كتب : م/ طارق بدراوى
حيدر آباد مدينة هندية هامة تقع جنوب الهند وهي عاصمة ولاية تلنقانا حالياً ويبلغ عدد سكانها حوالي 6 مليون نسمة وهي بذلك تعد سادس أكبر مدينة في الهند وهي مدينة جميلة تجمع بين فن العمارة الحديث والفن المعماري القديم وتتعدد ثقافاتها وتقاليدها وترتفع حوالي 536 متر فوق مستوى سطح البحر وتبلغ مساحتها 625 كيلو متر مربع وهي تعتبر أحد أهم مدن الهند من حيث التطور والنمو والحداثة وكانت تعرف في السابق بمدينة اللؤلؤ وتم تصنيفها على أنها المدينة الأولى من حيث أولوية التنمية بسبب حجمها وعدد سكانها وهي تعد مركزا رئيسيا من مراكز التكنولوجيا في الهند وهي الثانية بعد مدينة بانجلور في التكنولوجيا وتحتضن فروع كبريات الشركات أمثال الفيسبوك وفايبر وغيرهما وهي تضم أيضاً واحدة من أهم وأقدم الجامعات الهندية وهي الجامعة العثمانية والتي تعد من أهم المراكز البحثية في الهند وثالث أكبر جامعة من حيث المساحة وتوجد في المدينة أيضا أكبر شركة للإنتاج السينمائي في العالم وهي شركة راموجي فيلم وتعرف بإسم توليوود وتضم هذه المدينة العديد من المرافق الرياضية والسياحية مثل الشلالات والقلعة القديمة وبحيرة حسين صقر وتشمل المدينة القديمة مسجد مكة العتيق وسوق شارمنار وتمتاز المدينة بمطبخها الشهير الذي يحتوي على أجمل المأكولات الشعبية الهندية والتي تمزج بين المطبخ العربي والإيراني والهندي هذا وتعتبر حيدرأباد مدينة تاريخية عظيمة وقد تأسست فيها مملكة إسلامية شهيرة وغنية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادى سنتكلم عنها في السطور القادمة بإذن الله تعالي هذا ويوجد في مدينة حيدر أباد العديد من السكان ذوي الأصول العربية والفارسية الذين هاجروا إليها وإستوطنوها والذين يجمعون بين الحضارة الحديثة والتقاليد الموروثة .
وتختلف إنتماءات هؤلاء السكان من الناحية العرقية والدينية فمن ناحية الديانة نجد أن الديانة السائدة في المدينة هي الهندوسية والتي يدين بها حوالي 69% من السكان أما المسلمين فقد بلغت نسبتهم 27% ويشكل المسيحيون ما نسبته 3.5% والباقون هم أقليات دينية أخرى كالبوذيين والسيخ واللغة السائدة في المدينة هي لغة التيلجو وهي لغة المدينة الرسمية لذا فإن أغلب السكان يتحدثون بها وتليها لغة الأوردو كما توجد فيها لغات أو لهجات أخرى مثل التاميلية والمهارتية واللغة الإنجليزية وهناك عدد من السكان من أصل عربي وأغلبهم من اليمن إضافة إلى أتراك وأحباش وإيرانيين وأرمن ودولة الهند ورسميا جمهورية الهند هي جمهورية تقع في جنوب قارة آسيا وتعد سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية والثانية من حيث عدد السكان وهي الجمهورية الديموقراطية الأكثر إزدحاما بالسكان في العالم ويحدها المحيط الهندي من الجنوب وبحر العرب من الغرب وخليج البنغال من الشرق وللهند خط ساحلي يصل طوله إلى 7517 كيلومتر كما تحدها باكستان من الغرب وجمهورية الصين الشعبية ونيبال وبوتان من الشمال وبنجلاديش وميانمار من الشرق كما تعتبر الحكومة الهندية أن حدود إقليمي جامو وكشمير مع أفغانستان هي ضمن حدود دولة الهند وذلك بحكم الأمر الواقع نتيجة السيطرة الهندية عليهما كما توجد جزيرة سريلانكا وجزر المالديف والجزر الإندونيسية علي مقربة من الهند بالمحيط الهندي وتعد دولة الهند مهد حضارة وادي السند ومنطقة طريق التجارة التاريخية والعديد من الإمبراطوريات وكانت شبه القارة الهندية معروفة بثراوتها التجارية والثقافية لفترة كبيرة من تاريخها الطويل .
وقد نشأت على أراضي الهند أربعة أديان رئيسية هي الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية في حين أن الزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام وصلت إليها في خلال الألفية الأولى الميلادية وشكلت هذه الديانات والثقافات التنوع الثقافي للمنطقة تاريخيا وقد أسندت إدارة الهند إلى شركة الهند الشرقية البريطانية في وقت مبكر من القرن الثامن عشر الميلادى ثم إحتلتها بريطانيا في الفترة من منتصف القرن التاسع عشر الميلادى إلى منتصف القرن العشرين الماضي ثم إستقلت في عام 1947م بعد حركة الكفاح من أجل الاستقلال التي تميزت على نطاق واسع بالمقاومة غير العنيفة وتزعمها الزعيم الهندى الشهير المهاتما غاندى وعلى الصعيد الإداري تعد الهند جمهورية فيدرالية تتألف من 28 ولاية وسبعة أقاليم إتحادية مع وجود نظام برلماني ديموقراطي ويعد الإقتصاد الهندي هو سابع أكبر إقتصاد في العالم وثالث أكبر قوة شرائية وبعد الإصلاحات المستندة على إقتصاد السوق عام 1991م أصبحت الهند واحدة من أسرع إقتصادات العالم نموا كما أنها تصنف ضمن الدول الصناعية الجديدة رغم ذلك ما زالت البلاد تواجه تحديات الفقر والفساد وسوء التغذية وعدم كفاءة أنظمة الرعاية الصحية العامة في مناطق كثيرة منها وفي الجانب العسكري تعد الهند قوة عسكرية إقليمية كما تصنف ضمن الدول المالكة للأسلحة النووية ويتم تصنيف الجيش الهندى على أنه ثالث أكبر جيش في العالم في حين تحتل الهند المرتبة السادسة في الإنفاق العسكري بين الدول نظرا للكثافة السكانية الهائلة وهي تملك مجتمعا متعدد الديانات كما أنه متعدد اللغات والأعراق وتعد الهند أيضا موطن التنوعات في الحياة البرية حيث تزخر بأنواع عديدة من المحميات الطبيعية ومن أشهر مدنها نيو دلهي العاصمة ومدينة أجرا الأثرية ومدينة أحمد آباد ومدينة كوتشي ومدينة كوزيكود ومينائي كلكتا ومومباى .
وتاريخيا فقد إكتشف علماء الأثار مواقع بالقرب من مدينة حيدر آباد ترجع إلى العصر الحديدي أي حوالي 500 عام قبل الميلاد ولكن المدينة الحالية قد تأسست عام 1591م من قِبل محمد قولي قطب شاه وبقيت منذ تأسيسها تحت حكم سلالة قطب شاه وكان تأسيسها من قبل قطب شاه من أجل حبيبته حيدر محل وقد تسمت في البداية بهذا الإسم وتحول إسمها بعد ذلك الى حيدر أباد أي شعب حيدر وكان إنشاؤها على نهر موسى أحد روافد نهر كريشنا الذى يعد من أهم وأطول أنهار وسط وجنوب الهند على بعد 5 أميال شرق مدينة جولكندا التي كانت عاصمة حكام مملكة قطب شاه وهي واحدة من 5 ممالك قديمة ظهرت بعد إنهيار مملكة بهمان التي كانت تحكم مناطق أفغانستان والهند حاليا وقد إستمر حكم سلالة قطب شاه لمدة 171 سنة تولى خلالها 7 حكام كان يستهويهم فن العمارة والبناء وأصبحت جولكندا عاصمتهم الأولي في عهدهم واحدة من أكبر الأسواق العالمية في تجارة الماس واللؤلؤ والأقمشة وإنتهى العصر الذهبي للمملكة عام 1688م بعد صراع عنيف مع أورنجزيب آخر حكام المغول الذي إستطاع الإستيلاء عليها بعد حصار دام 8 أشهر وبذلك إستطاع المغول توسيع مملكتهم حتى شملت كل شبه القارة الهندية ولكن لم يستمر ذلك طويلا إذ سرعان ما إنهارت الإمبراطورية المغولية في عام 1707م وفي عام 1724م قامت بمدبنة حيدر آباد دولة سميت دولة حيدر أباد وهي دولة هندية إسلامية وراثية ظهرت في منطقة جنوب ووسط الهند وإتخذت مدينة حيدر آباد عاصمة لها وكان حكامها يلقبون بنظام حيدر آباد وإستمرت هذه الدولة حتى عام 1948م وكان تأسيسها علي يد آصف جاه قمر الدين في فترة ضعف إمبراطورية المغول في عام 2724م وظل في الحكم حتي وفاته في عام 1748م وقد كان كذلك شاعرا باللغة الفارسية بينما كان آخر حكامها عثمان علي خان والذى ظل حاكما من يوم 29 أغسطس عام 1911م حتي يوم 17 سبتمبر عام 1948م عندما تم إلغاء هذه الدولة وتكوين دولة الهند الحالية .
وجدير بالذكر أنه في أثناء فترة حكم عثمان علي خان تم بناء الكثير من المباني والمؤسسات العامة الرئيسية في مدينة حيدر أباد مثل مستشفى عثمانية العام وبنك ومطار حيدر آباد والمحكمة العليا وقاعة اليوبيل وسوق معظم جاهي ومحطة السكك الحديدية ومكتبة آسفيا المعروفة الآن بإسم مكتبة الولاية المركزية وتاون هول المعروفة الآن بإسم قاعة الجمعية ومتحف حيدر أباد المعروف الآن بإسم متحف الدولة والجامعة العثمانية والتي تعد اليوم واحدة من أكبر الجامعات في الهند والعديد من المعالم الأخرى كما أنه قام ببناء حيدر أباد هاوس في العاصمة الحالية نيو دلهي والذي تستخدمه الآن الحكومة الهندية في الإجتماعات الدبلوماسية وفي خلال فترة حكمه قام بالعديد من الإصلاحات التعليمية حيث تم إنفاق حوالي 11٪ من ميزانية الدولة على إصلاح وتطوير التعليم كما قام أيضا بتقديم تبرعات كبيرة للعديد من المؤسسات التعليمية في الهند ومما يذكر لعثمان علي خان أيضا أنه في عام 1947م قدم هدية من جواهر الماس بما في ذلك التاج والعقد إلى الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا حاليا والتي كانت ولية العهد حبنذاك بمناسبة زواجها ولا تزال الملكة ترتدي دبابيس وقلادة من هذه الهدية والتي تعرف بإسم قلادة حيدر آباد وقد توفي هذا الرجل العظيم في يوم 24 فبراير عام 1967م ودفن في اليوم التالي 25 فبراير عام 1967م في مسجد جودي الذي كان قد أسسه تخليدا لذكرى إبنه جواد الذي توفي في طفولته في عام 1936م وكانت جنازته هي الأكبر في تاريخ الهند حيث كان عدد مشيعيه يقدر بعشرين مليون شخص وأعلنت الحكومة الهندية الحداد الرسمي في هذا اليوم إعترافا بفضله ونظرا للأعمال الجليلة التي ساهمت في تقدم البلاد وتطورها حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق التطور الإقتصادي والتعليمي والتكنولوجي والحداثة لمدينة حيدر آباد وللهند بوجه عام وجعل منها مركز الأعمال في المنطقة الجنوبية من البلاد وذلك بالإضافة لكونها مدينة الإقتصاد والتعليم والثّقافة في الهند وهي ترتبط ببقية أجزاء البلاد والعالم الخارجي بشبكة من المواصلات الجوية والبرية وتتواجد فيها العديد من المؤسسات والمنشآت الصناعية التي تقوم أبرزها على الصناعات اليدوية وصناعة تكنولوجيا المعلومات .
هذا وتشتهر مدينة حيدر أباد أيضا بالعديد من المعالم الأثرية ومواقع التراث ووجهات التسوق والطعام التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم والتي تعتبر تحفةً لكل من يراها كما تتوافر فيها العديد من الخدمات والمرافق التي توفّر للسائح متعة زيارةِ هذه المدينة ونذكر من معالمها :-
— مسجد مكة وهو واحد من أقدم المساجد في حيدر أباد وواحد من أكبر المساجد في الهند بوجه عام وهو مبنى تراثي يوجد في البلدة القديمة في حيدر أباد على مقربة من عدة معالم تاريخية وقد تم بناؤه بأمر من محمد قولي قطب شاه خامس حاكم من سلالة قطب شاه بعد أن تم صنع طوب من التربة المجلوبة من مكة المكرمة وهو أكثر مكان مقدس لدى المسلمين وتم إستخدامها في بناء القوس المركزي للمسجد وكان هذا سبب تسميته بهذا الإسم ومما يميزه أنه قد تم نحت ثلاث واجهات مقوسة له من قطعة واحدة من الجرانيت والتي إستغرق صناعتها خمس سنوات وكان عدد العمال المشاركين في هذا العمل بين 500 و600 عامل وكانوا يعملون بإستمرار دائم وتطلب إنجاز العمل المزيد من الوقت والجهد لإنجازه ثم جاءت مرحلة نقل الحجر إلى المسجد وتطلب هذا العمل الإستعانة بما مجموعه 1400 ثور وقد تم توظيف أكثر من 8000 موظف لإستكمال البناء وقد وضع السلطان محمد قولي قطب شاه شخصيا حجر الأساس للمسجد وتم الإنتهاء من بنائه لاحقا من قبل الإمبراطور المغولي أورنجزيب بعد قهر حيدر آباد ويقول جان باتست تافرنييه المستكشف الفرنسي في رحلته ‘لي بلاد الهند عن المسجد إنه قد إستمر بناؤه حوالي 50 عاما وهو مسجد رائع في البلدة والأروع في جميع أرجاء الهند بوجه عام والقاعة الرئيسية لهذا المسجد يبلغ إرتفاعها حوالي 23 متر وعرضها حوالي 55 متر وطولها حوالي 67 متر بما يكفي لإستيعاب 10 آلاف مصلي في وقت واحد وهناك خمسة عشر قوس يدعم سقف القاعة الرئيسية بواقع خمسة أقواس على كل طرف من الأطراف الثلاثة للمسجد ويرتفع الجدار الرابع ليكون دعامة للمحراب وللمسجد مئذنتان علي جانبي الواجهة الرئيسية له تتميز قمتهما المرتفعة عن أعلى سقف المسجد بكونها مقوسة بالإضافة للقبة فهي أيضا مقوسة بدقه وتزين نقوش القرآن الكريم العديد من الأقواس والأبواب عند مداخل المسجد ويقع الهيكل الرئيسي له بين عمودين ضخمين مصنوعين من قطعة واحدة من الجرانيت وزوايا المسجد المدعمة لهيكل المسجد مزينة بزخارف نباتية وأفاريز على الأقواس تذكر السائح بإهتمام السلطان قطب شاه إلى أدق تفاصيل الهندسة المعمارية لدى مسجد مكة وللمسجد أيضا أسوار تم إنشاؤها من ألواح الجرانيت في شكل قواقع مقلوبة تطفو على الركائز .
— مسجد جهارمينار وهو يعد من أهم معالم السياحة في حيدر أباد وهو يقع في قلب المدينة وتم تأسيسه في عام 1591م عندما نقل الشاه كولي قطب السلطان الخامس من سلالة قطب شاه في الهند العاصمة من جولكوندا إلى حيدر أباد ويعكس المسجد بتصميمه الساحر والمميزعظمة ومجد العصور القديمة للمنطقة وهو يشمل أربعة مآذن ويقال إنها ترمز للخلفاء الراشدين الأربعة وتتميز المنطقة المحيطة بالمسجد بعبق تاريخ الفترة التي أسس فيها وذلك من خلال الأسواق وروائح البخور والشاي الإيراني التي تملأ المكان وهو مسجد جامع وتخطيطه يأخذ شكل مربع وله أربعة مآذن كما ذكرنا تقع في كل ركن من أركانه ويبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 20 مترا والمآذن ترتفع 48.7 متر عن سطح الأرض وكل منها يتكون من أربع طوابق ويفصل بين كل طابق وآخر شرفة دائرية رائعة الجمال وتنتهي كل منها بقبة صغيرة وبداخل كل مئذنة هناك 149 درجة سلم والتي يمكن للزائر إستخدامها للصعود لأعلى المئذنة لكي يتمتع بمنظر خلاب للمدينة ويفتح كل جانب من المسجد من خلال عقود ضخمة تطل على أربعة طرق رئيسية وقاعة الصلاة به توجد في مستوى الطابق الثاني للمآذن وبها شرفة رائعة يمكن من خلالها رؤية المدينة بمناظرها الرائعة وقد أضيفت ساعة في الإتجاهات الأربعة الرئيسية للمسجد عام 1889م وهناك نافورة صغيرة للوضوء تتوسط المسجد أسفل قاعة الصلاة .
— قلعة جولكوندا المحصنة والتي بنيت من قِبل أسرة قطب شاه مؤسس المدينة والمعروفة بإسم كاكاتيا في أواخر القرن السادس عشر الميلادى فوق تلة جرانيتية بإرتفاع 120 مترا على مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة وهي تتمتع بتصميم متميز ساهم في قيامها بوظيفتها آلا وهي المراقبة والحماية حيث يمكن سماع الأصوات بها من على بعد كيلومتر وقد أحيطت هذه القلعة بأسوار عالية ونطاقات إضافية من التحصينات المشددة وقد أعيد بناؤها مرة أخرى مع تشييد تعزيزات إضافية خلال القرن السابع عشر الميلادى وجدير بالذكر أن هذه القلعة في السابق كانت موطنا لماسة كوهينور الشهيرة والتي تمتلكها الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا حاليا كما تضم القلعة مساجد ومعابد وحدائق وعدة قاعات ومخازن وجسور متحركة وإسطبلات ومنافذ للمدافع وتعتبر منطقة فاتح دروزة الأشهر بها وتعني بوابة الإنتصار والتي كانت تحظى بتكنولوجيا هندسية متفردة ومتقدمة .
–– قصر تشوماهالا وهو واحد من أهم أماكن السياحة في حيدر أباد حيث يحظى بأهمية تاريخية كبيرة وكان قديما موقع إقامة سلالة عساف جاهي حيث أقاموا به وكانوا يقيمون به العديد من الإحتفالات الهامة لضيوفهم وحاشيتهم وهو يتمتع بتصميم ساحر وخلاب يتميز بالرقي والأناقة ويظهر ذلك من خلال القباب المختلفة التي تتربع على قمته والنوافذ والمنحنيات هذا بالإضافة إلى الحدائق الخلابة والنافورة التي تزينه وبرج الساعة العتيق الرائع وكل ذلك يجعله وجهة لا يجب تفويتها عند السفر إلى حيدر أباد . — قصر فالاكنوما وهو أحد أروع القصور في حيدر أباد وقد بني على مساحة 32 فدان في فالاكنوما على بعد 5 كيلو متر من جهارمينار و كان قد بني من قِبل ناواب فيكارول عمرة رئيس وزراء حيدر أباد وعمه وتعني كلمة فلك نوما ما معناه مرآة السماء باللغة العربية وقد قام بتصميمه وتنفيذه مهندس معماري إيطالي لذلك جاء طرازه المعماري إيطالي متضمناً الرخام بشكل أساسي وهو يحتوي على مجموعة من السلالم والنوافير المزخرفة علي الطراز الإيطالي أيضا .
— بحيرة حسين ساجار والتي صنفت كأكبر بحيرة صناعية في قارة آسيا وقد تأسست عام 1563م بواسطة الحاكم إبراهيم كولي قطب وهي تضم معلمين هامين تمثال بوذا الذي يتوسط البحيرة ويعد عامل الجذب الأساسي بالبحيرة وسد ضخم يمتد لثلاثة كيلومترات وهي تشتهر بالعديد من الأنشطة الممتعة التي يمكن لزاءرها مزاولتها كصيد السمك ورياضات المياه وركوب القوارب .
— بحيرة عثمان ساجار وهي تحظى بموقع متميز يجعلها من أجمل أماكن السياحة في حيدر أباد وهي تعتبر الوجهة الوحيدة بالمنطقة التي يمكن الإستمتاع فيها بجو من الهدوء والإسترخاء والسكينة حيث تتميز بأنها ليست مزدحمة كباقي الأماكن السياحية في حيدر أباد مما يجعلها مكان ملائم للقيام بنزهة خلوية أوالجلوس أمامها والإستمتاع بغروب الشمس مع كوب لذيذ من الشاي .
— لاد بازار وهو واحد من أفضل أماكن التسوق في حيدر أباد حيث يمكن الإستمتاع بالروح الحقيقية للهند والتي تتسم بالعفوية والترحاب والمرح والسعادة وهو واحد من أقدم الأسواق في المدينة ويضم أكثر من مائة وخمسين ورشة عمل توفر أفضل المنتجات بأقل الأسعار وتتنوع السلع في هذا السوق الملئ بالألوان بين الملابس والمجوهرات والأساور التقليدية ومستلزمات العرس واللوحات والأقمشة وخلافه .
— حديقة حيوان نهرو وهي تعرف أيضا بإسم حديقة حيوان حيدر أباد و تقع بالقرب من دبابات مير علم في حيدر أباد وهي من أهم مناطق الجذب السياحي فيها وتختلف عدد ساعات العمل فيها حسب الموسم ويتم إغلاقها يوم الإثنين من كل أسبوع و كان قد تم تأسيسها بتاريخ 26 أكتوبر عام 1959م وإفتتحت للجمهور يوم 6 أكتوبر عام 1963م .
— قبور قطب شاه وهي القبور الخاصة بسلالة قطب شاه حكام حيدر آباد في السابق والذين دفنوا كلهم بها وهي تقع بالقرب من حصن جولكوندا الشهير في حيدر أباد وقد إتبع في تشييدها الطراز المعماري الهندوسي وإستخدم الجرانيت الرمادي في البناء وتم زخرفتها بالجص وصالات العرض لهذه المقابر صغيرة وتتكون من طابق واحد فقط وفي وسط كل قبر يوجد تابوت يعتلي قلب الدفن الفعلي الذى يوجد في سرداب أدناه وقد تم إضافة قباب أعلي هذه القبور وبلاط أخضر في الأرضية والتي لم يتبق منها سوي عدد قليل من القطع حاليا
— عالم الثلج وهو المكان الوحيد الذي يهطل به الثلج في المدينة وواحد من أفضل أماكن السياحة فيها للسكان المحليين والسياح على حد سواء وهو يعتبر ثالث أكبر حديقة ألعاب ثلجية في العالم والأولى من نوعها في الهند وما يميز المكان الثلج الذي يتم صنعه من المياه المعدنية ويضاف كل يوم كمية جديدة طازجة من الثلوج تصل إلى ثلاثة أطنان وقد بلغت تكلفته عشرين مليون روبية هندية وصمم بواسطة المعماري ومهندس الديكور الهندي نيتيش روي ويشمل المكان منطقة ألعاب وجبل جليدي والكثير من المنحوتات الثلجية بالإضافة إلى أكثر من مزلاق مما يجعله أمتع الأماكن السياحية في حيدر أباد .
— متحف سالار جونج وهو متحف للفن موجود في داروشيفا على الضفة الجنوبية لنهر موسى وهو واحد من ثلاثة متاحف وطنية بالهند ويضم مجموعة من التماثيل واللوحات والمنحوتات والمنسوجات والمخطوطات والسيراميك والمصنوعات المعدنية والسجاد والساعات والأثاث من اليابان والصين وبورما وفارس وكان مصدر هذه المجموعة ممتلكات أسرة سالار جونج والتي سمي المتحف علي إسمها وذلك بالإضافةً إلى مجموعة من التماثيل الشهيرة والعالمية مثل مارجريت ومحجبات ريبيكا وأعمال للنحات الإيطالي بنزين من القرن التاسع عشر الميلادى .
— بيرلا ماندير وهو معبد هندوسي بني على أكمة يصل إرتفاعها إلى حوالي 85 متر تدعى ناوباث بهاد في عام 1976م من قِبل سوامي رانجانا ثاناندا والذى كان يؤمن بسياسة السلام واللاعنف وأن النشاط السياسي هو جزء أساسي من الممارسة الروحية وقام بنشر رسالته في جميع أنحاء العالم من خلال رسائل كتبها لقادة العالم وأتباعه من خلال ممارسته و تعاليمه ومولت البناء مؤسسة بيرلا التي شيدت أيضاً عدة معابد مماثلة في أنحاء الهند والتي تعرف بإسم بيرلا ماندي وقد إستغرق البناء عشر سنوات .
— مدينة راموجي السينمائية وهي أحد أبرز الأماكن التي يجب زيارتها عند السفر إلى حيدر أباد وقد تأسست بواسطة رئيس مجموعة راموجي عام 1996م وصنفت كأكبر ستوديو سينمائي في العالم بواسطة مجموعة جينيس وهي تحوي الكثير الذى يتمتع به زائروها بداية من الجولات التي تجوب المكان إلى ركوب القطار والإستمتاع بالحدائق الخلابة التي توجد في كل ركن منها .
– مدينة هايتك لتكنولوجيا المعلومات والإستشارات الهندسية أو كما يتم إختصارها بهاي تك سيتي وهي كما يبدو من إسمها تعد مدينة التكنولوجيا الكبرى في الهند وتقع في مركز صناعة تكنولوجيا المعلومات في المدينة وهي تمتد على مساحة قدرها 151 فدان وقد بدأت الهند تشهد ثورة تكنولوجيا المعلومات إنطلاقاً من مدينة بانجلور والتي إعتبرت كمفتاح وكمركز لتكنولوجيا المعلومات وبعد فترة وجيزة من هذا النجاح فيها أدركت الحكومة الهندية وحكومة مدينة حيدر أباد الحاجة الماسة إلى البنية التحتية لجذب الإستثمارات من عدة شركات في مجال تكنولوجيا المعلومات حيث أنه كان من المعروف بأن عددا كبيرا من المهنيين العاملين في وادي السيليكون وهي المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميريكية والمشهور بأنه الأول عالميا في مجال التطوير والإختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة وذلك إلي جانب محاور تقنية أخرى كانوا من أبناء هذه المنطقة وهذا ما دفع الحكومة لبدء هذا المشروع بواسطة الإستثمارات الخاصة وتم تطوير الأمر بشكل متصاعد حيث قامت معظم شركات البرمجة العملاقة في العالم بحجز مكان لها في هذه المدينة معتمدة على الكفاءات الهندية الخبيرة في هذا المجال .
– الجامعة العثمانية والتي أنشئت عام 1918م في عهد عثمان علي خان آخر حكام دولة حيدر آباد ولذلك سميت بإسمه والتي بجانب شهرتها في مجال التعليم العالي تتميز بطراز معماري لا يضاهيه أي من المؤسسات التعليمية الأخرى في طول الهند وعرضها حيث تقف أبنية الجامعة في حيدر آباد كتحفة رائعة من الجرانيت ولهذا فهي تغري كثيرا من السائحين بزيارة أبنيتها بالقدر الذي تجتذب به الكثير من الطلبة ويحتل مبنى كلية الآداب الفخم على سبيل المثال مساحة 250 ألف قدم مربع في منطقة قروية تضم جادة تنتشر الأشجار على جانبيها وتعد كلية الآداب بمثابة النواة لهذه الجامعة التي يغطي حرمها مساحة 1500 فدان ويضم مجموعة من المباني الجميلة التي تشكل حرم الكليات الأخرى التي تقف شاهدا على عظمتها من الناحية المعمارية وعند بداية الدراسة لأول مرة فيها كان شعارها يحمل نقشا من بعض أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد قام بتصميمها إثنان من المهندسين المعماريين البارزين في حيدر آباد وهما علي رضا وزين يار يونج واللذان قاما أولا بجولة موسعة في كل أرجاء العالم تقريبا لدراسة فن العمارة للأبنية التعليمية لا سيما الجامعات القديمة مثل برنستون وهارفارد وييل في الولايات المتحدة الأميريكية وأوكسفورد وكامبردج وأدنبره ومانشستر في إنجلترا كما زارا بعض الأبنية التي ما زالت في مرحلة الإنشاء في بعض الجامعات مثل كينجستون وبرمنجهام وليدز بإنجلترا والسوربون بالعاصمة الفرنسية باريس وهايدلبرج وميونيخ وبرلين بالمانيا ثم إختتم المهندسان جولتهما بزيارة مصر وتركيا للإطلاع على طرز العمارة الإسلامية هناك هذا وقد جاء تصميم أبنية الجامعة العثمانية يمزج ببراعة منقطعة النظير بين كثير من الطرز المعمارية مثل المعابد الهندية والعمارة الساراكينوسية المطعمة ببعض النقوش من العمارة الإسلامية والعربية والمورسكية والقوطية .
