مقالات

التجربة الاكاديمية في علوم الاعلام والاتصال في الوطن العربي في محور ملتقى دولي بالجامعة الأردنية بعمان | مجلة السياحة العربية

تقرير : بعلي محمد سعيد

 

 

احتضن رحاب  الجامعة الأردنية وعلى مدار ثلاثة أيام خلال الفترة الممتدة من 22 الى 24 نوفمبر 2016 ملتقى دولي من تنظيم الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال حمل عنوان “التجربة الاكاديمية في علوم الاعلام والاتصال في الوطن العربي “وهي الفعالية العلمية التي عرفت مشاركة متميزة لنخبة من أساتذة وباحثين من مختلف الجامعات العربية عكفوا حلال مدة الفعالية على تدارس ومناقشة مختلف الأوراق البحثية التي تناول أصحابها التجارب العلمية المختلفة للمقاربات البيداغوجية والمعرفية المتنوعة المنتهجة في عملية تدريس هذا الحقل المعرفي الجديد نسبيا مقارنة مع حقول المعرفة الإنسانية الأخرى والمتميز أيضا كونه فضاء علمي ومهني تتقاطع فيه المعرفة النظرية للعلم مع الكفاءة المهنية للمستعمل وهو ما يجعل من تدريس هذا الحقل المعرفي ذا خصوصية متميزة .

افتتح الملتقى الدكتور إبراهيم خصاونة المنسق العلمي للفعالية بكلمة قدم من خلالها برنامج الأيام العلمية مستعرضا إشكالية الملتقى وأهدافها و المحاور العلمية الكبرى التي انضوت تحتها الأوراق العلمية المقدمة و المقبولة في الملتقى قبل أن يتناول الكلمة الأستاذ الدكتور هيثم قطب نائب رئيس الرابطة الذي تحدث بدوره عن الأهداف المتوخاة من تنظيم هذا اللقاء العلمي .ثالث متدخل في الجلسة الافتتاحية كان الدكتور باسم الطوسي عميد معهد الإعلام الأردني الذي استهل كلمته بالتعريف بالمعهد والمهام الموكلة له وكذا التكوينات المتاحة في هذا الفضاء المعرفي المتخصص في مجال الاعلام و الاتصال وصولا إلى علاقة التعاون و التنسيق العملي و العلمي التي تجمع المعهد بالرابطة ومن جهتها الأستاذة الدكتورة مي العبد الله ركزت في كلمتها على توجيه الشكر لكل من ساعد من قريب أو من بعيد في إنجاح الملتقى وكان له فضل في ميلاد هذا الموعد المعرفي الجديد وإخراجه للنور رغم الصعوبات التي تعترض الطريق في مثل هذه المناسبات قبل أن توضح دواعي اختيار اللجنة العلمية للملتقى تكريم الإعلامي والأستاذ هاشم حسن التميمي الذي اختارت الرابطة أن تكرمه هذه السنة بدرع التميز في البحث العلمي وهو التكريم الذي تسلمه من طرف الأستاذ الدكتور عزمي محافظة رئيس الجامعة الأردنية الشريك العلمي في هذه الفعالية .

بعدها انتقل المشاركون إلى ورشات العمل الرسمية حيث ترأس الدكتور هاشم حسن التميمي أشغال الجلسة العلمية الأولى التي كان محورها تعليم الاعلام والاتصال بين النظري و التطبيقي وقدمت من خلالها خمسة أوراق بحثية استهلها الدكتور صالح أبو الأصبع بمداخلة تناول من خلالها قراءة لتحديات الراهن و استشراف للغد من خلال بعض الدراسات الإعلامية في بعض من جامعات الوطن العربي قبل أن يستعرض الدكتور عبد الله قدور الثاني من الجزائر واقع تجربة بعض الجامعات الجزائرية في تعليمية وطرائق تدريس هذا الحقل المعرفي مقدما هو الآخر مقاربة بين ما تحمله البرامج والمضامين البيداغوجية نظريا وما يطرح على ارض الميدان من تطبيقات فعلية أين لاحظ وجود خلل وفجوة عميقتين بين الطرح النظري و الممارسة الميدانية أخل بالرسالة التعليمية .ثالث متدخل كان الدكتور رامي نجم من لبنان أين استعرض هو الآخر التجربة اللبنانية في الميدان من خلال محاولته تحسس بعض معوقات العمل الأكاديمي في كليات الإعلام اللبنانية في ظل الإدارة الرقمية و الأنظمة الحديثة مستخلصا ان الراهن الرقمي والتطور الحاصل في تكنولوجيات الاتصال يبدو أنه يظل عاجزا عن تقديم حلولا علاجية عاجلة لمعوقات مستعصية في الجانب الأكاديمي بسبب التكيف البطئ والغير متجانس للذهنية العربية مع التحول الرقمي المتسارع وعدم قدرة العقل العربي على الاستثمار الواعي و الجيد لهذا المعطى التقني والتكنولوجي .

من جهته الدكتور عبد الكريم الزياني من البحرين قدم ورقة بحثية استعرض من خلالها مقاربة لتقويم اتجاهات الفاعلين في العمل الصحفي حول البرامج التدريبية لطلاب الصحافة في الجامعة البحرينية وهي بمثابة قراءة من الداخل حاول استقراء اراء الفاعلين في الحقل الصحفي باعتبارهم طلبة سابقين حول البرامج التدريبية ومدى نجاعتها في إعطاء مخرجات تعليمية تسمح للطالب بامتلاك الكفاءة المهنية التي تسمح له بمزاولة مهنة الصحافة مستقبلا بطريقة فعالة حيث استنتج أن التكوين التدريبي في المسارات العلمية بشكله الحالي غير كاف و لا يسمح بتكوين شخصية إعلامية مهنية قادرة على ولوج حقل العمل الصحفي وأنها بحاجة إلى تدعيم نوعي وتطعيم كمي من خلال تكثيف الدورات التدريبية والتربصات الميدانية.

وتقريبا في نفس الاتجاه كانت مداخلة الأستاذ الدكتور حزيم الخالدي الذي قدم مداخلة حاول من خلالها تقديم رؤيته حول الطريقة المنهجية و العملية التي يمكنها أن تكفل مهمة سد الفجوة الحاصلة بين مدخلات التكوين ومخرجاته حيث اقترح خطوات إجرائية لصناعة مؤاءمة بين المضامين البيداغوجية لكليات الاعلام و الاتصال وبين متطلبات وحاجيات سوق العمل الإعلامي ، في حين تناول الدكتور سليمان اعراج بالتحليل تخصص واحد بعينه وهو تخصص الاتصال السياسي وحاول تقديم قراءة نقدية لما يتضمنه منهاج هذا التخصص في الجامعة الجزائرية من محتوى معرفي وتدريب عملي ومدى إحاطة هذا المضمون بكل متطلبات التكوين النوعي  .

أما الجلسة العلمية الثانية فقد ترأساها الدكتور الصادق رابح عميد كلية الإمارات لتكنولوجيا الإعلام وعرفت تدخل خمسة أساتذة والبداية كانت بالأستاذ الدكتور عبد الرزاق الديلمي من العراق الذي قدم بعض من آراءه من خلال عرضه لتجربته الطويلة في ميدان تدريس  مناهج الدراسات العليا في الإعلام في الجامعات الأردنية قبل أن تتناول الأستاذة رحيمة عيساني من الجزائر بعض من معايير الاعتماد الأكاديمي الدولي لبرامج الإعلام و الاتصال في الجامعات العربية مقدمة بالمقارنة  قراءتها التحليلية في المحتوى و آليات التنفيذ والمواءمة .أما الورقة الثالثة فقد قدمها الدكتور فاضل البدراني من العراق واقترح من خلالها أسلوب منهجي علمي لتطوير المناهج الاكادمية المتعلقة بتدريس مواد التربية الإعلامية و الرقمية في حين تناول زميله الدكتور أيسر العبدي موضوع حول رؤية نقدية للمناهج الدراسية لكليات الاعلام في الجامعات العراقية وهي رؤية تقاطعت تقريبا مع نفس الرؤى المقدمة من أساتذة من جامعات عربية أخرى في نفس السياق البحثي أين ترى مجموعها ضرورة إعادة النظر في بعض المضامين بما يتلاءم مع البينية الاجتماعية المحلية من جهة والفضاء الرقمي و المهني الراهن من جهة ثانية .

بعدها فتح نقاش عام قدم من خلاله الحاضرون بعض الأسئلة و التعقيبات حول الأوراق المقدمة خلال الفترة الصباحية أعقبته الجلسة العلمية الثانية وتولى رئاسة إشغالها الدكتور فتح الله الدغمي  و حملت إشكالية البرامج والمناهج التعليمية وبدأها الدكتور جمال الزرن من تونس بمداخلة حول تقد الدرس الإعلامي حاول من خلالها فهم ما يقدم في الدرس وكيف يقدم وهل فعلا يخدم مضمون هذا الدرس المتلقي في صورة طالب الاعلام بالطريقة الحالية التي يقدم بها وتقريبا نفس السؤال حملته مداخلة الدكتور كامل القيم من العراق الذي تعرض لإشكالية التدريس في علوم الاعلام و الاتصال مركزا على مخرجات الدراسات العليا في علوم الاعلام و الاتصال كنموذج  تلتها ورقة بحثية أخرى قدمها الأستاذ ايمن الشيخ من السودان حول المعرفة الاكاديمية ودورها في تطوير مناهج الاعلام و الاتصال في الوطن العربي أوصى  من خلالها بمقترح لإنشاء مركز إقليمي للبحوث و الدراسات الإعلامية قبل أن يتم أشغال الفترة الصباحية الأستاذ طوالبية محمد من الجزائر بمداخلة حول تدريس المعرفة الإعلامية بالمقاربة بالكفاءات وبالأهداف وهو نموذج تدريسي حديث  بدأت المداس الجزائرية العمل به في السنوات الأخيرة و يقضي بأن يتحول الطالب إلى المحور الأول لعملية التربوية البيداغوجية  وبالموازاة يتقلص دور المدرس إلى دور المرشد فقط حيث يتم رسم أهداف بيداغوجية تراعها فيها عملية التقييم على أساس تحقيق تلك الأهداف ، وعلى هذا الأساس حاولت الدراسة بأسلوب تحليلي نقدي تقديم إسقاطات عملية لهذا المسلك التعلمي على قطاع التعليم  العالي و بالضبط في تدريس علوم الاعلام و الاتصال و الابتعاد على الطريقة الكلاسيكية التي ترتكز على طريقة التلقي و تقديم المعارف الجاهزة للطالب الذي يتحول معها المتلقي سلبي يكتفي بتحصيل ما يقدم له دون تفاعل أو نقد ابستيمولوجي لتلك المعرفة.

الجلسة العلمية الثالثة لليوم الأول حملت عنوان التكوين و سوق العمل وقدمت من خلالها الدكتورة أمل الكردي من الجامعة اللبنانية ورقة بحثية بعنوان البرامج الاكاديمية الجامعية و سوق العمل مركزة على قطاع خدماتي وإنتاجي مهم في سوق العمل وله علاقة بالاتصال وهو القطاع السياحي تعرضت من خلالها إلى العلاقة التشاركية بين مخرجات البرامج  التعليمية في علوم الاعلام و الاتصال وما تضمنه من فرص للعمل في قطاع آخر غير الإعلام وهو قطاع السياحة باعتباره قطاعا يرتكز كثيرا على الاتصال سواء بين الأشخاص و /او بين الثقافات .

و في حين عرض الدكتور اشرف الزغبي بعض من الأساليب المتبعة في التدريس في كليات الإعلام في الجامعات الأردنية ، حاولت الأستاذتين د غادة محمد عثمان والدكتورة مثالي ابشر ان تدرس التقنيات التعليمية بين الواقع و الصعوبات بإجراء استطلاع رأي ميداني  على مجموعة من أساتذة كليات الإعلام بالجامعات العربية .وتقريبا في نفس المنحة البحثي قدم الدكتور حيدر الابراهيمي من العراق مداخلته التي حملت عنوان التوأمة الأكاديمية و المؤسسات الإعلامية بين الواقع و التطبيق .

أما المداخلة ما قبل الأخيرة فقد قدمها الأستاذ احسن خشة من الجزائر وحاول من خلالها اقتراح نموذج تعليمي جديد يقترح لغة انجليزية متخصصة خاصة بعلوم الاعلام و الاتصال وهي عبارة عن رصيد لغوي في اللغة الانجليزية يحتاجها طالب علوم الاعلام و الاتصال تكون لديه كفاءة تواصلية ومعرفية لغوية تسمح له بالتكيف مع الوضعيات اللغوية و الاجتماعية التي تصادفه في حياته المهنية .أما آخر ورقة علمية مقترحة في أشغال اليوم الأول من الملتقى فقد كانت بعنوان دور التلفزيون الأردني في المواءمة بين المناهج الدراسية و التدريب العملي لطلبة الاعلام و الاتصال في الجامعات الأردنية قدمها الدكتور عطيات عبد الله من الأردن و استعرض من خلالها الدور الكبير الذي يقوم به التلفزيون الأردني باعتباره رافدا للتكوين الميداني و التدريب المهني لطلبة الاعلام مطالبا بضرورة توسيع الحجم الساعي لمثل تلك العمليات بغية إعطاء الطالب كفاءة مهنية تسهل عليه عملية التكيف المهني المستقبلي .

في اليوم الثاني من الملتقى وفي جلسته العلمية الصباحية الأولى التي ترأسها الدكتور علاء مكي من العراق تمحور أشغالها حول موضوع أساليب  التدريس الحديثة وقدم فيها الأستاذ فاتح دبيش من الجزائر الورقة الأولى بعنوان مفارقات تكوين طلبة علوم الاعلام والاتصال ومخرجات سوق العمل في الجزائر تلته زميلته من جامعة ام البواقي بالجزائر التي قدمت ملخص بأهم نتائج دراسة ميدانية سبرت من خلالها وجهات نظر مجموعة من الأساتذة حول أساليب تدريس علوم العلام و الاتصال في الجامعة الجزائرية أين استخلصت أن الأساليب المنتهجة في عمومها لازالت تعتمد على وسائل تدريس تقليدية لا تساير التطور التقني و التكنولوجي الحاصل في هذا الشأن.

وتقريبا في نفس السياق وبتصور مغاير نوعا ما قدمت الأستاذة لين محمودى من الجامعة اللبنانية ورقة بحثية بعنوان علوم الكومبيوتر في مناهج تدريس علوم الإعلام و الاتصال أين قدمت دعوة صريحة إلى ضرورة استثمار معارف علوم الحاسوب في مناهج التدريس بكليات الاعلام و الاتصال بالرفع من الحجم الساعي المخصص للمادة ة وتطعيمه أكثر بعيدا عن المعارف الأولية التي تقدم في هذا الشأن في أحسن الحالات في تخصصات معينة  ومغيبة في كثير من التخصصات الملحقة بميدان المعرفة في علوم الاعلام و الاتصال في الجامعة اللبنانية .

الجلسة العلمية الثانية كان موضوعها استراتيجيات تطوير مناهج التدريس واستهلها الأستاذ الدكتور تحسين شرادقة من جامعة الشرق الأوسط بالأردن بمداخلة قدم من خلالها بعض الاستراتيجيات المقترحة لتطوير مناهج التدريس في كليات الاعلام في ضوء التحولات الراهنة ثم تلتها مداخلة الأستاذ مأمون طربية من لبنان التي تناول في مداخلته البعد السوسيولوجي لعلوم الاعلام و الاتصال وإشكالية التداخل الحاصل بيم المعرفة و الاجتماعية و الإعلامية على ضوء التجربة الأكاديمية للجامعة اللبنانية ودائما تحت نفس موضوع الجلسة تحدثت الأستاذة الدكتورة ميرال صبري من مصر عن طرق و أساليب التدريس الحديثة المنتهجة في كليات الإعلام بمصر .قبل أن تختم أشغال الجلسات العلمية الأستاذتين نفيسة نايل وسميرة تكلال من الجزائر حيث قدمت الأولى ملخص لنتائج دراسة ميدانية أجرتها الباحثة في الجامعة التي تعمل بها بالجزائر وحاولت من خلالها الوقوف عند موقف الطلبة من الأساليب المطبقة في التدريس قس قسم علوم الاعلام و الاتصال في حين تعرضت الباحثة الجزائرية الثانية إلى إشكالية التكوين الجامعي وتأثيره على الممارسة المهنية في علوم الاعلام و الاتصال .

اليوم الثالث و الأخير من أشغال الملتقى نظمت فيه ورشتي عمل  الأولى ترأس أشغالها الأستاذ باسم الطوسي من الأردن وتمحور موضوع النقاش فيها حول التدريس الأكاديمي وسوق العمل وترأست أشغال الورشة الثانية الدكتورة مي العبد الله  رئيسة الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال  الهيئة المنظمة للفعالية العلمية وهي ورشة خصصت لوضع الاستراتيجيات المستقبلية لعمل الرابطة وهي الورشة التي شارك فيه جميع الأساتذة المشاركون في الملتقى حيث تمخضت إشغالها على صياغة البيان الختامي للملتقى الذي جاء نصه ما يلي :

على مدى 3 أيام وبمشاركة باحثين من 15 دولة عربية، جرت في رحاب الجامعة الأردنية وفي معهد الإعلام الأردني، من 22 إلى 24 ت2 نوفمبر 2016، مناقشة حوالي 65 ورقة بحثية، بواقع 18 جلسة صباحية ومسائية وورشتي عمل، ضمن عنوان “التجربة الأكاديمية في علوم الإعلام والاتصال في الوطن”، وتناول المحاور الآتية:

1ـ تعليم الإعلام والاتصال بين النظري والتطبيقي.

2ـالبرامج والمناهج التعليمية.

3ـ التكوين وسوق العمل.

4ـاساليب التدريس الحديثة في علوم الإعلام والاتصال.

5ـاستراتيجيات تطوير التدريس في علوم الإعلام والاتصال.

6ـاشكالية اللغة في التجربة الأكاديمية.

7ـاشكالية التدريب في علوم الإعلام والاتصال.

8ـاشكالية التدريس الأكاديمي الإعلامي وسوق العمل .
أولا: رؤية الرابطة في تجديد المساقات الدراسية والمناهج:

من خلال جلسات النقاش وعرض الأفكار ونتائج الدراسات والتجارب المختلفة في الوطن العربي، توصل الأساتذة الباحثون إلى تصور رؤية لأهداف الرابطة في نشاطاتها القادمة، وللسبل والآليات لبلوغ هذه الأهداف. وأجمع المشاركون على أن واقع التعليم والتدريب في مجال علوم الإعلام والاتصال في الوطن العربي يعاني من نقاط ضعف كثيرة، وهو يحتاج إلى بوصلة تغيير أو تعديل بمستويات عدة، منها ما يتعلق بمناهج التدريس والتدريب، وكذلك الأساليب التعليمية، أو البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال حيث الحاجة إلى إجراء المزيد من المسح الميداني، ومن الدراسات والأبحاث التي تتعلق بقضايا معينة كالحريات الصحفية. وتم الاتفاق على المقترحات التالية لمعالجة هذا الواقع:

1- زيادة الجرعات التطبيقية في المساقات الأكاديمية، فهو أمر أصبح لازماً باتجاه التعشيق مع متطلبات الإعلام الرقمي، وحاجة الإنتاج الإعلامي الفعلية .

2- أن تقوم المؤسسات الإعلامية والأكاديمية برصد متطلبات الدراسة والبحث والتركيز على حاجات سوق الإعلام وأدواته الفاعلة في مجالاته المتجددة.

3- أن يتم عقد الاتفاقيات بين مراكز التدريب الإعلامي ومراكز الأبحاث وكليات الإعلام في الوطن العربي.

4- اعتماد مبدأ التكاملية في الاختصاصات التداخل العلمي مع الاختصاصات الأخرى لغرض الإثراء الأكاديمي والمعرفي.

5-العمل على توحيد المناهج والتطبيقات الدراسية في كليات وأقسام علوم الإعلام والاتصال في الوطن العربي بما أمكن كجزء من توحيد الرؤية في العمل الإعلامي مستقبلا.

6-جعل دراسة حاجة السوق على مستوى التطبيق آو المعلومات، آو المستجدات الإعلامية للمجتمعات العربية معياراً وبوصلة أساسية، في مساقات الدراسة ومشاريع البحث العلمي.

7-إشراك المهنيين في قطاع الإعلام والاتصال، في وضع ومراجعة مواد التدريس وتطبيقاتها في كليات الإعلام والاتصال، وكجزء من تعزيز الجانب المهني والحرفي في بعض القطاعات.

8-إنشاء المجالس الاستشارية في كليات الإعلام والاتصال، وإثراء تبادل الرأي والمشورة بين الأسر التدريسية والبحثية.

9- ترى الرابطة من المفيد لكليات الإعلام والاتصال في الوطن العربي أن تنشئ قاعدة معلومات حول عناوين الأبحاث، وأسماء الباحثين لتسهيل التبادل العلمي والثقافي والمشورة .

ثانيا: في أهداف الرابطة:

أكد المشاركون التزامهم بأهداف الرابطة الأساسية وأصروا على التذكير بها وهي:

1-تأصيل الجانب ألمفاهيمي والمعرفي في مجال علوم الإعلام والاتصال، والمساهمة في مواكبة وتطوير ما يستجد من مصطلحات ومفاهيم وأطر معرفية.

2- أن تكون الرابطة جامعة للأساتذة والباحثين في علوم الاتصال المختلفة، ومشجعة للعمل البحثي المشترك.

3-العمل على تنمية البحث العلمي في مجالات الاتصال وطرق القياس والتحليل لمساعدة المؤسسات الجامعية وطلابها في مراحل الدراسة المختلفة.

4-تنمية ثقافة البحث العلمي وتفعيل دوره بحيث يتم اعتماده والاستفادة من نتائجه في مجالات التخطيط والإدارة المختلفة في القطاعين الخاص والعام في الدول العربية.

ثالثا: آليات عمل الرابطة:

أقر الباحثون المشاركون مجموعة من الآليات لعمل الرابطة وهي:

1-تشجيع النشر العلمي والبحث في الظواهر الإعلامية على مستوى الوطن العربي، الذي يحمل صفات الأصالة والأهمية والصرامة العلمية.

2-الاهتمام بتشجيع النشر باللغات الأجنبية، و بترجمة إصدارات الرابطة إلى لغات متعددة.

3-توسيع مجال البحث إلى ظواهر تتعلق بقضايا اجتماعية مختلفة مثل ثقافة السلام، والتربية ، وتعرض الطفل، وتأثيرات المحمول ، والعنف الإعلامي، والكراهية، والحريات، والاستقصاء الإعلامي لمكافحة الفساد…وغيرها.

4-التشبيك مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العربية المعنية بالإعلام والاتصال والتربية وحريات التعبير، وإشراكها في المشروعات الخاصة بالرابطة أو التعاون معها وبناء جسور تعاون.

رابعا: مشاريع العام المقبل:

أقرت الرابطة المشاريع الآتية للعام المقبل:

1-إنشاء مكتب استشاري يتولى اقتراح مشاريع والتواصل مع جهات الدعم لتطوير العمل البحثي الجماعي في الرابط، بإشراف منسق الرابطة في بغداد د.هاشم حسن التميمي.

2- تنظيم ورش عمل تدريبية إعلامية وبحثية بمشاركة الأساتذة المتخصصين من المجالات المختلفة.

3-عقد المؤتمر الرابع في الجزائر حول محور”الأطر المعرفية (الابستومولوجيا) لعلوم الإعلام والاتصال في الوطن العربي”، في مدينة مستغانم (مبدئيا بانتظار المقترح المفصل)، بإشراف منسق الرابطة في مستغانم د. لعربي بوعمامة.

4- إجراء دراسة ميدانية حول مناهج التدريب في أقسام الكليات في الجامعات العربية أقسام وكليات الإعلام والاتصال. وقد تشكلت لجنة عربية موسعة بإشراف منسق الرابطة في الشارقة د.علاء مكي.

5-تشكيل فرق بحثية ثنائية أو ثلاثية أو أكثر بمتابعة من قبل منسق الرابطة في جامعة بابل د.كامل القيّم.

6-تنظيم ورش عمل متزامنة في عدة دول عربية في شهر آذار المقبل حول “وسائل الاتصال والتوعية الاجتماعية”، بإدارة المنسقين.

وفي الختام يتقدم أعضاء الرابطة، بعظيم الشكر والامتنان إلى الأردن الشقيق، على الحفاوة والكرم وحسن الضيافة، ويخصون بالذكر الجامعة الأردنية، ومعهد الإعلام الأردني، على مشاركته في الورش والأوراق العلمية واللوجستية الأخرى، كما يشكرون جميع الأعضاء من الدول العربية وجامعاتها والذين كانوا بمستوى المهمة والمسؤولية، للخروج بتلك التوصيات والعمل بها. الرابطة سعيدة لهذا المنحى التفاعلي الموسع، وتأمل من الجميع المزيد من الإدماج في الرؤى والاقتراحات والنشر وكسب الأعضاء، لأجل توجيه وتغيير واقع إعلامي وأكاديمي مصاب بالوهن.

نؤكد على إننا أداة تغيير ايجابية، وتشجيع بناء، لربيع بحثي علمي في مجال علوم الاتصال والإعلام، والذي أصبحت تأثيراته منقطعة النظير بحكم الاتساع والفورية والتعدد. كلنا نأمل أننا سنمضي إلى الإمام باتجاه تحقيق التغيير بالعلم والتعليم، فهو الاسمي والأقوى لخطاب عربي إعلامي صحي، خال من الإرهاب والتشدد والطائفية، يحل أهداف التنمية والبناء بالقيم الإنسانية.

15494033_1220665111344785_1514241547_n 15497682_1220665148011448_181941622_n 15571005_1220665188011444_2102384873_n 15571319_1220665081344788_47989139_n 15591702_1220665108011452_425664057_n

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى