مجلة سعودية حائزة على جائزتي أوسكار

آخر الأخبار

شهادات بلا أخلاق

                       •|شهادات بلا أخلاق|•  

أنا دكتور
أنا مهندس
أنا طيار
أنا ضابط
أنا مدير

أنا معلم

في الوقت الذي تتصاعد فيه أرقام الخريجين،والخريجات،الحاصلين على أعلى النسب من الجامعات،والفائزين بتخصصات تعتبر هامة وقوية وتهم المجتمعات وبناء الأوطان،ولها مزايا وظيفية كثيرة وكبيرة.

بلا شك أن الدراسة الأكاديمية قد تعمل عليها ك مشروع شخصي أو لربما أسري من دوافع الأبوين دعماً للأبناء مثله مثل أي مشروع طمحت الخوض في قِماره،فهي بلا شك،تحتاج الجهد الكبير والأستمرار على التحصيل العلمي الدائم،والنظر والبحث عن مصادر تعلم تناسب تفكيرك وتطلعاتك،سواء كانت مجرد دورات تلتحق لها،أم كورسات مكثفة بحيث تمنحك معلومة جديدة،وعلم جديد يضاف لعلمك أكاديمياً.

فالتخصصات الطبية ليست وحدها قد تكون حصدت أعلى النتائج،وأعلى السباقات فليس كل خريج طبيب،وليس كل خريج مهندس،وليس كل خريج مدير،وليس كل خريج معلم  و ليس..الكثير

إنما التنافس الحقيقي هو أن تجد رفعة الشأن،برفعة الأخلاق،وحسن التعامل،والذكاء الأجتماعي،فكم طبيب مرموق في وظيفته حاصل على أعلى الدراسات العلمية،والشهادات الطبية،والتخصصات الدقيقة،ولكنه لايستطيع بناء علاقة أجتماعية واحدة ولايستطيع شراء صندوق طماطم من سوق الخِضار بسبب تلاعب وشطارة وبراعة البائع الغير متعلم،وقد يكون أضحوكة ودمية في ميدان غير ميدانه العلمي أو الوظيفي،و يفتقد لفنون الحديث،واللباقة،والذكاء الأجتماعي،وفنون إدارة الحديث،ويفتقد للكاريزما حضوراً وتحدثاً،ويفتقد لكثير من المزايا التي قد لاتخوله لأن يكون متواجداً في هرم المجتمع أو يرأس منظمة أجتماعية،على الرغم من تحصيله العلمي العالي قد يكون صاحب سلوك غير سوي،وهل الشهادة العلمية هي مفتاح لكل الأوساط المجتمعية،الجواب حقاً لأ.

جميل أن تجد صاحب شهادة علمية عالية،متميز في مجاله وعلومه،ومميز كذلك في تخصصه وبارع في وظيفته وعمله،ومتميز كذلك بجملة مزايا ينفرد بها عن غيره،بأنه لبق ومتحدث وبارع و رائع وخلاق وأنسان ومحترم،وقد يكون بهذا التميز قد حصل على وسام التميز المجتمعي والوظيفي وحصل كذلك على فنون العلاقات العامة،والبروتوكول ،التي تتوافق مع مهنته،وقد تكون مفتاح أضافي لحياته المهنية والمجتمعية.

“قل وندر”
الأستثنائية أن تجد شخصيات مكتملة على حسب الدراسات التي نُشرت في كثير من البحوث العلمية،والأجتماعية،والتي تحدثت عن العبقرية العلمية،والعلوم،والتحصيل الدراسي الأكاديمي،رجحت ووصلت إلى أن المهتمين بالدراسة والتحصيل العلمي قل وندر أن يكونو أجتماعيين و لبقين ومتميزين ومتحدثين،ولديهم كاريزما وذكاء أجتماعي يسافرون عبره إلى الكثير من العلاقات الأجتماعية،وأنهم أكثر عُرضة للتمزق النفسي والأكتئاب من غيرهم،وأنهم أكثر عُرضة لفقدان الأمل واليئس والأحباط،وأنهم قد يعيشون عُزلة أجتماعية.

“وقل و ندر”

الأستثنائية أن يكونو مميزين أجتماعياً،والدراسات أشارت أن التركيز على الدراسة والتحصيل العلمي والشغف في هذا المجال وحده لايؤتي أوكله،ولا يمنح صاحبه سوى شهادة علمية فقط،بينما أن تكون متعلم وصاحب خلق وصاحب منطق وصاحب تجربة وصاحب كاريزما فهذه تحتاج إلى دراسات أخرى.

بعضها أجتماعياً وبعضها يهتم بالعلاقات العامة،وبعضها يهتم بالفنون،ك فن التحدث،فن الأنصات،فن الأستماع،فن إدارة الحوار،فن جذب المتلقي،فن التسويق لفكرة،فن التسويق لنفسك،فن التعريف بالنفس،فجميع هذه الفنون قد يفتقدها صاحب التحصيل العلمي والدراسي،ولا يهتم بها،لأنه كان مشغولاً حينها في البحث عن مصادر التعليم،والتركيز على طريق ومسار واحد،وهو التعلم الأكاديمي فقط.

“الميدان ياحميدان”
كثير من العلوم الأجتماعية،مركزها وبيئتها في أوساط المجتمع،وفي أوساط المجالس،وعلوم الرجال،تحتاج رجال،ومن لا ينزل للميدان ليستسقي منه،قد يفوته عذوبة العلاقات الجميلة،التي تبدأ من وسط المجتمع وتبدأ بطريقة ألقاء التحية،وكيفية المبادرة بالسلام،وكيفية رسم الأبتسامة في أستقبال ضيف،أو توديع ضيف،وكيفية الحفاظ على الأناقة الظاهرية في اللباس والشكل،والأناقة الشخصية التي تعبر عن فنونك الذاتية في التعبير عن نفسك وثقتك بنفسك،وعلومك وشخصيتك،وتسويقك لنفسك،حيث أن الكثير والكثير قد يفتقد لمفاتيح جمى ومفاتيح رئيسية في بناء العلاقات الأجتماعية والحفاظ على أستمراريتها بنفس النسق،ونفس الوتيرة.

“مفارقات على قارعة الطريق”
مشاهير في كثير من منصات التواصل الأجتماعي،عرفو بالبساطة والبشاشة،وقلة التحصيل العلمي،لم يكونو متعلمين،وبعضهم لم يتخطى المرحلة الأبتدائية،وبعضهم عاطل عن العمل،وبعضهم كان مُهدد بالفشل وفاشل في الواقع الأكاديمي ،وكان يتلقى الصفعات والتنمر من قبل معلميه والمجتمع بسبب فشله الأكاديمي ،وقلة الأدراك،ونسبة ذكاء متدني،ونسبة عبقرية متدنية.

هم اليوم على قمة الهرم الأجتماعي والعلاقات ومضرب المثل وقدوة لكثير من الشباب في جيلهم،وكثير منهم حصد ملاييين العلاقات الأجتماعية،وأصبح اليوم رقماً صعباً للغاية تُفرش لهم السجادة الحمراء أستقبالاً وتوديعاً ويجلس في صدر المجلس،وكأنه الحكواتي،والتي تكاد المجالس لاتفتح إلا هو من تطئ أقدامه أولاً،وهذه الشخصيات والكاريزما التي حضرت فيهم،رغم ماذكرناه،ولكنهم بارعين في التسويق عن أنفسهم،و بارعين في التسويق عن ذاتهم،و بارعين في بناء العلاقات الأجتماعية،ولديهم فنون تفوقو فيها على كثير من أصحاب الشهادات العلياء والمناصب العلياء،والشخصيات التي حجزت لنفسها مقعداً أجتماعياً يوماً ما.

نعم فشلو أكاديمياً،وتحصيلهم العلمي ضعيف جداً،وقد يكون متدني،أو بالأحرى أنه غير موجود،ولكن في المقابل أصبحو يمتلكون المال،ويعيشون حالة الثراء والثراء الفاحش،وبعضهم أنتقل من مرحلة الضيق والعوز المالي في معيشته إلى مرحلة أخرى يتنفس فيها الصعداء ،نتيجة نجاحه الباهر في التواصل الأجتماعي والتسويق عن نفسه وأصبح مُعلن ويتقاضى راتباً أو مبلغاً مقطوعاً من المال أكبر مما يتقاضاه شريحة الموظف الأكاديمي الذي نذر نفسه وحياته للعلم.

فشل الكثير من أرباب الشهادات العلياء،والتحصيل العلمي الكبير،في وضع بصمة أجتماعية لأنفسهم وشخصياتهم في الخارطة الأجتماعية،فالمقارنة قد تكون متناقضة بعضاً ماء،ومجحفة على الطرف الآخر وقد تكون غير مرضية،ولربما غير عادلة،ولكنها واقعية والواقع دائماً أقرب للأثبات والبُرهان والدراسة،والتقييم.

لذلك يتوجب على الجميع،أخضاع أبناءه من سن مبكرة والخضوع لدورات وكورسات،في أوساط المجتمع،بدأ من المجالس الأسرية والمجالس الثقافية والأجتماعية،لتعلم مايتوجب عليهم تعلمه،ليتحصلو على الشهادة الأجتماعية،وبناء الثقة الشخصية والتميز الأجتماعي كما حصلو على الشهادة الأكاديمية بتفوق،وهي مفتاح أجتماعي مساوي لمفتاح العلوم الأكاديمية.

 

في المقابلات الوظيفية،لا ينظرون الكثير من المختصين للتفوق العلمي فقط،بل يبحثون كثيراً في الكاريزما والشخصية والفنون التي ذكرناهاً سابقاً.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *