قراءة في كتاب “عهد الاستقلال” لمؤلفه الرئيس الكازاخي .. “لابد أن يقف الزمن عند ظاهرة نزارباييف بالدراسة والتأمل” | مجلة السياحة العربية

القاهرة – السياحة العربية 

احتضنت قاعة توفيق الحكيم بمؤسسة الأهرام بالقاهرة أمس “السبت” فعاليات الندوة البحثية والإعلامية حول الاصدار الأول المترجم إلى العربية لكتاب الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف بعنوان “عهد الاستقلال”، وبرعاية سفارة كازاخستان في القاهرة، وبتنظيم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية.

وكان لي شرف المشاركة في فعاليات هذه الندوة وابراز أهم ملامح مفردات التجربة الكازاخية وسياسات وبرامج التنمية المختلفة، منذ سنوات الاستقلال وحتى الان، وما توصلت إليه شخصيا، باحثا، ومراقبا إعلاميا معتمدا من قبل منظمة التعاون الإسلامي منذ العام ٢٠٠٣.

ومما جاء في كلماتي خلال الندوة :”الحديث عن التجربة الكازاخية، لا يكتمل دون البحث في العلاقة بين الدولة والقيادة، فهما في حالة انصهار مشترك، حيث أثبت الرئيس نزارباييف بأنه علامة فارقة في تاريخ دولته، لابد أن يقف الزمن عندها بالدراسة والتأمل”.

– كتاب “عهد الاستقلال” يلقي الضوء على التجربة التنموية لجمهورية كازاخستان، معتمدا على الكثير من المعايير الدولية في التنمية الشاملة المستدامة، مما ساهم في تحقيق نهضة تنموية خلال فترة زمنية عمرها ٢٦ عاما.

– ويقدم هذا الكتاب دروسا مستفادة لكل الدول النامية، في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتعليم والتقدم التكنولوجي والصحة، مما يساهم بشكل كبير في إرساء نظرية جديدة نراها ضرورية لكل صناع القرار في مرحلة بناء الدولة العصرية، وإرساء قواعد أنطلاقها نحو النهضة والتقدم.

– كما يرصد هذا الكتاب الفكر التنموي لدي الرئيس نزارباييف، والذي نجح وبجداره في شق طريق اللحاق بركب الدول المتقدمة، عبر تبني استراتيجتي العامين ٢٠٣٠ و ٢٠٥٠.

– ويؤكد الرئيس في كتابه على أهمية القيم والثقافة التى تحكم المجتمع وأثرها المحوري والتنموي على أداء وتقدم المجتمع.

– كما ترصد أبواب الكتاب ملامح ومؤشرات نجاح التجربة التنموية الكازاخية على صعيد الانجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتحليل المراحل التى مرت بها تلك التجربة التنموية.

– وأوضحت صحفات الكتاب أهم السياسات والآليات التى أتبعتها القيادة الكازاخية على كافة الصعد محليا واقليميا ودوليا.

وحول أسرار نجاح التجربة الكازاخية، فيمكن تلخيصها في عجالة بالنقاط التالية:

– اعتماد الرئيس نزارباييف على عناصر عديدة في بناء دولته منذ انتزاع الاستقلال، أبرزها الإنسان الكازاخي ليقود مسيرة التنمية، فهو لم يراهن على إمكانيات بلاده أو مواردها الطبيعية أو ثرواتها فقط، بل على مقدرة الإنسان على البناء والتنمية بإخلاص.

– الاستثمار في البشر من خلال تطوير التعليم، وتنمية الموارد البشرية، وأنشاء المؤسسات التعليمية والمهنية، وتطوير مواد التعليم.

– زيادة الدخل القومي وتحسن مستوى المعيشة وارتفاع مؤشرات النمو الإقتصادي.

– الحضور الاقليمي والدولي في كافة القضايا الاستراتيجية النووية والسياسية والتنموية والاقتصادية وغيرها، وآخرها الحصول على مقعد في الأمم المتحدة.

– اتباع سياسة التمكين السياسي والتحديث والتنمية مع الحفاظ على الهوية الوطنية.

– تبني إستراتيجية فعالة للتنمية الاقتصادية، والتوسع في الاستمثار الآمن.

– إيجاد سياسات متوازنة تجاه القطاعات الإنتاجية والخدماتية المختلفة.

– سياسات الحزم والمتابعة والتنفيذ الدقيقة للبرامج المعدة باحكام لتناسب ظروف ظهور تلك الجمهورية، فقد كان لها أكبر الأثر في تحديد ملامح شخصية العاملين الكازاخ في الأنماط الجديدة للدولة.

– تعميق علاقاتها التجارية والاقتصادية والسياسية مع دول العالم، والانضمام إلى العديد من المنظمات الدولية.

– تفعيل رؤية تنموية كفيلة بجعل الجمهورية ضمن الدول الـ ٣٠ الأكثر تقدما في العالم.

– تبني سياسات الانفتاح التجاري والثقافي والسياسي على العالم، وخفض مستويات البيروقراطية والفساد الإداري لمستويات متدنية.

– استطاعت كازاخستان، تحقيق ما يمكن تسميته “المعجزة التنموية الكازاخية”، نظرا للفترة القصيرة في عمر الدول وفي عملية التحول من دولة نامية والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة بحلول العام ٢٠٥٠.

– ولا يزال رئيسها يحلم ويحلم وتكبر بلاده كلما حقق واحدا من أحلامه، فتزداد طموحاته في تحقيق حلم جديد، ليصبح واقعا يشار إليه بالبنان، وخاصة أنه جمع بين الأصالة والحداثة باسلوب فريد وحرفية متناهية الدقة.
– كازاخستان التي تعتبر أحدى أسرع دول العالم نموا في القرن العشرين، هي أيقونة العمل والتقدم شعباً ورئيساً، ومعيار ذلك ما حققته من انجازات على أرض الواقع، بعد سنوات طويلة من العذاب والمعاناة والألم.

– أصبحت ظاهرة الرئيس نور سلطان نزارباييف تبحث عن اسم بعد أن فرضت نفسها على العالم، فقال عنه جورج بوش هو “جورج واشنطن الكازاخي” وقال عن فلاديمير بوتين هو “أبرز سياسي في عصرنا الراهن”.