أخبار السياحة

جزيرة إيطالية تجذب السياح بتحمل تذاكر الطيران والإقامة

كتب : أحمد نصار 

في ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد”كوفيد19″ في العالم وتكبد بسببها خسائر اقتصادية ضخمة لاسيما القطاع السياحي فقد لجأت جزيرة صقلية الإيطالية إلى حيلة جديدة لاجتذاب السائحين إليها مع اقتراب رفع موعد الحظر الكلي الذي فرضته البلاد لمكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في 4 مايو المقبل.

والحلية تالتي لجأت إليها الجزيرة لجذب أكبر عدد من السياح تمثل في تحملها لنصف تكاليف تذكرة الطائرة مع تحمل تكلفة إقامة ليلة واحدة في الفندق من بين كل 3 ليالي يقضيها السائح بالجزيرة، بحسب ما ذكرته صحيفة “ذا صن” البريطانية.

كما قامت الجزيرة بتخصيص مبلغ نحو 43 مليون يورو لتطبيق ما تعهدت به تجاه السائحين والزائرين لها بعد رفع الحظر المقرر بعد أسبوع ، في وقت بلغت به خسائر الجزيرة التي تعد أحد المقاصد السياحية الهامة في إيطاليا نحو مليار يورو خلال شهري مارس وإبريل مع التوقف التام لحركة الطيران في وقت تحولت به إيطاليا إلى بؤرة لانتشار الوباء في أوروبا.وفقا لموقع العربية

والجدير بالذكر أن السياحة في إيطاليا تمثل نحو 13٪ من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لميوانية الدولة التي تتوقع تبعات اقتصادية كارثية على خلفية انتشار الفيروس على أراضيها وهو ما جعل عجلة الاقتصاد في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو وثامن أكبر اقتصاد بالعالم يتوقف 

كما أن إيطاليا تضم عدة معالم، وأماكن أثرية متنوعة تعود إلى زمن الإمبراطورية الرومانية، وعصر النهضة، كما أنّها تضمّ العديد من المدن السياحية التي تلفت أنظار السياح، ولكلٍّ منها طابعها الخاص؛ إذ تتميّز مدن الشمال بإطلالة جبال الألب الخلابة، في حين تتميز مدن الجنوب بسواحلها الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. هذا وتَضُمّ إيطاليا خمسين موقعاً أثريا مدرَجاً ضمن قائمة مواقع اليونسكو للتراث العالَميّ، ممّا يَجعلها من أكثر دُول العالَم استقطاباً للسيّاح، وتجدر الإشارة إلى أنّ إيطاليا تحتفظ دوماً بمرتبة متقدمة في ترتيب كُبرى دول العالَم السياحيّة، ومؤخرا بحسب تقارير المنظمة العالمية للسياحة لعام 2018. استطاعت إيطاليا أن تحتل المرتبة الخامسة بين الدُّول السياحية في العالَم، والمرتبة الثالثة بين دُول أوروبا؛ إذ زارها نحو 62 مليون زائر.

يعتمد اقتصاد إيطاليا المحلي على السياحة بشكل كبير؛ من خلال استقطاب ملايين السياح بشكل سنوي، مما يساهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية في قطاعات مختلفة أبرزها الفنادق، وخدمات النقل والمواصلات، والأماكن الترفيهيّة؛ الأمر الذي يساعد على نموّ الاقتصاد الإيطالي بشكل عام. ويُسهم دعم قطاع السياحة والاهتمام بالبنية التحتيّة للمُدن السياحيّة في إيطاليا في توفير المزيد من فرص العمل، وبالتالي ارتفاع مستوى دخل أفراد المجتمع الايطالي، إلّا أنّ هناك في المقابل مخاوف من التأثير السلبي للاهتمام المُفرط في تراث المدن السياحية ذات الطابع التراثي الثقافي؛ إذ يعتقد البعض أنّ الهوس للحفاظ على هذه الثقافة التراثية قد يجعل تلك المدن تفتقر إلى أنماط الحياة الحديثة. ومن المهم ذكر أنّ الازدحام الدائم في المدن السياحيّة قد يؤثر على حياة السكّان اليوميّة فيها، وقد يُؤدّي إلى نفور بعض المُقيمين، والشركات الاستثماريّة، ويسهم في رحيلهم.

كما توافد الشباب الأرستقراطيون من شمال أوروبا نحو إيطاليا وبالتحديد جنوب مدينة نابولي -التي تتميز بخليجها وآثارها الرومانية- بهدف التعلم والدراسة فيها، فقد وُفّرت لهم طرق السفر المريحة والسريعة، وكانوا يقيمون في إيطاليا لمدّة ثلاث إلى أربع سنوات، ممّا أدّى إلى توافد المعلمين أيضاً من أنحاء مختلفة إلى إيطاليا، أمّا جنوب البلاد فلم يستقبل العديد من السياح وذلك لنقص الخدمات السياحيّة وعدم توافر طرق السفر المناسبة. انتشرت عدّة أنواع من السياحة في إيطاليا كالسياحة الثقافية مثلاً، إلى جانب السياحة الجبليّة التي تطوّرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر خاصةً في بييمونتي ووادي أوستا، كما كان السياح يقصدون المنتجعات البحرية شتاءً للاستفادة من الخدمات الطبية والصحية المتوافرة فيها، أمّا السياحة الصيفية فقد ازدهرت في أواخر القرن التاسع عشر وخاصةً في توسكانا وساهمت بشكل كبير في اقتصاد البلاد.[٤] تمّ تأسيس مجلس السياحة الحكوميّ الإيطالي عام 1919م، والذي ساهم في جعل إيطاليا وجهةً سياحيةً رئيسيةً، كما شهدت السياحة الجبلية والصيفية تقدّماً ملحوظاً في تلك الفترة، وقد شهدت إيطاليا إقبالاً سياحياً هائلاً من قِبل السياح المحليين والقادمين من خارج البلاد في الفترة ما بين الحربين العالميتين، ففي عام 1934م حصلت إيطاليا على المركز الثالث من حيث واردات السياحة المالية. اشتهرت دول سياحية أخرى كإسبانيا ويوغسلافيا واليونان وتركيا في الفترة ما بين 1966م إلى 1974م ممّا أدّى إلى تناقص أعداد السياح القادمين إلى إيطاليا من الخارج، إلّا أنّ بعض السياسات الاقتصادية دعمت السياحة الداخلية التي نمت بشكل ملحوظ في تلك الفترة خاصةً في المناطق الساحلية والمنتجعات الجبلية، أمّا السياحة الثقافية فقد نمت بشكل ملحوظ خلال السنوات العشرين الماضية، وتُعتبر من أهم أنواع السياحة في إيطاليا في الوقت الحالي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى