كتاب مجلة السياحة العربية

خلال ندوة مرور 175 عاما على ميلاد الشاعر الكازاخي “آباي” .. إيساغالييف: ترجمة أعماله إلى 10 لغات و500 فعالية عالمية

كتب/ د. عبدالرحيم عبدالواحد

كشف سعادة/ أرمان إيساغالييف، السفير الكازاخي لدى القاهرة عن العديد من البرامج والندوات واللقاءات المحلية والاقليمية والدولية التي يصل عددها إلى 500 فعالية، احتفالا بالذكرى الـ 175 لميلاد الشاعر الكازاخي العظيم آباي قونانباي، وقال خلال ندوة عقدت عبر الإنترنت ليلة أمس، إن الاتجاه الأبرز الآن هو ترجمة أعمال الشاعر العظيم آباي ونشرها بعشر لغات عالمية، وعلى وجه الخصوص، ستتم ترجمة أعمال آباي إلى العربية والإنجليزية واليابانية والإسبانية والإيطالية والصينية والألمانية والروسية والتركية والفرنسية، حيث يعمل علماء مصريون وكازاخ على ترجمة أعمال آباي إلى اللغة العربية، ومن بينهم الاستاذ الدكتور/ خالد السيد غانم مدير عام الادارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الاوقاف المصرية والاستاذ الدكتور / إختيار بالتوري عميد كلية الاستشراق بجامعة الفارابي و الاستاذ الدكتور/ كورمنغازي ساديبتيف الاستاذ في الجامعة المصرية للثقافة الاسلامية نور- مبارك والاستاذ الدكتور/ محمد رياض الاستاذ في جامعة اسوان، ومديرة هذا المؤتمر الأستاذة / رابعة توليباي. بالإضافة إلى الاديب والصحفى الفلسطيني المعروف وصديق كازاخستان الدكتور / عبد الرحيم عبد الواحد، الذى يبذل جهودًا ضخمة، ولا يزال في الترويج لكازاخستان في العالم العربي، منذ عقد من الزمان تقريبا.

وأضاف السفير أرمان :يُعد آباي علامة مُشرِقة فى تاريخنا كفيلسوف وشاعر ومترجم ومُلحّن ومؤسس للأدب الوطني الكازاخي الحديث. فعندما نقرأ قصائده وأغانيه وكلماته التنويرية، نشعر بالروح الوطنية بوضوح، كما تعكس أعماله شكل وطبيعة حياة السهوب وكذلك مفردات وصور الإيمان وعمق وقوة اللغة التي يستخدمها هذا الشاعر العظيم. ولذلك، تعبر أعماله المتنوعة عن ظواهر فكرية وثقافية وإجتماعية فريدة مع مرور الزمن، مما أكسبها وبجدارة وصف ما أُطلق عليه “عالم آباي”.
واستشهد السفير بما قاله الرئيس الأول لكازاخستان وزعيم الأمة الكازاخية نورسلطان نزارباييف متحدثا عن قيمة تراث آباي: “على الرغم من حقيقة أن العالم قد تغير، فلم يفقد الناس اهتمامهم بـ آباي. ومع كل عصر جديد يتم اكتشاف جوانب جديدة لعظمته وتظهر إبداعاته بألوان مختلفة. سيعيش آباي دائما معنا. وسيظل لقرون يدعو شعبه وبلاده إلى تحقيق آفاق وإنجازات جديدة”.
كما أشار إلى ما قاله رئيس كازاخستان قاسم-جومارت توقاييف، الذي وصف إرث الشاعر الكبير ونشر رأيه حول أهمية أعمال آباي في مقالته الرائعة بعنوان “آباي وكازاخستان في القرن الحادي والعشرين” والتي ترجمها إلى اللغة العربية صديقنا المترجم السورى الكبير الاستاذ /عماد طحينة، وهو موجود بيننا اليوم. وتم نشر ترجمة مقالة الرئيس توقاييف في وسائل الإعلام العربية المختلفة. وأشار الرئيس الكازاخي فى مقالته أنه يمكن لجميع الدول المُتحضرة أن تفتخر بشخصياتها التاريخية البارزة مثل السياسيين ورجال الدولة والشخصيات العامة والقادة العسكريين وكذلك الكتاب والشعراء والفنانيين والمثقفين. وكما يعتقد الرئيس، يمكن للشعب الكازاخي أيضًا تسمية مجموعة كاملة من أبرز ممثليه فى كافة المجالات، وسيحتل آباي بلا شك مكانة مميزة بينهم.
وأضاف:يمكن أيضًا تتبع تفرد أفكار آباي في آرائه الدينية حين قال: “إن الله وكلمته حق، لكننا لسنا أحرارًا في عدم تصديق الحقيقة”. من الواضح أنه توصل إلى مثل هذه الاستنتاجات بعد بحث ودراسة متأنية لأعمال فلاسفة الشرق والغرب. وتتجلى آراءه الدينية بالكامل في كلماته التنويرية، التي تحمل عنوان “اقوال اباي”.

وأضاف السفير:إن العلماء والفلاسفة المتخصصين فى الدين والذين قيّموا التراث الروحي لـ آباي، يولون اهتمامًا خاصًا بمفهومه عن “المسلم المثالي”، حيث لا ينطبق هذا المفهوم على الشعب الكازاخي وحده، ولكن أيضًا على كل مسلم فى العالم. فقد اكتسب الحكيم آباي شهرته الواسعة فى العالم بفضل معتقداته الدينية.

وقال:سيكون من المفيد والمناسب القيام بالدعاية لأفكار آباي. حيث أن مسار حياته وعمله المثاليين لا يُعد مثالا للشعب الكازاخي فحسب، ولكن للعالم بأسره. إن أفكار آباي العميقة حول الإنسان والمجتمع والعلم والدين والعادات والطبيعة وكذلك معتقداته حول الدولة والسلطة والعلاقات لا تفقد أهميتها حتى بعد قرون. فتراث آباي يعتبر بمثابة الغذاء الروحي للبشرية جمعاء.

وأوضح:لقد قدم آباي إسهامات رائدة لا تقدر بثمن إلى الأدب العالمي، حيث كان إعلان منظمة اليونسكو اعتبار عام 1995 عاما لـ آباي فى جميع أنحاء العالم اعترافا عالميا بموهبته وخدماته للبشرية وكذلك تكريما لذكرى مرور 150 عاما على ميلاده. وفى هذا العام أقامت أكثر من خمسة وعشرين دولة حول العالم احتفالات مخصصة لذكرى آباي.

وكشف السفير أرمان أيضا قائلا بأن هذا العام واحتفالا بالذكرى الـ 175 لميلاد آباي يتم تنظيم أكثر من 500 فعالية على المستويات المحلية والاقليمية والدولية. هذا الشهر سيتم في مدينة “سيمي” وبالتعاون مع منظمة اليونسكو، تنظيم مؤتمر علمي وعملي دولي بعنوان “تراث آباي والروحانية العالمية” والذي سيصبح المؤتمر الرئيسي في سلسلة الاحتفالات اليوبيلية بذكرى الشاعر العظيم. كما تستضيف مدينة نور-سلطان عاصمة كازاخستان في شهر أكتوبر القادم مؤتمرًا دوليًا بعنوان “آباي وقضايا تحديث الوعي”. وسوف تتطرق هذه الفعاليات بشكل شامل إلى شخصية آباي وتراثه، وإمكانية استغلال ابداعاته لصالح كازاخستان المعاصرة في القرن الحادي والعشرين.
كما أن المجال الفني ليس بمَعزل عن هذه الاحتفالات، فقد تم تصوير عدة أفلام وثائقية ومسلسل تلفزيوني بعنوان “آباي” حول حياة وتراث الشاعر ودوره في تطوير الثقافة الكازاخية. كما يتم تنظيم عروض مسرحية ومهرجانات موسيقية مُكرّسة للاحتفال بذكرى آباي على المستويين المحلى والدولي. بالإضافة إلى ذلك ستكون المسابقات هذا العام مخصصة لإبداعات آباي. وسوف تسمى جائزة الدولة لأفضل الأعمال في مجال الأدب والفن بـ “جائزة آباي”.

وقال السفير أرمان مشيدا بدور مصر الرائد في هذا المجال: يُثلِج صُدُورِنا أن مصر الشقيقة دائما ما تُساهم إسهاما لا يُقدر بثمن في تعميم تراث الشاعر الكبير، ففى القاهرة وتحديدا فى حى المعادي، حيث كانت تقع سفارة كازاخستان فى الماضي، تم تسمية أحد الشوارع باسم “آباي” عام 1998. كذلك تم تسمية الكثير من الشوارع باسم آباي فى العديد من مدن العالم ومن بينها باكو، وطشقند، وبيشكيك، وكييف وبرلين وغيرها من المدن.
وقال: وفى أكتوبر عام 2016، أقيم فى وسط القاهرة بحديقة الحرية التى ترمز إلى الصداقة بين الشعوب، نصب تذكاري رائع للشاعر الكبير آباي، حيث قدم محافظ القاهرة السابق الدكتور عاطف عبد الحميد الدعم الكبير لإقامة هذا النصب التذكاري. كما كان صديق كازاخستان الدكتور حسين الشافعي من أوائل المتحمسين لفكرة تدشين نصب تذكاري لـ آباي وتولى كافة المسائل المتعلقة بتمويل هذا المشروع. أما صانع التمثال فهو الدكتور/ أسامة السِيروي النحّات الشهير فى مصر والعالم، والذى استطاع بمهارته الفائقة تصميم تمثال آباي. وبهذا الشكل فقد أصبح آباي، متواجدا يشار إليه بالبنان فى مصر المحروسة.

واضاف السفير في حديثه: إلى جانب القاهرة، فقد أقيمت تماثيل للشاعر آباي فى العديد من عواصم العالم ومن بينها موسكو، وطشقند، وبكين، وإسطنبول وبودابست وغيرها الكثير والكثير. وفى هذا العام جرى تنظيم تحدي رائع على شبكة الإنترنت لقراءة أعمال آباي. وما يثير سعادتنا وسرورنا أن العديد من أصدقائنا المصريين قد دعموا هذه المبادرة وشاركوا فيها. حيث قام العديد من العلماء ورجال الأعمال والصحفيين والمترجمين والطلاب بقراءة أشعار آباي على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار شهور عديدة، حيث شاركوا بأبيات من قصائده وعبارات من كلماته التنويرية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى