حوار: عادل الدريبي .. مدير مكتب المجلة بالسعودية
أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين –الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله أهمية كبرى لمهنة المرشدين السياحيين, وتجسد ذلك في اعتماد ثلاث جمعيات وحيدة من قبل من مجلس الوزراء السعودي كجمعيات مهنية كان أبرزها الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين, وفي لقاء خاص لمجلة “السياحة العربية” تحدث سطام البلوي رئيس مجلس إدارة الجمعية عن فكرة تدشينها ومدى نجاحها في جذب السياح والاستثمار في المملكة, ودور المرشدين السياحيين في تنشيط هذا القطاع الحيوي داخل السعودية, فإلى نص الحوار.
– فكرة تدشين جمعية للمرشدين السياحين في المملكة كانت حلماً وتحقق ..ما الذي تحقق بعد هذه الخطوة؟
بداية يجب أن نعلم أن فكرة تدشين جمعية المرشدين السياحيين تأتي من إيمان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بأهمية الشراكة ما بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي، وسموه يرى أن أفضل من يدير قطاع الإرشاد السياحي هم المرشدون السياحيون أنفسهم، وقد دعم سموه إنشاء الجمعية منذ اليوم الأول لترخيص المرشدين السياحيين.
وتدشين الجمعية حقق لمهنة الإرشاد السياحي الكثير من خلال إيجاد عمل مؤسسي وكيان له شخصية اعتبارية يعمل على تطوير المهنة ويسوق لها.
– دائما ما يقال إن المرشد السياحي هو سفير داخل وطنه ..هل نجحت الجمعية في جذب السياح والاستثمار من خلال المرشدين السياح ؟
هذه المقولة صحيحة، والحقيقة أن المرشد السياحي يعتبر أهم العناصر المكونة لنشاط السياحة بشكل عام، فهو الشخص الذي يقدم الخدمة الأهم للسائح وهي خدمة التعريف بثقافة وتراث وتاريخ المملكة. والجمعية تعمل حالياً على تدريب المرشدين وتنمية مهاراتهم، وهذا كفيل بتقديم السياحة السعودية بوجهها الحقيقي والجميل.
– حدثنا عن دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للجمعية خاصة وللسياحة بشكل عام ؟
إذا علمنا أن الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين تعتبر من ضمن 3 جمعيات وحيدة تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء كجمعيات مهنية، فذلك يؤكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي هذه المهنة أهمية كبيرة، ونعمل حالياً مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لنقل الإشراف الحكومي من الهيئة إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، حسب النظام الجديد، وهذا الأمر سيمكن الجمعية من الحصول على دعم حكومي مادي وإداري.
– تم منح عضوية شرفية هذا العام لبعض الأطفال في الإرشاد السياحي من قبل الجمعية ..هل هذا بداية لزيادة الوعي لدى البراعم بأهمية المرشد السياحي في دعم السياحة الداخلية ؟
نعم، تم منح العضوية الشرفية للطفل وليد اللميلم بناء على توصية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وهذا يأتي تشجيعاً للمبدعين، وتعريفاً بمهنة الإرشاد السياحي، كما أن العضوية الشرفية تمنح أيضاً للمهتمين والداعمين للجمعية ولنشاط الإرشاد السياحي في المملكة.
– حدثنا عن المرشدين السياحيين في رؤية 2030 وهل بالفعل أنتم في حاجة إلى 8 آلاف مرشد سياحي خلال هذه السنوات القادمة ؟
إذا ما أخذنا بعين الاعتبار البرامج التي اعتمدتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مثل برنامج رحلات ما بعد العمرة، واكتشف السعودية، والتأشيرات السياحية التي سيتم العمل بها قريباً، فإننا سنحتاج لعدد يفوق 8 آلاف مرشد سياحي، لكن في الجمعية لدينا خطة بحيث نصل إلى 2500 مرشد سياحي في العام 2020 وإلى 4000 مرشد سياحي في العام 2030، وهذا العدد غير كافٍ، ولكن رغبنا أن نكون واقعيين في وضع خطتنا، لدينا اليوم 13000 عامل في مؤسسات الطوافة والأدلاء في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد وضعنا خطة لتدريب 1500 منهم خلال الفترة القادمة، وإذا ما نجح هذا البرنامج سنقوم بتدريب المزيد وقد يمكننا ذلك من تلبية الطلب المتوقع حتى العام 2030
– هل الجمعية تقوم بدور لتأهيل المرشدين السياحين كي يكونوا بقدر المسئولية نحو وطنهم ؟
الاشتراطات الخاصة بترخيص المرشدين السياحيين كفيلة بأن يكون المرشد السياحي لديه المسئولية الكافية نحو وطنه، ولكننا لا نكتفي بذلك، بل نقوم بالتوعية من خلال الملتقيات وورش العمل والرقابة والمتابعة، والتأكيد دوماً على أن المرشد السياحي لا يمثل نفسه فقط بل يمثل المملكة وتاريخها وحضارتها.
– هل هناك خطط للجمعية تهدف إلى جذب أكبر قدر ممكن من السياح الأجانب للمملكة من خلال برامج سياحية جاذبة للمملكة ؟
الحقيقة أن جذب السياح هو من اختصاص مكاتب الرحلات السياحية ولدى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عدة خطط طموحة للتسويق للسياحة في المملكة داخلياً وخارجيا.
– السياح الخليجيون دائما ما يختارون دول أوروبا للسياحة فهل هناك خطة لجذبهم لزيارة المملكة بهدف السياحية ؟
السائح الخليجي يأتي في المرتبة الثانية من الجنسيات المستهدفة بعد السائح السعودي، وسياحة المملكة بالنسبة للخليجيين ليست جديدة فأبها والطائف والباحة مثلاً تعتبر وجهات سياحية رئيسية للسائح الخليجي صيفاً. والأمر يتعدى الآن السياحة الصيفية، ونأمل ان يكون للمملكة نصيب أكبر من السياح الخليجيين بعد اعتماد وجهات سياحية جديدة مثل العلا، وفي المدى القريب نأمل أن يكون للمشاريع السياحية التي أعلنت عنها المملكة مثل مشروع البحر الأحمر ومشروع القدية، تأثير على السائح الخليجي ليكون قراره في قضاء إجازته في المملكة، وأنا على ثقة أن عدداً كبيراً من السياح الخليجيين لو تمكنوا من الاطلاع على ما تزخر به المملكة من مواقع سياحية فسيكون قرارهم سهلاً لصالح السياحة في السعودية.
– بما أن جمعية المرشدين السياح لم يتعد على تدشينها سوى بضع سنوات هل هناك بروتوكول تعاون مع جمعيات للمرشدين السياحيين في البلدان العربية لتبادل الخبرات ؟
الحقيقة أن الجمعية ما زالت تحت التأسيس، فقرار مجلس الوزراء وضع مرحلة تأسيسية لمدة 3 سنوات، تنتهي بنهاية هذه العام الهجري القادم. ولدينا خطط بأن ننضم لعدة اتحادات دولية بعد موافقة الجهات المعنية وهذا سيساعد في تعاون الجمعية مع عدد من الجمعيات في البلدان العربية والعالمية.
