كتاب مجلة السياحة العربية

أزمات السياحة العربية وسبل معالجتها اعلاميّا

 

مكتب تونس مجلة السياحة العربية…جليلة كلاعي.
بالرجوع الى التعريف الشامل للإعلام السياحي أجمع عديد خبراء المجال بأنه صفة لازمة وضرورية لصناعة السياحة فلا يمكن الحديث عن سياحة أو بالأحرى منتج سياحي دون وجود آلية لمخاطبـة جمهـور السـائحين و تشـجيعهم علـى زيارة المكان المنشود، وجـذبهم وتشـويقهم للمنـتج السـياحي المتـوفر والمتنـوع، وتشـجيع قـدومهم للـبلاد و تكـرار التزاور، بطريقـــة مشـــوقة، و الاهتمـــام بإقنـــاع الســـياح المـــرتقبين بسياســـات الشـــركات و الجهـــات الســـياحية وهذه الالية تتمثل في الإعـلام السـياحي الذي يعـرف علـى أنـه ” كافـة أوجـه النشـاط الاتصالي المخطـط و المســتمر الــذي يمارســه إعلاميــون و متخصصــون بهــدف تزويــد الجمهــور بكافــة الحقــائق و الأخبــار و المعلومــات الصـحيحة عـن القضـايا والموضـوعات والمشـكلات و مجـريات الأمـور المتعلقـة بالسـياحة بطريقـة موضـوعية وبـدون تحريـف عـن طريـق وسـائل و أشـكال الاتصـال المختلفـة و بكافـة الأسـاليب الفنيـة للإقنـاع و التـأثير مـن اجـل تنميـة الـوعي السـياحي لـدى الجمهـور مـن ناحيـة ومـن اجـل اجتـذاب اكـبر عـدد مـن الأفـراد للإقامـة بعيـدا عـن موطن إقامتهم سواء داخل البلاد أو خارجها.
وإذا كان الإعلام السياحي من أهم الصناعات التي يعوّل عليها لتحقيق التنمية الشاملة في جميع دول العالم فإن علاقته بالسياحة أصبحت علاقة تبادلية ولا يمكن الاستغناء عنها لكن قد تصطدم هذه العلاقة بالأزمات ونخصّ بالذكر الأزمات العديدة التي مر بها وطننا العربي (أزمة الكوفيد… الزلازل… فلسطين.. السودان…سوريا) وتأثيرها المباشر في السياحة.
فالأزمة تتمثل في نقطة تحول في أوضاع غير مستقلة يمكن أن تقود الى نتائج غير مرغوب فيها إذا لم يتم احتوائها ومعالجتها مما قد يؤثر على ثقة السياح في السفر إلى مكان ما يتدخل في قدرة صناعة السياحة على العمل بشكل طبيعي، ولذلك تظهر الحاجة إلى وضع استراتيجيات لإدارة الأزمة قصد إعادة الثقة إلى المستهلك السائح أو المسافر، وإلى صناعة السياحة بشكل عام وتقليل التأثير السلبي للأزمة على هذه المنطقة السياحية أو تلك إلى أقل قدر ممكن، ومعالجة أي تهديد يحدّ من التدفق العادي للسياح الى البلد المستهدف.
قد تكون كوارثا طبيعية، حروبا داخلية أو في البلدان المجاورة، الأوبئة والأمراض المعدية، حوادث الارهاب، الانفلات الأمني وعدم الاستقرار…

كيف تتحوّل الازمات الى آفاق مستقبلية إيجابية؟
تتمثل إدارة الأزمات في مجموع الممارسات التي يمكن تطبيقها عندما ينشأ موقف أو وضع يمثل تغييرا ً جذرياً في أوضاع مستقرة تقليدية وان هذه الممارسات تتمّ صياغتها في هيئة خطة تعتمد في اعدادها على توافر عدد من الخبرات وتبدأ بتحليل وتشخيص أو تشريح الازمة وصولاً لمكوناتها وسماتها وما يتوقع من آثارها.
وقد ساهمت العديد من الدول العربية في إيجاد آليات لتجاوز العديد من الإشكاليات التي تمسّ القطاع السياحي من ذلك مثلا أولت السعودية أهمية كبيرة للأمن السياحي، إذ تعتبر التخطيط الأمني حاجة ماسّة لضمان تطوير الجوانب المتنوعة للسياحة الثقافية والدينية والأثرية … كما أعطت أهمية كبرى للتدريب وإعداد الإطارات المؤهلة لمواجهة مشاكل العمل في مجال السياحة، وعملت على إيجاد كلية العلوم السياحية ومعاهد منتشرة في جميع مناطق المملكة.
وقد اعتمدت في ذلك خطة ترويجية ساهم الاعلام في ترسيخها ونشرها بكل الوسائل وانتهجت الأردن نفس الخطة وتعتبر الامن السياحي ماركة أردنية مسجلة، ساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بينها وبين الدول الأخرى، حيث يتم إقامة علاقات سياحية وطيدة من خلال الاشتراك في المنظمات الدولية السياحية الرسمية وغير الرسمية لتتبني بعد ذلك كل من تونس والجزائر نفس التجربة من خلال وسائل الإعلان المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والمعارض والأفلام والتبادل العيني والمطبوعات وغيرها.

خطة الاعلام السياحي للتعامل مع الازمات باختلاف أنواعها.
إن الآلية التي يعتمد عليها الاعلام السياحي في مواجهة الازمات تتوقف على نوع تلك الازمات وعمق أتثيرها في صناعة السياحة وذلك:
• بالأخذ في الاعتبار الامكانيات المتاحة في إطار وحدة الطوارئ والعمل وفق آلية تتبع تطورات صناعة السياحة داخليا وخارجيا.
• تقييمها وتحليلها بما يساعد على توقع الاحداث التي يمكن أن تصبح أزمة طارئة أو تتسبب فيها.
• سرعة الحركة وتبادل المعلومات حول الازمة بين أصحاب القرار السياحي في البلاد.
• تشكيل لجنة على مستوى القيادات لمتابعة تطورات الأزمة واقتراح المعالجات المناسبة.
• قيام الادارة العامة للتوعية والارشاد السياحي، بإعداد خطة إعلامية آنية للتعامل مع الأزمة والاستعانة بخبرات معتبرة للقيام بمهام العلاقات العامة لتجاوز آثار الازمة في أسواق السياحة الدولية.
• اجراء تقييم لاحق للأزمة وتأثيراتها ومستوى التعامل معها اعلاميا للاستفادة من الأخطاء السابقة.
• الاعتماد على الكفاءات البشرية المؤهلة للتعامل مع ظروف الاعلام السياحي لمواجهة الازمات.
• توفير الامكانيات المالية والمادية والتقنية اللازمة لتسهيل مهمة الاعلام السياحي.
• الأخذ بالمعايير والاعتبارات المهنية في تنفيذ التغطية الاعلامية للازمات السياحية فيما يخص: السرعة، الثقة، الدقة، الموضوعية والكثافة.
يصبح الإعلام السياحي أكثر أهمية في أوقات الأزمات 

 تزايد الطلب على المعلومات حول الأزمة.
 تزايد أهمية دور الاعلام السياحي لملأ الفراغ المعلوماتي ومواجهة الغموض الذي سينجرّ عنه سوء الفهم والشائعات.
 الحاجة الى اعادة الثقة للمجتمع وصناعة السياحة بسبب التأثيرات الخطيرة للأزمة الناشئة. وهناك العديد من القوانين التي تجعل وسائل الإعلام تحمي الأمن وسمعة وأملاك وحقوق أفراد المجتمع من الكوارث والمخاطر التي تتجسد في تهديد المصالح الأساسية للأطراف المعنية وتتسبب في بدايتها بصدمة ودرجة عالية من التوتر؛

طبعا لكل نوع من وسائل الإعلام طبيعته الخاصة في مواجهة الكوارث، ولضمان فعاليتها لابد أن تتميز هذه الأخيرة بالمصداقية والفورية والتوقيت المناسب وأن تركز على توعية المجتمع بالحماية الذاتية من مخاطر الكوارث وكيفية مواجهتها وسبل معالجتها، وفي نفس الوقت التأكد من تدفّق المعلومات المرغوبة من الجمهور والأجهزة الأمنية حول كل ما يتعلق بظروف الكارثة: كيف حدثت؟ متى حدثت؟ ما هي أسبابها؟ الخ …


ويظهر دور الإعلام في حفظ الأمن والاستقرار والترابط بينهما من خلال الحملات الإعلامية التي يقوم بها الإعلام العالمي والإقليمي والمحلي ضد الإرهاب ومدى تأثيره الايجابي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى