أخبار السياحة

تدشين أول خط بحري بين موانئ مصر وقبرص واليونان والحكومة تضع انتعاش القطاع في سلة السياحة الشاطئية | مجلة السياحة العربية

القاهرة – السياحة العربية 

 بدأت القاهرة في جني ثمار التقارب السياسي مع كل من اليونان وقبرص، وعززت مصالحها الاقتصادية من أجل إنقاذ اقتصادها المتعثر، بما يتجاوز حدود اتفاقيات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.

وأعلنت رانيا المشاط وزيرة السياحة عن مشروع مشترك للسياحة البحرية “كروز” بين موانئ مصر واليونان وقبرص، في خطوة لإنعاش قطاع السياحة المتعثر.

وقالت المشاط إن “هناك دعما سياسيا من جانب رؤساء الدول الثلاث لهذا المشروع، ويتم تشكيل لجنة لدراسة مسارات رحلات “كروز” بين موانئ تلك الدول”.

ورحلات “كروز” عبارة عن سفن كبيرة تجوب موانئ عدد من الدول التي يتم الاتفاق عليها وفق برنامج كل رحلة، وعند وصول ميناء كل دولة يمكن للسائح الذهاب إلى المزارات السياحية التي يرغب في زيارتها.

ورغم تنوع المقصد السياحي، لكن القاهرة تركز على السياحة الشاطئية، وتهمل السياحة الثقافية والدينية والعلاجية، الأمر الذي يعرض القطاع لمخاطر جديدة إذا تأثرت السياحة الشاطئية بأي حوادث عارضة.

وتستحوذ السياحة الشاطئية عالميا على نحو 85 بالمئة من حجم الأنواع المختلفة للسياحة، وفشلت القاهرة في تنويع مقاصدها السياحية رغم أنها تمتلك نسبة كبيرة من آثار العالم في مدينة الأقصر فقط في جنوب البلاد.

وقال الخبير السياحي ريمون نجيب، إن “سياحة الموانئ من أهم أنواع السياحة على مستوى العالم، وتتميز بارتفاع إنفاق السائحين، وتعتمد على التسوق بشكل كبير، خلال زيارة السائحين للمزارات الأثرية والسياحية في كل دولة”.

وتتراوح مدة رحلة سياحة “كروز” في الأغلب بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ويستحوذ البحر المتوسط على النوع الأكبر من الرحلات، بأسعار تتراوح بين 3 آلاف و10 آلاف دولار، حسب برنامج ورفاهية كل باخرة.

وأوضح نجيب لـ“العرب”، أن الأثرياء يفضلون هذا النوع من السياحة، كما أن عدد السياح في المركب الواحد يتراوح بين ألف إلى ثلاثة آلاف سائح.

وأكد أن الدورة المالية لسياحة “كروز” سريعة، ويتعامل السائح مع المواطن أو المحلات والمطاعم مباشرة، فهو لا يلجأ إلى الفنادق، بل يكون سريع الانفاق في رحلاته ومن خلال عمليات التسويق.

ويعد المردود الاقتصادي لهذا النوع من السياحة سريعا ومباشرا، على عكس أنواع رحلات السياحة الأخرى التي تُنظم من خلال شركات السياحة، وتعمل على تنشيط الأسواق بصورة غير مباشرة.

ولا ينشط هذا النوع من السياحة إلا في الدول التي تشهد استقرارا أمنيا، فضلا عن أنها جاذبة لشرائح كبيرة من السائحين، ولديها من المقومات ما يجذب إليها السائح.

وأكد فؤاد ثابت، رئيس جمعية مستثمري بورسعيد لـ“العرب”، أن سياحة الموانئ في بورسعيد، متوقفة منذ عقدين، بسبب إلغاء منطقة انتظار المراكب والتي تستخدمها هيئة قناة السويس في تنظيم عبور ومرور السفن.

وبلغ عدد السائحين لمصر خلال العام الماضي نحو 8.3 مليون سائح مقارنة بنحو 5.4 مليون قبل عام، مقابل نحو 14.7 مليون سائح في 2010 وهو الأعلى في تاريخ البلاد.

وأشار ثابت إلى أن بعض المراكب الأوروبية الشهيرة مثل “كريستينا” تنظم رحلات لبورسعيد كل شهرين، وغالبا ما تكون قادمة من بيروت أو تركيا، ويتجول السياح في المدينة، ومنهم من يسافر إلى القاهرة لزيارة بعض المعالم الأثرية، إذا كانت الرحلة مستمرة لمدة يوم أو يومين.

ووفقا لتوقعات أصحاب الشركات السياحية، فإن “كروز” تعزز من نشاط باقي أنواع السياحة بمصر، ويعد الإعلان عالميا عن دخول مصر هذا المجال الجديد رسالة طمأنة لاستقرار البلاد على كافة الأصعدة، وتحديدا في الجانب الأمني.

وطالب وجدي الكرداني، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية سابقا، بسرعة تفعيل سياحة الموانئ في مصر مرة أخرى، بهدف تنويع المقاصد أمام حركة السياحة العالمية.

ولفت إلى أن هناك عددا من الدول يشار إليها بالبنان في سياحة “كروز”، أهمها فرنسا وإيطاليا وأسبانيا في أوروبا، والمغرب ولبنان في المنطقة العربية، وكلها لديها موانئ جيدة للغاية.

وكشفت دراسات أعدها اتحاد الغرف السياحة المصرية، أن معدل إنفاق سائح “كروز” يزيد على إنفاق السائح في برامج السياحة الشاطئية أو الثقافية بنحو أربعة مرات.

وتحتاج الحكومة إلى دراسة التجارب العالمية في هذا النوع من السياحة الجديدة، لأن تجربة القاهرة في سياحة “كروز” تتمثل في نقل السياح بين مدينة الأقصر إلى أسوان في جنوب البلاد من خلال نهر النيل فقط.

وأكد الكرداني أن العائق الذي يهدد تفعيل سياحة الموانئ في مصر، هو تدخل الجهات المسؤولة عن الموانئ، مثل هيئة الموانئ أو وزارة النقل، من خلال تحديد رسوم باهظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى