السياحة العلاجية

السياحة العلاجية في دولة الإمارات العربية المتحدة | مجلة السياحة العربية

تزداد وتيرة السياحة العلاجية في دول الغرب والشرق الأقصى حيث أضحت استراتيجية استثمارية ناجحة. وقد دعمت الحكومات هذا القطاع في المقام الأول لمساهمته المتوقعة في تنمية الاقتصاد من خلال توليد الإيرادات وعن تأثيره المحتمل على تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن بعض الدول العربية هي أيضا في وضع يمكنها من تبني وتقديم هذا القطاع كصناعة ناجحة للغاية حيث يتوافر لدى تلك الدول كل العوامل التي يمكن أن تجعل ذلك الأمر ممكن الحدوث. بعض هذه العوامل هي؛ المياه الطبيعية الساخنة النبعية والمعدنية و المراكز الطبية المتطورة فنياً بشكل كبير فضلا عن الموارد الوفيرة للاستثمار في قطاعات خدمات الرعاية الصحية المتطورة. تنفق دول مجلس التعاون الخليجي ما يقرب من 30 مليار دولار على العلاج في الخارج سنويا. لذا، يجب أن يكون هناك بعض الاستراتيجيات لإبعاد ذلك العبء عن الحكومة، أحد الوسائل للقيام بذلك هي من خلال الترويج للسياحة العلاجية في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال تطوير هذا القطاع ودعمه بجميع التشريعات والسياسات اللازمة التي تساعد على خلق بيئة مواتية لنمو ذلك القطاع.

تسعى الامارات لتصبح مركزا للسياحة العلاجية العالمية والوجهة المفضلة للمرضى المحليين والأجانب الذين يبحثون عن الجودة العالية وإجراءات فعالة من حيث التكلفة والعلاج. تعتبر الامارات بالفعل موطنا لعدد من الشراكات رفيعة المستوى التي تسعى إلى جلب التكنولوجيا الغربية والممارسات والمعايير لدولة الإمارات العربية المتحدة بطريقة فعالة وملائمة ثقافيا. تخطط كليفلاند كلينك أبوظبي وشركة مبادلة لفتح مستشفى في الإمارات، ومن المقرر أن يتم افتتاح مستشفى متعدد التخصصات ثلاثي الرعاية  بسعة 360 سريرا في عام 2015، وكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز تعمل في شراكة مع مستشفى توام في مرفق مكون من 466 سريرا في مدينة العين. مدينة دبي الطبية؛ التي  تتكون من منطقتين حريتين – مجمع طبي ومجمع صحي – على مساحة 23.2 مليون قدم مربع من الأراضي والتي استقطبت عددا من الشركات الأمريكية الكبرى والمؤسسات كشركاء رئيسيين لها.

قدمت الامارات نفسها على أنها المكان الأنسب للفرص الإستثمارية الجذابة للشركات الاميركية التي تسعى لتوسيع حضورها في منطقة الخليج. تتمتع البلاد بفرصة نمو كبيرة في إطار الرقابة التنظيمية القوية وخطط طموحة لتوسيع وتحسين التغطية الصحية لسكانها الذين يتزايد عددهم. من خلال شراكات قوية وفرص الاستثمار المباشر. وفقا لتقرير دولي فمن المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة 11 بليون دولار أمريكي بحلول عام 2015. لذلك، ينظر إلى السياحة العلاجية كقطاع يمكن أن يسهم في النمو الاقتصادي للبلد.

قامت دبي بمبادرة لتعزيز وضع المدينة كمركز للسياحة العلاجية في دبي عام 2012. يعتبر اقتصاد دبي الأكثر تنوعا في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. يعيش  أكثر من 2 مليون نسمة من أكثر من 150 جنسية مختلفة حاليا في دبي. لدبي جهازها التنظيمي المستقل الذي أنشئته لضمان المعايير الدولية في مجال سلامة المرضى وجودة الرعاية. تعتبر النتائج الصحية بالمقارنة مع المعايير الدولية والمعايير الإكلينيكية العالمية جيدة. وهناك أكثر من 4750 طبيب يتحدثون أكثر من 40 لغة ومراكز للتميز التي تقدم العلاج في مجموعة واسعة من التخصصات. هذا هو الضمان بأن مجتمعنا والسياحة الصحية لدينا تحصل على أفضل رعاية وللشعور بالأمان. تبعد دبي  جغرافيا أربع ساعات طيران فقط عن ثلث سكان العالم و 12 ساعة عن الثلثين المتبقيين. وكوجهة للسياحة العلاجية يمكن توفير ما بين 30 إلى 60٪ في المتوسط من تكلفة العلاج بالمقارنة مع الولايات المتحدة. المستوى العالي للمعيشة يساعد في جذب واستبقاء الأطباء وطاقم التمريض مقارنة مع البلدان الأخرى في الشرق الأوسط. وفوق كل شيء، فإن قطاع السياحة المتنامي وتوسع شبكات شركات الطيران (وطيران الإمارات و الإتحاد) يعزز الفرص للسفر إلى دبي كوجهة للسياحة الطبية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

على الرغم من هذه الظروف المواتية المذكورة سابقاً، ولكن بالنظر إلى السوق، هناك تحديات ستواجه دبي، ويمكن أن يكون من الصعب تغييرها دون وجود خطة شاملة، وهذه يشمل؛

• الأسعار التنافسية للعلاج في المنطقة؛ التي تقدمها الهند وتايلاند وسنغافورة.

• المواطنون ما زالوا يبحثون عن الرعاية الصحية في البلدان المنافسة.

• توفر مستوى عالمي من الخدمة والأدوية عالية الجودة بأسعار معقولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى