض الموسمية.
ثم يلي ذلك إجراء تقييم للمتغير الجوهري الذي له اثر في السياحة الداخلية والمتربط بدور الوكالات السياحية الموجودة في الجزائر وماهية عروضها المتعلقة بالسياحة الداخلية ومداخيلها المحققة في هذا الصدد والموجودة فعليا على مستوى مختلف ولايات الوطن التي تتميز بتنوع كبير من حيث المقدرات الطبيعية وما تتوفر عليه من بنى تحتية وخدمات حيوية كالنقل بمختلف انواعه من طيران وسكك حديدية وترامواي ونقل بري وبحري وكذلك شبكة الطرقات المنجزة فعليا،حيث أنه ورغم ما تتوفر عليه الجزائر من إمكانات حقيقية إلا أن المستهلك في واقع الحال يجد نفسه امام عروض لا تشتمل على برامج ترويجية محفزة للسياحة الداخلية خاصة الصحراوية منها، ماعدا بعض النشاطات التي تبادر بها جمعيات وطنية ومحلية تهتم بالسياحة الداخلية،لتصبح فكرة اعتماد مكاتب للسفريات الداخلية فضاءا حقيقيا لتشجيع السياحة الداخلية وفرصة لتنمية اقتصادية تشجع المنتجات الوطنية وتوفر مناصب شغل بالآلاف لمختلف الفئات العمرية، ومن بين الخدمات التي يمكن ادخالها في سياق نشاط اقتصادي بمسمى مكاتب السفريات والرحلات الداخلية يمكن ذكر ما يلي:
– حجوزات النقل البري.
– حجوزات النقل الجوي الداخلي.
– حجوزات النقل البحري الداخلي. 
– حجوزات النقل بالسكك والترامواي. 
– حجوزات الفنادق ومختلف مؤسسات المبيت. 
– تنظيم عروض رحلات شاملة الخدمات. 
– تنظيم عروض مخصصة للترفيه والتعليم بزيارة المتاحف والمسارح.
ونظرا لما عرفته السياحة الداخلية من اهتمام كبير لدى الحكومات التي تسعى لترقية اقتصادها بشكل ذاتي بما يضمن مساهمة المجتمع في ترسيخ دور منسجم وريادي يتفاعل إيجابا مع مختلف برامج التنمية المحلية، هذه الأخيرة تندمج بشكل مباشر مع حياة الفرد الذي لن يصل لمستويات ملموسة من التنمية الاقتصادية إلا إذا كان مساهما ومتناغما مع برامج التنمية المحلية في جوانبها المختلفة كل حسب مستويات معيشته وما يلبي له حاجاته، 
لتكون ثقافة المجتمع العامل الهام والمؤثر في تحقيق مختلف الأهداف المسطرة محليا، والسياحة الداخلية من القطاعات المرتبطة بشكل كبير بما يعتقده المجتمع وأساسا بمدى تحمله لمسؤولية ترقية وتحسين السياحة الداخلية، في المقابل تبقى الخدمات السياحية المتوفرة محليا المرشد الحقيقي لمختلف أفراد المجتمع، فالجودة والأسعار وما يرتبط بذلك من حسن الخدمة ولواحقها عامل ذو عمق يغير ويعدل من ثقافة المجتمع تجاه السياحة الداخلية، وللوقوف على الجوانب المحفزة للسياحة الداخلية يجب التعجيل في تثمين الاهتمام بالسياحة وفقا لنطاقها الجغرافي، حيث تصنف وفق هذا المعيار مقابل السياحة الخارجية، كما أنها تظهر أيضا وفق معيار  الجنسية المكونة من سياحة الأجانب (السياحة العالمية)، بالإضافة لسياحة المقيمين خارج البلد (المغتربين)، لتكون سياحة مواطني الدولة هي النوع الذي يعبر عن السياحة الداخلية، والمعرفة بأنها انتقال الأفراد داخل البلد نفسه، أي مواطني نفس الدولة الذين يختارون التنقل داخل وطنهم كخيار سياحي للحصول على خدمات ولا يستهدف من ذلك العمل. 
كما تُعرف السياحة الداخلية بأنها الزيارات والتنقلات التي يقوم بها المواطنون داخل حدود دولهم، ورغم وضوح وبساطة هذا المفهوم إلا أنه هناك اختلاف بين الدول في تعريف السائح الداخلي حيث يعرفه البعض بناءا على المدة التي يقضيها بعيدا عن مقر إقامته الدائم أو المعتاد ولغير أغراض العمل، وغالباً ما يشترط فيها أن لا تقل عن 24 ساعة وإلا اعتبرت نشاطاً ترفيهياً، حيث نجد أن هذه المدة قد تحددت بأربع ليالي أو أكثر في إنجلترا وبخمسة أيام في كل من بلغاريا وبلجيكا، ولكن بصفة عامة يمكن القول أن السياحة الداخلية تضم نمطين أساسين هما:
– رحلات ترفيهية وتكون مدتها أقل من 24 ساعة؛
– رحلات سياحة داخلية وتكون مدتها أكثر من 24 ساعة.
ومن أهم تأثيرات السياحة الداخلية مايلي: 
– دعم النسيج الوطني للمجتمع بالاحتكاك المباشر بين أبناء أفراد المجتمع المحلي؛
– سند للسياحة الدولية عند الأزمات؛
– تأكيد تماسك والتواصل بين الأجيال من الناحية الاجتماعية والثقافية والتاريخية؛
– المساهمة في الحفاظ على التراث المحلي وصيانة المميزات الثقافية للمجتمع. 
وتتمثل أهمية السياحة الداخلية من خلال ما يلي:
– تساهم السياحة الداخلية في توفير العديد من فرص العمل للشباب باعتبارها صناعة مبنية على تقديم الخدمات في مختلف المجالات للسياح وهذا يقتضي اعتمادها بشكل مكثف على العمالة في مختلف المواقع؛
– تساهم السياحة الداخلية في تنويع مصادر الدخل الوطني، لكونها صناعة غير تقليدية تستقطب الإيرادات من السياح وتحافظ على الموارد المتوفرة لدى السياح المحليين؛
– تساعد السياحة الداخلية على تطوير البنية التحتية الأساسية لمختلف المناطق إذ تساهم في زيادة وسائل الربط بين المناطق، باستحداث طرق جديدة برية وحديدية وبالإضافة إلى شركات الطيران؛
– تقدم السياحة الداخلية فرص واعدة للأعمال التجارية والخدمية لذوي رأس المال المنخفض وذلك لاعتماد أكثر نشاطاتها على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم؛ 
– تحافظ السياحة الداخلية على التراث الثقافي والطبيعي للدولة كونها من المقومات السياحية التي ينبغي حمايتها ومراعاة استدامتها للأجيال المقبلة.
والخلاصة المهمة في نموذج السياحة الداخلية الصحراوية انه يقتضي التركيز على مقومات العرض السياحي في هذا المجال الجغرافي الهام بتشكيل القاعدة العامة اللازمة لصناعة السياحة الداخلية الصحراوية واسنادها لمكاتب سفريات داخلية فقط، والتي ستروج لذلك من خلال: المقومات طبيعية؛ التراث التاريخي والثقافي؛ الفنون الشعبية، بالاضافة إلى ذلك فهنا عناصر أخرى ذات تأثير على نجاح السياحة الداخلية الصحراوية وأهمها:
– الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمن؛
– إسهام السياحة في اقتصاد البلد ومن هنا يبرز دور الدولة والقطاع الخاص في توفير كل ما يلزم للسائح من تجهيـز منشآت المبيت،  
–  المطاعـم ومختلف الخدمات الترفيهية السياحية المختلفة، 
–   التسـهيلات السياحية سواء تسهيلات الدخول والخـروج والإقامة للسائح، 
–   نظام إدخـال السيارات وإخـراجها ونظام المناطق الحرة والصيرفة وأسعار الصرف، 
–   أنظمة عمل الأجهزة خاصــة بالسائح كالإدلاء والمرافقين والجمـعيات السياحية ومـكاتب السـفر والسياحة؛
– تأمين وسائل النقل والمواصلات المريحة والسريعة والتي تشبع حاجات السائح ورغباته بالإضافة إلى توفير البنية التحتية ككل.
– كما تعتبر العلاقة البيئة الاجتماعية والثقافية بالسياحة الداخلية من المقومات ذات الأهمية  على اعتبار أن الخدمات السياحية ترتبط بالمجتمع الذي تنشط فيه، وهنا تكون أمام توجهات متعددة ومتزايدة تسعى لتضمن من خلالها النمو والاستمرارية في النشاط، وحتى تصل إلى ذلك فعليها أن ترضي هذا المجتمع من خلال أهداف واضحة تبين الفئات المستهدفة، وما تسعى المؤسسات السياحية إلى توفيره لهم من خلال الالتزام المعنوي الناشئ بينها وبين المجتمع، فكلما حس هذا الأخير بأن هذه المؤسسات تحترم ذلك زاد ولائه لها وسعى للحفاظ عليها وتعامل معها بإيجابية، كما أن الخدمات السياحية وباعتبارها مؤسسات اقتصادية فانها لا تستطيع تفرض خدماتها على الأفراد أو أن تطلب ولائهم، ومواقفهم وفلسفتهم في الحياة ومقدرتهم ودوافعهم قد نمت وتكونت لديهم قبل تعاملهم مع هذه المؤسسات، فالعوامل الاجتماعية والثقافية في المجتمع هي التي تتعلق بمواقفهم وقيمهم وعقيدتهم وتؤثر على دوافعهم وسلوكهم وأدائهم، والإدارات أيضا ليست مجرد نظم وفق قوانين وإنما هي عملية ترتبط بها المبادئ، السلوكات والمفاهيم الأخلاقية التي ينبغي تعديلها وتغييرها حسب القيم، المعتقدات والاتجاهات المجتمعية وكل هذه العناصر لها تأثير كبير على كفاءة وفعالية المؤسسات السياحية التي لا تعمل في فراغ لأن فلسفتها وثقافتها في تفاعل مستمر مع المجتمع بمكوناته الدينية والاجتماعية والثقافية، وتكون التفاعلات بينهما هي الموجه لأنشطة المؤسسات لتكون الثقافة من الموارد الاستراتيجية للمؤسسات، وتساهم في كل من: الهيكل التنظيمي، نظم ونمط الإدارة، الاتصال المعلومات وسياسة الموارد البشرية.
وفي الختام وبالتطرق لحالة السياحة الصحراوية في الجزائر والتي تعتبر نوعا من أنواع السياحة الداخلية الهامة، فهي تهدف إلى زيارة المناطق الصحراوية والأثرية والتعرف على سحر الصحراء الجزائرية، فهي تستهوي السياح الذين يودون التعرف على مناطق متميزة والتي لها خصوصيات طبيعية وثقافية استثنائية صالحة للسياحة، فالسياحة تعتبر وسيلة مهمة لتشجيع العلاقات الثقافية والتعاون الدولي، وتعتبر مستقبل اقتصاد صناعة السياحة في العالم. 
ولذلك فقد كانت دول كثيرة من العالم العربي سباقة في الاهتمام بالسياحة الصحراوية على غرار الجزائر مصر والسعودية والأردن، حيث شهدت اهتماما كبيرا من الحكومات والمسؤولين عن السياحة الصحرارية بتوفير الخدمات التي يحتاج إليها السواح الذين يعشقون الصحراء وسياحة المغامرات والسفاري، حيث ان الترويج لبرامج سياحية متنوعة أسقط وصف سياحة الصحراء بأنها سياحة الأغنياء، لتصبح متاحة كخدمات مميزة ومعقولة لمستويات دخل مختلفة، ومن أهم المناطق الصحراوية في الجزائر
– منطقة الأطلس الصحراوي: وهي المناطق الواقعة بين الهضاب العليا والصحراء الكبرى، والتي يمكن أن تنمو فيها السياحة المناخية، المعدنية…الخ
– منطقة واحات شمال الصحراء: تتميز باعتدال درجات الحرارة فهي أقل ارتفاعا من درجاتا لحرارة بالصحراء الكبرى، وبها تتمركز الواحات بنخيلها والبحيرات.
– منطقة الصحراء الكبرى: وهي منطقة الجنوب الكبير (الهقار، الطاسيلي)، وتتميز بالمساحات الشاسعة والجبال الشامخة وبالحرارة المعتدلة طوال فصول السنة، والتي تشكل مصدرا هاما للسياحة الشتوية. ويما يلي يمكن لنا التعريف بأهم مناطق السياحة فيها:
– الهقار: تقع في ولاية تمنراست، تعتبر من مناطق التوارق، تشهد المنطقة حركة سياحية نشطة، كما توجد بها وكالات سياحية لتنظيم الرحلات في عمق اصحراء، كما تتوفر على فنادق ومخيمات لإقامة السياح. تتميز منطقة الهقار بالصناعات التقليدية فهي تتوفر على مشاغل الفضيات والجلود..الخ، كما تتوفر على جامعة ومعهد مهني، والجولات السياحية في صحرائها البركانية تعد بمثابة رحلة سياحية ومتعة للعين فهي فرصة للتأمل والهدوء.
– جبل أسكرام:  يعتبر مقصدا مهما للسواح، ويبعد نحو 80 كلم عن ولاية تمنراست، ارتفاع قمة هذا الجبل تبلغ 2800 متر عن سطح البحر، تصل درجة الحرارة هناك في الليل إلى 12 درجة تحت الصفر في أوقات من السنة، وتتميز بكونها أحسن منطقة لمشاهدة أجمل غروب وشروق في العالم، وذلك بحسب التصنيف السياحي.
– الطاسيلي: تقع على بعد 220 كلم من موقع الهقار السياحي، حيث تتميز بجبال صخرية شاهقة ومرتفعة، فهي تبدو كصورة فوتوغرافية من بعيد، تزخر بإرث تاريخي عريق، وتتربع على مساحة تقدر بعشرات الآلاف من الهكتارات، تتوفر على أكبر متحف طبيعي في العالم، كما صنفتهل منظمة اليونسكو عام 1982 بأنها تراثا علمي وخزانا للبحوث العلمية التي تتناول الانسان والحيوان، وقد أصبحت قبلة لأكبر وأشهر الباحثين بالعالم. 
ومن المهم التنويه لما تتمتع به السياحة الصحراوية بالجزائر من مقومات جذابة جدا للسياح ما يؤهلها بأن تكون في صف العالمية من حيث مداخيل السياحة، ويمكن ذكر هذه المقومات في التالي: 
– المعالم التاريخية والقصور التي يمكن ذكر أهمها: – معلم (تينهنان) بتمنراست، 
– القصر القديم بالمنيعة، 
– قصر أغزر بتيميمون، 
– الآثار الرومانية ببسكرة، 
– الكتابات والنقوش بكل من بشار والطاسيلي والهقار والأغواط، 
– الزوايا والمساجد العتيقة كزاوية التيجانية بالأغواط
– والبناء العمراني بغرداية..الخ
– المناطق الطبيعية: الكثبان الرملية، الفقارات وواحات النخيل في ورقلة، والوادي وبسكرة وبشار وتيميمون، وغرداية،  
– تتوفر الطبيعة الصحراوية أيضا على الوديان وينابيع المياه الساخنة في كل من بسكرة وأدرار، والواحة الحمراء في تيميمون وقمة الأسكرام بتمنراست.
– المنتج الثقافي: والذي يشكل مختلف الطبوع المشتركة بين مناطق الصحراء كالبارود والتندي بتمنراست وإليزي والفلكلور المزابي المعروف بغرداية، وطبوع (أهليل والقرقابو) بأدرار وتيميمون وتندوف، بالاضافة إلى الحفلات التقليدية والمهرجانات كمهرجان الزربية بغرداية وعيد الربيع بتمنراست، وتاغيت ببشار المصادف لعيد التمور، وسيدي خالد ببسكرة، كما يقام مهرجان سنويا عبر مختلف الولايات الصحراوية للتعريف بالسياحة لها داخليا خاصة.
– الصناعات التقليدية: وتتمثل أهم الصناعات التقليدية في صحرائنا الشاسعة في صناعة الفضة والذهب والصناعات الجلدية والفخارية والزرابي والألبسة التقليدية والحاجيات التذكارية، أين يقام مهرجان سنويا في كل ولاية من الولايات الصحراوية للتعريف بها متزامنا مع الموسم السياحي.
– تعدد انواع السياحة الصحراوية حيث يوجد العديد من أنواع السياحة في الصحراء الجزائرية تتيح للسائح ممارسة أي نوع يراه مناسبا، وأهم  هذه الأنواع يمكن ذكر ما يلي:
– سياحة المغامرات: على شكل دورات سياحية لمسافات طويلة عبر مواقع سياحية، وهي تمتد من (3-12) يوم.
– سياحة استكشافية: والتي تجذب الباحثين أكثر، لزيارة المعالم التاريخية والآثار والمتاحف والبناءات والقصور القديمة.
– سياحة ثقافية: لحضور المهرجانات والأعياد التقليدية ومعارض الصناعة التقليدية.
– سياحة الرياضة: وتقام لممارسة الرياضة الصحراوية، كالرالي والتزحلق على الرمال، وتسلق الجبال وسباق الإبل والدراجات النارية..الخ
سياحة التنزه: وتقام بحافلات على شكل (مرقد)، تنطلق من الجزئر إلى أي وجهة مختارة (تمنراست، تيميمون، غرداية…)، غير أنها غير رائجة وضئيلة.
وكبداية ضرورية لانجاح نشاط مكاتب السفريات الداخلية فالأمر يستوجب اعتماد نظام معلوماتي مترابط ومتكامل من حيث الموارد المتاحة لجعلها مستغلة وموظفة بعقلانية وبتسيير راشد، خصوصا وان بعض المرافق الموجودة من مؤسسات فندقية تعاني من تراجع كبير في المداخيل، وأخرى تواجه مخاطر الافلاس لتكون مكاتب السفريات الداخلية فرصة حقيقية للنهوض بالسياحة الداخلية ودعامة حقيقية في التنمية الاقتصادية المُنظمة والمهيكلة فعليا في الاقتصاد الرسمي لتجنيب الاقتصاد الجزائري تنامي ظاهرة الاقتصاد الموازي وما له من سوء استغلال للمستهلك وتهرب من مسؤوليات التنمية الاقتصادية الضرورية خاصة مشاكل الاحصاء ومؤشرات الدخل الحقيقي وما يتبعه من تهرب ضريبي.
ويمكن اعتبار مستويات التناسب الفعال بين برامج الترويج السياحي الصحراوي الداخلي وما تمتلكه الجزائر من مقدرات أساسا متينا لترسيم منصة التكامل السياحي الداخلي المنتج للثروة باعتبارها من أهم القطاعات المساهمة في النمو المستقبلي للاقتصاد الجزائري،ولتحقيق ذلك يجب أن يتم تفعيل تناسق الانشطة الاقتصادية الخدمية عموما والمرتبطة بأنشطة مختلفة من خدمات تجارية وخدمات النقل بمختلف أنواعه وخدمات في مجال الصحة والفندقة…، 
وكل هذه المكونات يمكن  توظيفها وتشغيلها بالاعتماد على عوامل جذب سياحية متوفرة في الجزائر بامتياز ومكملة لبعضها البعض، وبالنظر للسياحة على أنها محور للنشاط الخدمي ولها مجال واسع يعطي حجم مساهمة قوي في الدخل الوطني ويحسن من ميزان المدفوعات وينوع من مصادر العملة الصعبة وكذلك سبيلا لإتاحة فرص عمل مستقرة وأخرى متجددة،
وللوصول لنتيجة تعطي إضافة في الاقتصاد الجزائري يجب تطبيق استراتيجية حكيمة وطموحة وفعالة، ترتكز من جهة على تحفيز السياحة الداخلية عموما والصحراوية خصوصا باعتبارها المؤشر الأول للترويج السياحي باعتماد مكاتب السفريات الداخلية، ثم التوجه نحو جذب للسياحة الخارجية اعتمادا على الجالية المقيمة بالخارج للوصول إلى التأسيس لسياحة نموذجية ترقى إلى ما تملكه الجزائر من مقومات كبيرة وهامة في مجال الخصائص الطبيعية والجغرافية من شمال البلاد إلى جنوبها مرورا بهضابها العليا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى