مقالات

قصة الذبيح “سيدنا اسماعيل”

كتب_أحمد الزهراني

نعيش هذه الأيام في ظلال ذكريات عظيمة من وحي القرآن العظيم .. نتنسم عَبِيرَهَا كلما أَهَلَّ علينا شهر ذي الحجة من كل عام.ذكرى نستسقي منها العبر والدروس قصة البلاء المبين والفداء الأعظم الذي لم تشهد له الإنسانية على مرتاريخها قصة خليل الرحمن وولده إسماعيل عليهما السلام، وهي قِصَّةٌ فيها ابتلاء عظيم في حياة إبراهيم بل في حياة البشرية أجمعين.
فمن روائع قصص القرآن التي قصها الله علينا في كتابه العزيز ما جاء في قوله تعالى: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ۝ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ۝ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ۝ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ۝ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۝ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ۝ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ۝ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ۝ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ۝ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۝ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ۝ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ
في ليلة من الليالي رأي سيدنا إبراهيم عليه السلام في منامه رؤيا غريبة صدمته وقال في نفسه أظن أن ما رأيت هاجس من الهواجس أو أضغاث أحلام، فلقد رأى في حلمه أنه يقوم بذبح ابنه الوحيد سيدنا إسماعيل عليه السلام قام فزعًا.
فأكثر من دعاءه لله والتسبيح والصلاة، ومرة أخرى نفس الرؤيا مرة أخرى قام بعده وتوجه للصلاة وعاد لنومه مرة أخرى ولكن رأى نفس الرؤيا مرة ثالثة حين أستيقظ أدرك سيدنا إبراهيم عليه السلام أن ما كان يراه ليس مجرد حلم مزعج أو أضغاث أحلام. فأدرك إبراهيم عليه السلام أن هذه رؤيا حق تلك الرؤيا التي يراها الأنبياء وتكون أمر من الله يجب تنفيذه، كأنه وحي يحمل أمر له من الله عز وجل إليه، وبموجب تلك الرؤيا يجب أن يقوم سيدنا إبراهيم بذبح إسماعيل أبنه الذي وهبه الله لسيدنا إبراهيم الذي وهبه الله عز وجل له بعد صبر طويل وبعد شوق لأن يصبح أب. فكر سيدنا إبراهيم عليه السلام كثيرًا ثم عزم على أن يقول لولده ما رأه وخيره في أمره وأن يقرر ماذا يفعل فلم يجبره على تنفيذ أمر الله، فأرسل سيدنا إبراهيم عليه السلام إلي أبنه إسماعيل ولما أتاه فوقف أمامه قريب منه فعانقه بكل حب وحنان، بعدها أخبره كما ورد في القرآن الكريم في سورة الصافات (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) وكان الخبر مفاجأة لسيدنا إسماعيل عليه السلام، وبالطبع لا يتوقع أمر كهذا ولكنه يصدق تمامًا أن أباه سيدنا إبراهيم كان رسولاً ونبياً مرسل له الوحي من الله بكل ما يريده منه بوضوح وتلك الرؤيا بمثابة وحي طلبه واضح،رد إسماعيل على الفور بأن يفعل سيدنا إبراهيم ما يراه.

بعدما أخذ سيدنا إبراهيم ابنه سيدنا إسماعيل للصحراء بعيدًا عن أعين الناس فقال إسماعيل رضي الله عنه: يا أبتٍ لا تنظر لوجهي عندما تذبحني حتى لا تتردد فتمنع تنفيذ أمر الله فأحد شفرة السكين ليصبح حاداً ويقطع بسرعة فيهون الأمر عليك
عندما وصل سيدنا إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل عند الصخرة التي قرر ذبح ابنه عليها، نظر على ابنه نظرة الوداع بحب وحنان ثم ألقاه على وجهه وكان سيدنا إسماعيل عليه السلام مستسلم لأمر الله وفوضه له هو أعلم بحكمته.

فأمسك بالسكين ووضعها على رقبة ابنه سيدنا إسماعيل ليبدأ في تنفيذ أمر التضحية واستجابة الله ‘عندما رأي الله أن إبراهيم عليه السلام وابنه قد نجحا في هذا الاختبار العظيم ناداه الله أن يرفع السكين عن رقبة ابنه. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين* وَنادَيْناهُ أَن يا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ). فأنتبه سيدنا إبراهيم عليه السلام للنداء وقام برفع السكين عن رقبة ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام فـ رأى جبريل عليه السلام وقد أتاه من السماء ويحمل معه كبش أبيض فقدمه فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام، فأخذ إبراهيم عليه السلام ذلك الكبش وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل.

فحمد سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام الله وشكروه علي هذا الفضل وعادا سيدنا إبراهيم بالكبش مذبوحاً إلي زوجته هاجر أم سيدنا إسماعيل فاستقبلتهما بفرحة عارمة وأصبحت الأُضْحِيَّةُ هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى