أخبار النجوم والفن

حكيم سفيراً للأغنية المصريّة وللسياحة | مجلة السياحة العربية

استضاف مسرح الأوليمبيا في باريس، أعظم فنّاني العالم وأشهرهم، ومن بينهم المطربة المصريّة أمّ كلثوم والمطرب المصريّ عبد الحليم حافظ في ستّينيّات القرن الماضي وسبعينيّاته. ويستأنف احتضان حفلات الفنّانين المصريّين في 24 أيلول/سبتمبر، باستضافته نجم الأغنية الشعبيّة المصريّة حكيم.

وفي مؤتمر صحفيّ في 9 سبتمبر، أعرب المطرب المصريّ حكيم عن سعادته بتلقّي دعوة من إدارة مسرح الأوليمبيا لإحياء حفل غنائيّ في 24 سبتمبر، ضمن جولته للغناء في عدد من العواصم والمدن الأوروبّيّة، تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة المصريّة، التابعة إلى وزارة السياحة، بهدف الترويج للسياحة في مصر. فهل تنجح الأغنية المصريّة، في وجه عامّ، وأغاني حكيم الشعبيّة، في وجه خاصّ، في تحدّي تنشيط السياحة؟

وبدأ حكيم جولته الأوروبّيّة بالفعل في 15 سبتمبر بإحياء حفل في العاصمة الإسبانيّة مدريد، ثمّ أحيا حفلاً آخر في مدينة ليون الفرنسيّة في 16سبتمبر. وعلى الرغم من أنّ العديد من الصحف نقلت أنّ الحفلتين كانتا كاملتي العدد، إلّا أنّ عضو اتّحاد الغرف السياحيّة في مصر أشرف وحيد قال لـ”المونيتور”: “الحفلات لن تكون ذات تأثير إلّا على الجاليات العربيّة في أوروبّا والتي تعشق الأغنية المصريّة، ويمكن أن تزور مصر إذا احتضنت الدولة سلسلة حفلات للمطربين المصريّين والعرب البارزين كحفلات ليالي التلفزيون في مارينا في التسعينيّات، وبداية الألفيّة، وكان يأتي إليها العديد من السيّاح العرب”.

وتابع: “جذب السائح الأوروبّيّ من خلال هذه الحفلات كان يحتاج إلى تواجد أكثر فاعليّة وتنظيماً من هيئة تنشيط السياحة، فلا يكفي أن توضع لافتات العلم المصريّ أو هيئة تنشيط السياحة أو “زوروا مصر Visit Egypt” في الحفل، بل كان لا بدّ أن تنظّم الهيئة سفر بعض وكلاء شركات السياحة ليتواجدوا في الحفل بعدد من المقصورات التي تقدّم عروضاً خاصّة لزوّار الحفل للسياحة في مصر، خصوصاً في فرنسا، لأنّ الجمهور الفرنسيّ يحبّ التعرّف على الموسيقى في شكل عامّ، وحضّروا حفلات أمّ كلثوم وعبد الحليم حافظ في الماضي بكثافة”.

وقال رئيس هيئة تنشيط السياحة هشام الدميري لـ”المونيتور”: “أتوقّع ألّا يقتصر تأثير الحفل على الجاليات العربيّة فقط، لأنّ الجولة تستهدف تنشيط السياحة من خلال الترويج للفنّ المصريّ، لذلك كان اختيار أوروبّا الأمثل لأسباب عدّة، أوّلها تنوّع السوق الأوروبّيّة والتركيبة السكّانيّة في أوروبّا، فإضافة إلى الأوروبيّين، إنّها تضمّ العديد من العرب والأفارقة والآسيويّين، واتّفقنا على تركيز الحفلات في فرنسا وهولّندا وإسبانيا، لأنّها الدول السياحيّة الأبرز التي تزورها شعوب العالم كافّة، ممّا يضمن الترويج للفنّ المصريّ في شكل عالميّ من عواصم أوروبّا ويترتّب عليه جذب السياحة”.

وتابع: “ثاني الأسباب يتركّز في أنّ تنظيم الجولة في أوروبّا سيضمن التغطية الإعلاميّة المتميّزة التي تنتقل إلى آلاف الشعوب، وليس التغطية الإعلاميّة المقتصرة على اللغة العربيّة، ممّا يضمن انتشار الأغنية والموسيقى والفنون المصريّة بين جمهور أكبر، ولذلك اتّفقنا مع عدد من وسائل الإعلام الأوروبّيّة البارزة لتغطية الحفلات مثل قنوات france 1، france 2، france 3، وجريدة Le Monde الفرنسيّة، إضافة إلى قناة RTL2 الألمانيّة وLiberation TV الذي يبثّ إلكترونيّاً على الإنترنت بعشرات اللغات”.

وأضاف: “السبب الثالث متعلّق بالسيّاح الأوروبّيّين على وجه الخصوص، فالسائح الأوروبّيّ لم يعد مهتمّاً بزيارة الشواطئ أو المعالم السياحيّة فقط، لأنّه زارها في الأعوام السابقة مرّات عدّة، وإنّما أصبح مهتمّاً بفكرة المعايشة، أي أن يزور دولة للتعرّف على حياة أهلها بما فيها من فولكلور وفنون، ولذلك فالمطرب حكيم هو خير من يعبّر عن الفنّ المصريّ والغناء الشعبيّ الفولكلوريّ، ويمكن استثمار الشعبيّة التي سيبنيها له وللأغنية المصريّة في أوروبّا، في جذب السيّاح عن طريق تنظيم حفلات له وسط المعالم السياحيّة أو على الشواطئ المصريّة”.

واتّفق مع الدميري في الرأي، مصدر مطّلع في مكتب إدارة أعمال المطرب المصريّ حكيم، حيث قال لـ”المونيتور”: “الجولة الأوروبّيّة وسلسلة الحفلات كانت تستهدف في المتوسّط من 18 إلى 40 ألف متفرّج، في حدّ أقصى، ويمثّل هذا الحدّ الأقصى أقلّ من نصف إجمالي استيعاب المسارح المقامة عليها الحفلات، ولكن بعد الإقبال الكبير على حفلتي مدريد وليون، أتوقّع أن يرتفع سقف التوقّعات لجمهور حفلات مارسيليا وباريس وبرشلونة وأمستردام، لأنّ الحفلتين الأولتين كانتا كاملتي العدد، ولا يمكن أن يتحقّق ذلك بغير الحضور الكثيف للأوروبّيّين”.

وتابع: “الحضور الأوروبّيّ لا يقل عن 40% من الحضور، وهو ما يعني نجاح الأغنية المصريّة والفنّ من خلال الأصوات المتميّزة مثل حكيم والموسيقى الشرقيّة في التواصل مع الشعوب الأوروبّيّة، على الرغم من أنّها لا تعرف معنى ما يتردّد في تلك الأغاني، تماماً كما كانت تحقّق أغاني مايكل جاكسون ورقصاته نجاحاً في مصر، على الرغم من أنّ المصريّين لا يعرفون معاني أغانيه، أو كما تنجح أغاني مثل Gangnam Style وDespacito في بلاد العالم كافّة، ممّا يعني أنّ الفنّ يستطيع أن يكون أداة فعّالة للتواصل مع الشعوب، ومن السهل تطوير ذلك التواصل إلى جذب السياحة”.

بينما يرى رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق سامي محمود أنّ نجاح الأغنية المصريّة في تنشيط السياحة مشروط، حيث قال لـ”المونيتور”: “نجاح جولة حكيم يتوقّف على استثمار جمهوره الأوروبّيّ الذي يتكوّن حاليّاً في تنظيم حفلات له في الغردقة وشرم الشيخ لجذب السياحة إلى هناك، كما يمكن أن يكون بين عدد من المطربين العالميّين والعرب الذين تدعوهم مصر إلى الغناء بين معالمها وعلى شواطئها، لأنّ الفنّ والحفلات ليست مهمّة في جذب السياحة الداخليّة فقط، بل الخارجيّة أيضاً، وهو ما أثبته إقبال الأوروبّيّين على حفلات حكيم”.

لا يزال من المبكر الحكم على تجربة الفنّ المصريّ في جذب السيّاح، ولكن يبدو أنّه قد أدّى دوره، حيث أنّ نجاح حفلتي حكيم يؤكّد القدرة على أن يكون الفنّ المصريّ أداة للتواصل بين الشعب المصريّ والشعوب الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى