Saudi Magazine Obtained 2 Oscar Awards

Saudi Media License No.: 160495

London Media License No.: 160495

Promising destinations for alternative tourism...and questions remain...

Share

Promising destinations for alternative tourism...and questions remain...

كتب سليمان الأمين بن يوسف.  تونس

تتميز تونس بثراء طبيعي وإيكولوجي فريد، فبرغم صغر المساحة، تتنوع الأنظمة البيئية من جبلية لصحراوية لواحية لجزرية لغابية، كما تزخر بموروث ثقافي وحضاري تاريخي زاخر، شاهد على تعاقب الدول والأمم ومرور الحقب التي عاشتها قرطاجنة، والقيروان، وإفريقية، من العصور البونية والرومانية حتى العربية الإسلامية.

 

كل ذلك يفتح السبيل ويمهد الطريق لاعتناق نمط من السياحة التي تقوم على التنوع وتمتد على المواسم والفصول وتستقطب أصنافا متعددة من السياح، من شتى الوجهات والطبقات.

والسياحة البديلة هي نوع من السياحة يركز على تجارب سفر أصيلة ومستدامة، مع التركيز على التفاعل مع المجتمعات المحلية والحفاظ على البيئة. تختلف عن السياحة الجماعية التقليدية من حيث التمويل والتنظيم والتأثير البيئي والاجتماعي.

 

وبعد سنوات من التركيز المفرط على السياحة الشاطئية، بالتزامن مع ” سوحلة التنمية” بادرت الدولة ومنذ عقود لتطوير منتوجات سياحية غير تقليدية بتنمية الأنشطة الاستشفائية وتنظيم قطاعات سياحية من بينها السياحة الصحراوية والواحية.

 

ولئن ظلت البلاد وجهة رئيسية للسياحة الشاطئية التي تتركز خلال الموسم الصيفي فإن ذلك لم يمنه من نمو بقية المنتوجات السياحية ذات الطابع الثقافي والبيئي، وتلك التي تتركز على خصائص بعض المناطق كالواحات والجبال والغابات والثروات البرية التي تتيح إمكانية ممارسة أنشطة الصيد، والمهرجانات، والمواقع الأثرية.

 

وما تزال تلك الأنشطة السياحية الثقافية والبيئية أو الطبيعية تعرف تطورا وتوسعا، وتشهد مبادرات جريئة وطريفة من المستثمرين والباعثين الخواص، حيث تعرف بعض المناطق النائية والبلدات والقرى في مناطق عدة مثل زغوان وجندوبة وتوزر وتطاوين وجربة وغيرها خطوات تبشر بآفاق مزهرة لسياحة متنوعة تكسر طوق الأحادية، وتحد من الاستنزاف المفرط للمناطق الساحلية الهشة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وما من شك أن الميزات الهامة للسياحة البديلة، والبيئية والثقافية التي تتميز بحماية الموارد الطبيعية، وتثمينها بشكل مستدامة، مع إضفاء لمسة تضامنية على الحركية التنموية لتلك الأنشطة السياحية، وضمان أثرها الإجتماعي على مستوى عيش السكان المحليين وإشراكهم في بعض مراحلة الإنتاج والتسويق والضيافة والإعاشة، كل ذلك يشكل مع دعم الدولة حافزية مضافة ودافعية مهمة لعدد من المستثمرين في دور الإقامة، والمسالك السياحية البيئية وغيرها من الأنشطة التي تعتمد على الموروث الطبيعية ولاثافي، والإرث اللامادي، وتثمينه بأشكال مجددة تضمن جاذبية إستثنائية لفئات رفيعة ونخبوية ذات مستوى عال من السياح.

فمع الضغوط الاقتصادية والحدود التي بلغتها السياحة التقليدية، والتحديات البيئية والمناخية التي تواجهها منظوماتنا البيئية الهشة، بات اللجوء الأوسع لتنمية تلك الأنشطة السياحية ضرورة حتمية، تستوجب تضافر جهود القطاعين العام والخاص، وتحفيز الباعثين والمبتكرين الشبان، وتعزيز الإطار القانوني وإثراء الحوافز وتقوية قدرات المنخرطين في هذه الأنشطة السياحية ذات الأثر الاجتماعي والقيمة الاقتصادية المضافة الهائلة مع الانعكاس البيئي المحدود.

وتمشيا مع الواقع البيئي والمناخي العالمي، والتوجه العام نحو تبني النمط الاقتصادي الأخضر والدائري، توجب على الجميع المساهمة في الدفع نحو تكثيف المشاريع، ومراكمة التجارب والخبرات، واقتراح رؤية شمولية لتحول سياحي أخضر، وانتقال نحو منوال صديق للبيئة يشمل مختلف المناطق ذات الكوامن والقدرات الطبيعية والثقافية المؤهلة لدفع السياحة البديلة في تونس بنسق يضمن النفع المادي للدول والمستثمرين والسكان المحليين، ويكرس مقاربة التنمية الشاملة التي تقطع مع أشكال الاستغلال المفرط للموارد لتحقيق عوائد العملة الصعبة والتشغيل الآني، دون الاكتراث بالعواقب المدمرة من تلوث وانجراف بحري واستنزاف للموارد الطبيعية.

وبالرغم من هشاشة المنظومات البيئية التونسية وما حل بها من تأثيرات عوامل طبيعية وبشرية وتنموية ومناخية، إلا أنها ما تزال تمثل نفائس فريدة ومقدرات هائلة تتيح تحيين الاستراتيجيات والسياسات المعتمدة منذ نحو ربع قرن في إطار النهوض بالسياحة البيئية والثقافية، رسم خطط طموحة للمضي بعيدا في إنشاء محطات، ومشاريع ومسالك ومواقع ومهرجانات تثمن الموروث المحلي، وتستقطب الزوار من السياح المحليين والأجانب

د سليمان الأمين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *