السياحة العربية
شهدت السياحة السعودية إلى مصر طفرة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، مما يعزز مكانة مصر كأحد أبرز المقاصد السياحية المفضلة لدى الزائرين السعوديين، وخاصة الباحثين عن تجارب فاخرة في وجهات مشهورة مثل شرم الشيخ.
وبحسب تقرير اتجاهات السفر الصادر عن “المسافر”، جاءت السعودية بالإضافة إلى ألمانيا وروسيا ضمن أكبر ثلاثة أسواق مصدّرة للسياحة إلى مصر، في مؤشر على تزايد إقبال السعوديين على الرحلات الفاخرة.
وخلال عام 2024، استقبلت مصر عددًا قياسيًا من السائحين الدوليين بلغ 15.78 مليون زائر، كانت السعودية من أبرز المساهمين في هذا النمو، حيث ارتفع عدد الزوار السعوديين بنسبة 25% مقارنة بالعام السابق، في دلالة واضحة على تنامي حركة السياحة الخارجية من المملكة واستمرار جاذبية مصر كمركز إقليمي للسفر والترفيه.
وكشفت البيانات أن السعوديين أنفقوا ما يقارب 5.6 مليار ريال سعودي (1.5 مليار دولار) خلال زياراتهم لمصر في 2024، بمتوسط إنفاق يومي يبلغ 300 دولار للسائح، ما يعزز من مساهمتهم في دعم قطاع الضيافة، لا سيما الفنادق والمنتجعات فئة الخمس نجوم.
وتماشياً مع التحولات العالمية في تفضيلات السفر، يتجه السائح السعودي بشكل متزايد نحو الإقامة في مرافق فاخرة توفر خصوصية وخدمات راقية، وهو ما ساهم في ارتفاع الطلب على علامات ضيافة متميزة.
وقد سجل معدل إشغال الفنادق في مصر خلال ديسمبر 2024 نحو 69% بزيادة 25% عن العام السابق، في حين تخطت نسب الإشغال في المناطق الشاطئية 75%، وهو ما يعكس الطلب المتزايد على التجارب السياحية الراقية.
مصر تستهدف 17.5 مليون سائح في 2025
من جهته أعلن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن الوزارة تستهدف استقبال 17.5 مليون سائح وتحقيق إيرادات بقيمة 16.45 مليار دولار بنهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أن القطاع السياحي يواصل أداءه الإيجابي رغم التحديات الإقليمية والدولية.
وأكد الوزير، أن النصف الأول من عام 2025 شهد نموًا بنسبة 23% في أعداد السائحين وكذلك الإيرادات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس ثقة الأسواق العالمية في المقصد المصري.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على خطة شاملة لتحفيز الاستثمار السياحي، موضحًا أن الحكومة تستهدف إضافة 18 ألف غرفة فندقية جديدة قبل نهاية العام، في إطار التوسع في الطاقة الاستيعابية وتحقيق توازن بين العرض والطلب.
كما كشف الوزير عن قرب الانتهاء من المخطط العام لتطوير منطقة الأهرامات، قائلًا: “من المتوقع أن يتم الانتهاء من هذا المخطط قبل نهاية 2025، بما يعزز من جاهزية واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في العالم”.
زيادة كبيرة في أعداد السائحين
وأكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن مؤشرات السياحة المصرية تشهد تحسنًا ملحوظًا خلال العام الجاري، موضحًا أن القطاع حقق زيادة بنسبة 22% في عدد السائحين خلال النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وذلك رغم التحديات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم.
وأضاف الوزير: “السياحة ماشية كويس، والأرقام تؤكد استمرار الزخم، وهو ما يعكس ثقة الأسواق الدولية في المقصد المصري وقدرته على التعامل مع الأزمات والمتغيرات”.
وأشار إلى أن الوزارة مستمرة في تنفيذ خطة شاملة لتحسين البنية التحتية السياحية، وتعزيز جودة الخدمات، وتكثيف الحملات الترويجية الذكية، بهدف الحفاظ على معدلات النمو واستهداف شرائح جديدة من السائحين حول العالم.
الاستثمار في العنصر البشري
وشدد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، على أن الاستثمار في العنصر البشري يمثل ضرورة قصوى لتطوير القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن التدريب لم يعد رفاهية، بل أصبح ركيزة أساسية للنهوض بمنظومة الضيافة في مصر.
وأوضح الوزير، خلال مشاركته في احتفالية توقيع الشراكة بين غرفة المنشآت الفندقية وإحدى الشركات السويسرية العالمية المتخصصة في التدريب الفندقي، أن مفهوم التدريب قد تغيّر جذريًا، وأصبح أكثر تنوعًا وسرعة، مع ظهور وسائل جديدة أكثر فاعلية وأقل تكلفة، تسهم في الوصول إلى أكبر عدد من العاملين في وقت قياسي.
وقال شريف فتحي، إن السياحة صناعة عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونسعى لإضافة قيمة سوقية حقيقية للعاملين المصريين في هذا المجال، عبر تأهيلهم وفق المعايير الدولية، بما يواكب التنافسية المتسارعة في الأسواق السياحية حول العالم.
حملة ترويجية بالسوق العربي لجذب 500 ألف حجز سياحي
وفي إطار تنفيذ الحملة الترويجية الدولية تحت شعار “مصر… تنوّع لا يُضاهى”، أطلقت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، حملة إلكترونية جديدة للترويج للمقصد السياحي المصري في السوق العربي، وذلك بالتعاون مع منصة WEGO العالمية، إحدى أبرز محركات البحث والحجز الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط، وتستمر الحملة حتى يونيو 2026.
وجاء إطلاق هذه الحملة تنفيذًا لتكليفات شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بزيادة الاعتماد على أدوات التسويق الإلكتروني والمنصات الرقمية الدولية المتخصصة في الترويج السياحي، لما لها من فاعلية عالية في الوصول إلى شرائح متنوعة من السائحين في مختلف الأسواق السياحية، وتحقيق التأثير المطلوب بشكل مباشر وسريع، مع تسليط الضوء على ما يتمتع به المقصد المصري من مقومات سياحية فريدة ومنتجات متنوعة وتنوّع غني في التجارب السياحية.
تطور وتنوع المقصد المصري
ومن جانبه، أوضح المهندس أحمد يوسف مساعد وزير السياحة والآثار لشئون الإدارات الاستراتيجية، والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن هذه الحملة تأتي ضمن خطة شاملة تستهدف زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق العربي لمصر خلال العام المالي 2026/2025، عبر تعزيز الحضور الرقمي للمقصد السياحي المصري على المنصات الإلكترونية الدولية المتخصصة في السياحة والسفر، وإبراز صورة عصرية وجاذبة تعكس ثراء المقصد المصري وتطوره المستمر.
أنماط سياحية مختلفة
وأشار إلى أن المحتوى الترويجي للحملة يلقي الضوء على مجموعة واسعة من المنتجات والأنماط السياحية التي تلائم اهتمامات السائح العربي، سواء المهتمين بالاستجمام على الشواطئ الخلابة، أو عشاق المغامرة والرياضات البحرية، أو الباحثين عن التجارب الثقافية والتاريخية، فضلًا عن الترفيه والتسوق، مع تسليط الضوء على الوجهات السياحية الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة، التي أصبحت من المقاصد الواعدة بفضل ما تشهده من تطور عمراني وسياحي يجعلها مؤهلة لاستقبال السائحين من مختلف الجنسيات.
وأكد أن الهيئة تسير وفق خطة طموحة لتوسيع قاعدة السائحين من السوق العربي، من خلال استخدام أدوات ترويجية ذكية، تضمن الوصول إلى الجمهور المستهدف وتعزيز معدلات الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة العائد من القطاع السياحي.
خطة إعلامية متكاملة
وفي السياق ذاته، أوضحت سوزان مصطفى مدير عام إدارة الترويج السياحي بالهيئة، أن الحملة تتضمن خطة إعلامية متكاملة تشمل إعلانات فيديو عبر منصة YouTube، وحملات إعلانية عبر محرك البحث Google، ومحتوى ترويجي باللغتين العربية والإنجليزية، وإعلانات ذكية (OOH) في دور السينما والمراكز التجارية بالدول العربية، بالإضافة إلى موجات دعائية مكثفة خلال فترات الذروة مثل العطلات الرسمية والأعياد.
وأضافت أن الحملة تستهدف تحقيق أكثر من 500 ألف حجز سياحي، واستقطاب ما لا يقل عن مليون مسافر من السوق العربي إلى المقصد المصري، مع التركيز على تقديم محتوى يلبّي تطلعات السائح العربي في الجمع بين الثقافة والترفية والتجربة المتكاملة.