جليلة كلاعي. مجلة السياحة العربية. تونس
ككل التظاهرات السياحية والثقافية يسعى القائمون عليها كغيرهم إلى البحث عن عناصر تميزها عن بقية الفعاليات لتحقيق أهداف محددة وقد تتضمن جذب أكثر عدد من الزوّار، زيادة الوعي بالوجهة السياحيّة، تحقيق عائد مالي، تعزيز صورة إيجابية عن المنطقة وتقديم تجربة سياحية ثقافيّة ممتعة ومفيدة للزوّار.
تظاهرة عرس يوغرطة وعودة حنبعل في إطلالتها الأولى فعاليّة جديدة من حيث مضمونها، فقد تضمنت استقراء للتاريخ الإنساني بتأويل جديد يدعونا إلى مزيد البحث في عمق هذا الاستقراء ووجاهته.
تفردت هذه التظاهرة أيضا عن غيرها بارتداء منظميها وجملة الزوّار للباس الأبيض ولم نعهد من قبل مثل ذلك. وفي دردشة مع رئيس الوفد السيد رضا المعلاوي يخبرنا: “لقد جئنا بلباسنا الأبيض للمناداة بالسلام والنقاء والأخوة فالسياحة لابد ان تحمل رسائل ومبادئ سامية للبلد المستقبل، ويواصل كلامه نحن أبناء النور نرنو للحياة بسلام، نحن على العز والمجد ونرقى فوق الأوهام، نتنفس الكرامة لا خيال ولا أوهام، نحن نسعى لتحقيق تنمية مستدامة من خلال سياحة مستدامة وتعزيز الوعي البيئي والسلامة المسؤولة وما مخيمنا هذا إلا أكبر دليل على ذلك”.
تظاهرة عرس يوغرطة وعودة حنبعل من الفعاليات التي تندرج في إطار ما يسمى بالسياحة المستدامة من خلال الدعوة إلى حماية التراث الثقافي والمعالم التاريخية في تونس ومن خلال تنظيم الزيارات وتوعية السياح بأهمية الحفاظ عليها وإرساء شكل جديد من السياحة وهو سياحة المقدس التي ينظر اليها كألية من الاليات اللازمة والضرورية لصناعة السياحة بالمنطقة.
وتبقى مائدة يوغرطة ذلك النجد الجبلي التونسي الشامخ بولاية الكاف جنوب شرق مدينة قلعة سنان المتفرد بروائعه الطبيعية. إنه هضبة مستوية في شكل طاولة لم نرى لها مثيل في كامل المنطقة العربية تتكون من صخور ترسبية سميكة وتتوسط المائدة مجموعة من الهضاب الجبليّة الصخريّة تضفي على الموقع سحرا منقطع النظير يغري بالنزهة والتجوال واكتشاف الأثر وماله من حكايات.
من هنا تبدو الدعوة ملحة لإدراج هذا المعلم ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
