أخبار عربية وعالمية

الناشر publisher كلمة سعادة السفير لياو ليتشيانغ حول القمه العربية الصينيه الأولي والتي ألقاها في مؤتمر صحفي عالمي بالقاهرة

وكالات_السياحة العربية

كلمة سعادة السفير لياو ليتشيانغ في الإحاطة الإعلاميةالسيدات والسادة والأصدقاء من الصحافة،

صباح الخير!

أولا، يطيب لي أن أرحب بجميع الضيوف الكرام لحضور هذه الإحاطة الإعلامية عن القمة الصينية العربية الأولى بتنظيم سفارتنا. وأشكركم على مساهمتكم الكبيرة في دفع الصداقة الصينية المصرية والصينية العربية.

بعد نجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، تتقدم دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية بخطوات واسعة وكتبت آيات عصرية جديدة. بين يومي 7 و10 ديسمبر، حضر الرئيس شي جينبينغ القمة الصينية العربية والقمة الصينية الخليجية في الرياض، كما قام بزيارة الدولة للسعودية.

قبل نهاية هذا العام، بعد إكمال الرئيس شي جينبينغ رحلته إلى جنوب الشرق آسيا، لدفع الحوكمة العالمية وتخطيط التعاون الإقليمي، بدأ رحلته التاريخية إلى الشرق الأوسط، لفتح عصر جديد للتنمية الشاملة والعميقة للعلاقات الصينية الخليجية والصينية العربية والصينية السعودية. 

كما شهدتم في الفيديوهات والأخبار، خلال الزيارة، عقد الرئيس شي جينبينغ خلال نهارين و3 ليالي لقاءات مع قادة 20 دولة عربية وهي أكبر حملة دبلوماسية وأرفعها مستوى تقيمها الصين منذ تأسيسها، وممارسة جديدة لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية بعد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني. لقيت هذه الزيارة اهتماما بالغا من الرأي العام الصيني والدولي، ويعتقد الكثيرون أن حضور الرئيس شي للقمم الصينية العربية والخليجية والسعودية اختراقا هما آخر للدبلوماسية الصينية، يعكس خيار الجانبين الصيني العربي الاستراتيجي لتعزيز التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الكونية، ويفتح آفاقا تاريخية جديدة للعلاقات الصينية العربية، وسيؤثر بكل التأكيد على الأوضاع الدولية والإقليمية. خلاصة القول، إنها زيارة يربط بين الماضي والمستقبل، تهدف إلى تطوير العلاقات التقليدية الصينية العربية والخليجية والسعودية، وفتح عصر جديد للعلاقات بين الصين والعالم العربي ودول الخليج والمملكة العربية السعودية. 

في السنوات الأخيرة، تتطابق خطوات الصين نحو جهتها الغربية وخطوات الدول العربية نحو الشرق، والمعاناة التاريخية المتشابهة وحلم التنمية المتشابه والثقة والدعم المتبادل يرسخ عزيمة الجانبين على التعاون. أصدرت الصين قبل هذه الزيارة “تقرير التعاون الصيني العربي في العصر الجديد”، الذي يعكس بشكل شامل وحيوي الرغبة الشديدة لدى الجانبين في زيادة تعزيز التضامن والتعاون والعمل سويا على التنمية المشتركة، فجاءت القمة الصينية العربية بشكل طبيعي وفي الوقت المناسب.

في يوم 9 ديسمبر، حضر الرئيس شي جينبينغ القمة الصينية العربية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي وغيرهما من قادة 21 دولة عربية والأمين العام أحمد أبو الغيط، وألقى فيها كلمة مهمة بعنوان “تكريس روح الصداقة الصينية العربية على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد”، حيث استعرض تاريخ التواصل الودي بين الجانبين، ولخص روح الصداقة الصينية العربية التي يتطور لآلاف سنين وتتجدد مع مر التاريخ، مشيرا إلى أن التضامن والتآزر سمة واضحة للصداقة الصينية العربية، والمساواة والمنفعة المتبادلة قوة لا تنضب لهذه العلاقة، والشمول والاستفادة المتبادلة القيم المشتركة لهذه العلاقة. طرح الرئيس شي، وفقا لتغيرات العصر والوضع، إقامة المجتمع الصيني العربي الأوثق للمستقبل المشترك، وحدد الطريق الجديد لإقامة هذه المجتمع، وقام بالتصميم من أعلى مستوى للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، الأمر الذي يتماشى مع الإرادة والحاجات المشتركة للجانبين، ولقى تجاوبا حارا لدى قادة الحضور. وقالوا إن العلاقات العربية الصينية قائمة على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. تولي الدول العربية اهتماما بالغا لإنجازات الصين العزيمة ودورها المهمة على الساحة الدولية، وتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين أمر يخدم في تحقيق العدالة والإنصاف وصون السلم والتنمية العالميين وتحقيق المطالب المشتركة لشعوب الجانبين بشكل أفضل.

أصدر الجانبين “إعلان الرياض للقمة الصينية العربية الأولى”، واتفقا على بذل جهود قصوى لبناء مجتمع صيني عربي مشترك المستقبل للعصر الجديد، وتعزيز التضامن والتعاون الصيني العربي، تبادل الدعم والتأييد لتحقيق نهضة الأمتين، وترسيخ السلام والتنمية الإقليميين، والحفاظ على الإنصاف والعدالة الدولية، بما يسهم في بناء مجتمع مشترك المصير للبشرية. يؤكد “الإعلان” على ضرورة الالتزام بمبدأ الصين الواحدة ودعم مواقف الصين وهمومها بشأن القضايا المتعلقة بتايوان وهونج كونج وشينجيانغ، والاستيعاب الكامل لمبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة تكريس اقيم المشتركة للبشرية وغيرها من مبادرات الصين الهامة. كما أصدرت القمة “الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية” و”وثيقة تعميق الشراكة الإستراتيجية العربية – الصينية للسلام والتنمية”، إضافة إلى عديد من الاتفاقيات المبرمة بين الجهات الصينية المختصة وبين الجانب العربي والأمانة العامة لجامعة العربية في مجالات “الحزام والطريق” والطاقة والغذاء والاستثمار والأخضر والأمن والفضاء. تعكس هذه الإنجازات المثمرة التوافق استراتيجي الكبير بين الجانبين الصيني والعربي فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية الهامة، وتبشر الإمكانات الكبيرة والآفاق الرحبة للتعاون الثنائي في المستقبل.

يشكل عدد سكان الصين والدول العربية حوالي ربع إجمالي سكان العالم، وكأعضاء مهمين في الدول النامية وقوى مهمة على الساحة الدولية، وصاحب حضارتين كبيرتين، فإن القمة الصينية العربية الأولى تكتسب أهمية دولية كبيرة والتأثير التاريخي خارج النطاق الثنائي والإقليمي، وتدل على إمكانية تامة للاستفادة المتبادلة والتسامح والازدهار المشتركة بين البلدان ذات الخلفية الثقافية والأنظمة الاجتماعية المختلفة في المناطق المختلفة. وفي ظل التغيرات الكبرى غير المسبوقة منذ قرن، إن تكاتف الصين والدول العربية لبناء مجتمع المستقبل المشترك سيضخ قوة إيجابية هائلة لتدعيم السلام والتنمية والعدالة والتقدم للبشرية. 

وفي نفس اليوم، عُقدت القمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون الخليجي بمشاركة الرئيس الصيني وقادة دول الخليج، حيث قررت ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة مهمة وتبادل وجهات النظر مع قادة دول الخليج حول العلاقات الصينية الخليجية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. القمة إقامة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي. وأجمع قادة دول الخليج على أن الجانبين الصيني والخليجي متشابهان في الرؤية والمفهوم، والعلاقات بينهما خير دليل على التفهم والثقة المتبادلة، إيمانا بأن ازدهار الصين المستمر سيوفر فرصا أكثر للعالم، ويسعي جميع دول الخليج إلى تعزيز التعاون مع الصين، ودفع الحوكمة العالمية نحو الإنصاف والعدالة الأكثر، وتقديم إسهامات لتدعيم السلام والتنمية في المنطقة. 

أصدرت القمة “البيان المشترك للقمة بين جمهورية الصين الشعبية ومجلس التعاون الخليجي”، واعتمدت “خطة العمل للحوار الاستراتيجي بين جمهورية الصين الشعبية ومجلس التعاون الخليجي بين عامي 2023 و2027″، الذي يضع تخطيطات بشأن التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في مجالات مختلفة. 

في 8 ديسمبر، أجرى الرئيس شي جينبينغ محادثات مع ولي العهد رئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان، واجتمع مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشكل معمق حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. تعد زيارة الدولة هذه إلى المملكة العربية السعودية أول زيارة يقوم بها الرئيس شي جين بينغ إلى دولة في الشرق الأوسط بعد الانعقاد الناجح للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني وزيارته الثانية إلى المملكة بعد ست سنوات، بما يدخل العلاقات الصينية السعودية إلى مرحلة جديدة من التطور، ويرسي نموذجا للاحترام المتبادل والمساواة والتعاون والكسب المشترك بين الصين والعالم العربي، ويؤثر إيجابيا على بناء مجتمع مشترك المصير للبشرية وبناء العلاقات الدولية من نوع جديد.

أعتقد أن الأصدقاء المصريين لاحظوا أيضًا أنه في 8 ديسمبر التقى الرئيس شي جينبينغ بالرئيس السيسي في الرياض. يعد هذا الاجتماع اللقاء الثاني بين رئيسي البلدين هذا العام، حيث أجرى الجانبان تبادلات معمقة حول سبل تعزيز التعاون الصيني المصري في مختلف المجالات في ظل الوضع الحالي، بما أضفي قوة قوية إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وحدد اتجاها للتطور المستقبلي للعلاقات الصينية المصرية.

اختتمت جولة الرئيس شي جين بينغ إلى الشرق الأوسط بنجاح ووضعت نهاية رائعة للدبلوماسية الرئاسية في هذا العام. في السنوات العشر من التغييرات الكبيرة، كان ينظر الرئيس شي إلى تطور العصر بنظرة ثاقبة، واستجاب للاهتمامات المشتركة لشعوب العالم، وطرح حلولًا للمشاكل التي تواجهها البشرية جمعاء، وحدد اتجاه التقدم للعالم الفوضوي، الأمر الذي يجسد طموحته ونظرته العالية كالرئيس لدولة كبيرة. بفضل التخطيط والتوجيه الشخصي للرئيس شي جين بينغ، فتحت دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية باستمرار آفاقًا جديدة في مواجهة التغيرات العالمية، وحققت إنجازات شاملة ورائدة.

الآن، أنا مستعد للإجابة على أسئلتكم.

السؤال الأول:

ج: تاريخيا، تتألق الحضارة الصينية والحضارة العربية في طرفي قارة آسيا، وتواصل الجانبان في طريق الحرير القديم، وتشاركا السراء والضراء في نضال التحرر الوطني وتعاونا في تيار العولمة الاقتصادية، وتمسكا بالمسؤولية الأخلاقية في ظل التغيرات الدولية، مكتبا سويا آيات رائعة للتلاحم والاستفادة المتبادلة والمساعدة المتبادلة. في العقد الماضي، دخلت العلاقات الصينية العربية العصر الجديد، وحققت سلسلة من الإنجازات النموذجية والاختراقية.

أقامت الصين مع الدول العربية ككل علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والمتجهة نحو المستقبل، وأقامت الشراكة الاستراتيجية أو الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع 12 دولة عربية، ووقعت وثائق “الحزام والطريق” مع 20 دولة عربية. في المقابل، أعربت 17 دولة عربية دعمها لمبادرة التنمية العالمية، وأصبحت 15 دولة عربية عضو بنك AIIB، وشاركت 14 دولة عربية في مبادرة التعاون الصيني العربي لأمن البيانات. تدعم الدول العربية بثبات مبدأ الصين الواحدة، وتدعم المصالح الجوهرية للصين. في المقابل، تدعم الصين جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، وتدعم الدول العربية بثبات ودوام فيما يتعلق بقضية فلسطين.

تعاون الجانبان في بناء الكثير من المشاريع الكبيرة، مثل منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، والسكة الحديدية في العاشر من رمضان، ومنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بالسويس، والجامعة الكبيرة بالجزائر وإستاد لوسيل بقطر ومقر البنك المركزي بالكويت، وسد المروي ومشروع أعالي عطبرة بالسودان، أصبحت هذه المشاريع رموزا مميزة للصداقة الصينية العربية. كما أقامت الصين 20 معهد كونفوشيوس وفصلين كونفوشيوس في الدول العربية، وفي الصين أكثر من 40 جامعة لها تخصص اللغة العربية، التي تكوّن كفاءات كثيرة للصداقة الصينية العربية. في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، أقام الجانبان على التوالي 17 آلية التعاون، وعملا على توسيعها وإثراء مقوماتها، الأمر الذي يدفع بقوة التطور الشامل والمزدهر للعلاقات الصينية العربية، وجعلها نموذجا للتضامن بين الدول النامية.

فيما يتعلق بالتجارة الصينية العربية. في عام 2021، بلغ الاستثمار المتبادل المتراكم 27 مليار دولار، بزيادة 2.6 ضعف مما كان عليه قبل 10 سنوات، وبلغ حجم التجارة الصينية العربية 330 مليار دولار، بزيادة 1.5 ضعف مما كان عليه قبل 10 سنوات. في الفصول الثلاثة الأولى لهذا العام، بلغ حجم التجارة 319 مليار و295 مليون دولار، بزيادة 35% على أساس سنوي، ويقارب الحجم الإجمالي العام الماضي. قد وقعت الصين مع 20 دولة عربية والجامعة العربية على وثائق “الحزام والطريق”، وبين الجانبين أكثر من 200 مشروع كبير في مجالات الطاقة والبنية التحتية، ونتائجها تفيد مليارين نسمة من الجانبين.

في التعاون لمكافحة الجائحة، بعد اندلاع جائحة كورونا، أجرى الجانبان التعاون الفعال في تطوير واستخدام اللقاح والوقاية والسيطرة المشتركة للجائحة وتقاسم الخبرات والأدوية، بما ينصب نموذجا يحتذى به في التعاون العالمي لمكافحة الجائحة، ويصبح صورة حية للمستقبل المشترك للجانبين الصيني والعربي. في هذا السياق، أرسلت الصين ما يقارب 100 خبير طبي والفرق الطبية إلى الدول العربية، وأجرت مع الإمارات والبحرين أول تجربة سريرية للمرحلة الثالثة للقاحات المعطلة، وتعاونت مع مصر في بناء أول خط الإنتاج المشترك للقاح كورونا في إفريقيا. لغاية أكتوبر الماضي، قدمت الصين ما يزيد عن 340 مليون جرعة من اللقاح إلى الدول العربية.

خلال زيارة الرئيس شي في الرياض لحضور القمة وزيارة السعودية، عقد لقاءات مكثفة مع قادة 20 دولة عربية للتحدث عن الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون والأوضاع الدولية، الأمر الذي يظهر صورة الرئيس شي كزعيم دولة كبيرة وحزب كبير المهتم بالوفاء والصداقة والعدالة والأخلاق. من جانبهم، هنأ قادة الدول العربية الرئيس شي بنجاح المؤتمر الوطني الـ20، وبإعادة انتخابه الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني. يؤكد كافة الأطراف على التزامها الثابت بمبدأ الصين الواحدة، ودعمها لجهود الصين في الحفاظ على مصالحها الجوهرية، وعزمها على الوقوف مع الجانب الصيني بثبات. قال الكثير من القادة العرب إن الصين تلتزم بموقف عادل في المناسبات الدولية، ومبادراتها مفعمة بالعناية الإنسانية والمفاهيم المتقدمة، وإجراءاتها الهامة تخدم السلم والأمن الدوليين والتنمية المشتركة لدول العالم، فمن الطبيعي للدول العربية الانضمام إليها.

قد أثبتت الحقائق أن الصين وقفت إلى الجانب الصحيح للعالم وسلكت الطريق المستقيم للبشرية، ولا تسعى إلى تشكيل دائرة جيوسياسية ضيقة ولا تحسب مصالحها الجيوسياسية الأنانية، وتتعامل مع الدول العربية بصدق وإخلاص والأخلاق، الأمر الذي لقي دعما حقيقيا وترحيبا واسعا من دول المنطقة. قال الكثير من القادة إن التعاون مع الصين لا سقف له. كما قال الرأي العام الدولي إن الصين والدول العربية تحترم بعضهما البعض ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للجانب الآخر، وترفضان الهيمنة والمواجهة الأيديولوجية، وهو أهم توافق بين الجانبين، وأعز الكنوز للعلاقات الصينية العربية. تتعاون الصين مع الدول العربية ليست بهدف ملء الفراغ، بل من أجل المصلحة المشتركة. في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ قرن، إن التعاون في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك سيضخ بالتأكيد قوة إيجابية وجبارة للحفاظ على السلام والتنمية المشتركة والعدالة والإنصاف والسعي وراء التقدم.

السؤال الثاني:

ج: أشار المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي عُقد بنجاح في أكتوبر الماضي إلى أن الصين تلتزم دائمًا بمقاصد سياستها الخارجية المتمثل في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وبتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وأوضح أهمية مجتمع مصير مشترك للبشرية وجوهره  وسبل تحقيقه. يوضح مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية رؤية دبلوماسية الصين تجاه العالم، ويستجيب المطالب المشتركة لشعوب البلدان في السلام والتنمية والتعاون، ويحدد المسار الأساسي لحل المشاكل العالمية، ويصبح راية تقود اتجاه العصر واتجاه البشرية.

في الوقت الحاضر، يدخل العالم إلى فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، وتحدث تغييرات جديدة وعميقة في الشرق الأوسط. إن رغبة الشعوب العربية في السلام والتنمية أكثر إلحاحًا، ودعوتُها إلى الإنصاف والعدالة أقوى. كشركاء استراتيجيين، يجب على الصين والدول العربية تكريس روح الصداقة وتعزيز التضامن والتعاون وبناء مجتمع صيني عربي أوثق ذي مستقبل مشترك، بما يعود بالنفع على شعوب الجانبين بشكل أفضل، ويدعم قضية التقدم البشري. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس شي جين بينغ أوضح في القمة الصينية العربية أربعة مسارات لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك:

الأول، التمسك بالاستقلالية وحماية المصالح المشتركة. تدعم الصين الدول العربية في استكشاف مسار التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية بشكل مستقل، والتمسك بمستقبلها ومصيرها بأيديها، وترغب في تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع الجانب العربي، وتثبيت الدعم المتبادل في حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وكرامة الأمة. يتعين على الجانبين الالتزام بشكل مشترك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وممارسة التعددية الحقيقية وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية الغفيرة.

الثاني، التركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون المربح للجانبين. من الضروري تعزيز الالتحام في استراتيجيات التنمية وبناء “الحزام والطريق” بجودة عالية. يجب تعزيز التعاون التقليدي في الاقتصاد والتجارة والطاقة وبناء البنية التحتية، وتقوية نقاط النمو الجديدة مثل مجال الأخضر وانخفاض الكربون والرعاية الصحية والاستثمار والتمويل، واستكشاف مجالات جديدة مثل الفضاء والاقتصاد الرقمي والاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما يمكننا من مواجهة تحديات متعلقة بالأمن الغذائي وأمن الطاقة. إن الصين على استعداد للعمل مع الجانب العربي لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ودفع تعاون الجنوب الجنوب لتحقيق التنمية المستدامة.

الثالث، الحفاظ على السلام الإقليمي وتحقيق الأمن المشترك. تدعم الصين الجانب العربي في استخدام الحكمة العربية لدفع التسوية السياسية للقضايا الساخنة والمستعصية، وبناء هيكل أمني مشترك وشامل وتعاوني ومستدام في الشرق الأوسط. تحثّ الصين المجتمع الدولي على احترام سيادة شعوب الشرق الأوسط وعلى توفير قوة إيجابية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ترحب الصين بمشاركة الدول العربية في مبادرة الأمن العالمي، مستعدة لمواصلة الإسهام بالحكمة الصينية في تعزيز السلام والأمان في الشرق الأوسط.

الرابع، تعزيز التبادلات الثقافية وترسيخ التفاهم والثقة. يجب توسيع التبادلات بين الأفراد وتعميق التعاون الإنساني والثقافي، والقيام بتبادل الخبرات في الحكم والإدارة. ويجب أن نعارض بشكل مشترك “الإسلاموفوبيا”، وأن نقوم بالتعاون في مكافحة التطرف، ونعارض ربط الإرهاب بمجموعات عرقية معينة وديانات معينة. يجب تكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، بما يخلق قدوة للتبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات في العصر الجديد.

خلال هذه القمة، اتفقت الصين والدول العربية على بذل كل جهد لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد، والذي يعد علامة فارقة في العلاقات الصينية العربية. إن الصين مستعدة لاتخاذ هذه القمة كنقطة انطلاق جديدة والعمل مع الجانب العربي للمضي قدما بروح الصداقة وفتح آفاق أوسع للتعاون الصيني العربي، وخلق مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الصينية العربية!

السؤال الثالث:

ج: يسعدنا أن نرى أن هذه القمة قررت بذل قصارى الجهود لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الموجه نحو العصر الجديد، ووضع “خطة للتعاون الشامل بين الجانبين الصيني والعربي”، مما رسم خطوطا عريضة لمستقبل العلاقات الصينية العربية. كالخطوة الأولى لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وتنفيذ هذه الخطة، في 3-5 سنوات المقبلة، تحرص الصين على العمل مع الجانب العربي لدفع “الأعمال الثمانية المشتركة”، التي تشمل تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار.

أولا، العمل المشترك لتدعيم التنمية. ستناقش الصين مع الجانب العربي تنفيذ ما مجموعه 5 مليارات يوان من مشاريع المساعدة في مجال التعاون الإنمائي، وإدراج 30 مشروعا عربيا مؤهلا في قائمة المشاريع لمبادرة التنمية العالمية؛ وتقديم القروض والدعم الائتماني للجانب العربي في مجالات القوى الإنتاجية والبنية التحتية والطاقة والمالية الخضراء، ودعم بنك AIIB للاستثمار بشكل أكبر وبجودة أعلى وتكلفة أقل وأكثر استدامة للبنية التحتية للجانب العربي؛ وإعطاء معاملة صفر الرسوم الجمركية لـ98% من المنتجات من الدول العربية أقل نموا؛ تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار لفلسطين واليمن ولبنان وسوريا؛ السعي لرفع حجم التجارة بين الجانبين إلى 430 مليار دولار في عام 2027.

ثانيا، العمل المشترك في الأمن الغذائي. تحرص الصين على مساعدة الدول العربية لرفع مستوى الأمن الغذائي، ورفع القدرة الإنتاجية الزراعية المتكاملة؛ العمل على بناء 5 مختبرات مشتركة للزراعة الحديثة، وإجراء 50 مشروعا نموذجيا للتقنيات الزراعية وإرسال 500 خبير زراعي إلى الجانب العربي، للمساعدة في زيادة إنتاجية الحبوب وتقليل الفاقد في الحصاد والتخزين ورفع الإنتاجية الزراعية؛ وإقامة “الممر الأخضر” لاستيراد المنتجات الزراعية العربية العالة الجودة.

ثالثا، العمل المشترك في مجال الصحة. تحرص الصين على العمل المشترك مع الجانب العربي على بناء مركز التعاون التكنولوجي للصحة العامة وائتلاف التعاون لابتكار وتطوير اللقاحات، وتطبيق 5 مشاريع التعاون في مجال الطب والأدوية الصينية في الدول العربية، ومواصلة إرسال الفرق الطبية إلى الدول العربية، وإجراء 2000 عملية جراحية مجانية لمرض الساد، وتوفير الخدمات الطبية عن بعد للمواطنين العرب.

رابعا، العمل المشترك للتنمية الخضراء والابتكار. تحرص الصين على العمل مع الدول العربية لبناء عدة المراكز الدولية للبحوث في الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي، وتنفيذ 5 مشاريع التعاون بين الجنوب والجنوب لمواجهة التغير المناخي؛ واستخدام أقمار صناعية فونغيون للأرصاد الجوية والمركز العالمي للأرصاد الجوية ببكين لدعم الجانب العربي في الوقاية من الكوارث والتقليل من تأثيرها؛ تحرص الصين على إقامة المركز الصيني العربي لتدعيم التطبيق لنظام بيدو، بما يقدم خدمة جيدة في المواصلات والزراعة الدقيقة والبحث والإنقاذ؛ بناء دفعة من المختبرات المشتركة ومراكز البحث والتطوير في مجالات الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا التنمية الخضراء والمعلوماتية والاتصالات والمعلومات الفضائية، وتوفير 300 تكنولوجيا متقدمة وقابلة للتطبيق للجانب العربي.

خامسا، العمل المشترك في مجال أمن الطاقة. تحرص الصين على بناء المركز الصيني العربي للطاقة النظيفة، ودعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية التي تتجاوز السعة المركبة 5 ملايين كيلوواط، والتعاون مع الجانب العربي في البحث والتطوير في مجال الطاقة، وتعزيز التنسيق السياسي، والدفع بإقامة منظومة الحوكمة العالمية للطاقة التي تقوم على العدالة والإنصاف والتوازن وتفيد الجميع.

سادسا، العمل المشترك في الحوار بين الحضارات. ستدعو الصين ألف الشخصية السياسية والبرلمانية والإعلامية والفكرية العربية لزيارة الصين؛ ودفع التعاون بين 500 شركة صينية عربية في مجالي الثقافة والسياحة، وتكوين 1000 كفاءة عربية في هذين المجالين؛ وتنفيذ مع الجانب العربي مشروع الترجمة المتبادلة لمائة كتب كلاسيكية و50 برنامجا بصرية وسمعية؛ ومواصلة الجهود لتطوير مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية وتعزيز الحوار بين الحضارات وتبادل خبرات الحكم والإدارة.

سابعا، العمل المشترك في تأهيل الشباب. ستقيم الصين منتدى تنمية الشباب الصينيين والعرب، وإطلاق “برنامج 10+10 للتعاون بين الجامعات الصينية والعربية”؛ دعوة 100 عالم عربي شاب لزيارة الصين للبحوث العلمية، ودعوة 3000 شاب عربي للمشاركة في الفعاليات الثقافية الصينية ودعوة 10 آلاف كفء عربي للمشاركة في التدريبات التخصصية في مكافحة الفقر والصحة والتنمية الخضراء؛ الدفع بإقامة المزيد من ورشة عمل لوبان في الدول العربية.

ثامنا، العمل المشترك للأمن والاستقرار. ستعزز الصين الحوار الاستراتيجي مع الجهات الدفاعية والجيوش العربية، وتواصل بين مختلف الأسلحة والمعاهد العسكرية، وتعميق التعاون في الأمن البحري وعملية حفظ السلام والتقنيات التخصصية، وتوسيع المناورات والتدريبات المشتركة وتكوين الكفاءات؛ تدريب 1500 كفء في مجالات الشركة الذكية والأمن السيبراني؛ والعمل المشترك على تنفيذ “مبادرة التعاون الصيني العربي في أمن البيانات”، وإقامة آلية التواصل الصيني العربي في مجال المعلومات على الإنترنت، وتعزيز الحوار في الحوكمة الرقمية والأمن السيبراني.

في الآونة الأخيرة، حدد المؤتمر الوطني الـ20 المهمة والطريق لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية عن طريق التحديث الصيني النمط، ورسم الخطة العريضة للتنمية في المستقبل. ستلتزم الصين بصون سلام العالم ودفع التنمية المشتركة، والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وتلتزم بالسياسة الخارجية السلمية والمستقلة، وتدافع عن العدالة والإنصاف الدوليين، وتطور علاقاتها مع كافة دول العالم على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتعمق وتوسع دائرة الشراكة في العالم. وتلتزم بثبات استراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ودفع الانفتاح عالي المستوى، ودفع التنمية العالية الجودة للبناء “الحزام والطريق”، بما يوفر فرص جديدة للدول العربية وغيرها من دول العالم بالتنمية الجديدة في الصين.

تجاوب القادة العرب الحضور مع ما طرحه الرئيس شي جينبينغ من “الأعمال الثمانية المشتركة”، وأكدوا على أمل الجانب العربي في تطبيق نتائج هذه القمة ودفع “الأعمال الثمانية المشتركة” ومواصلة التعاون في بناء “الحزام والطريق”، وتعزيز التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة مثل التغير المناخي وأمن الغذاء والأمن الطاقة، وتعزيز التواصل الشعبي والحوار بين الحضارات، بما يقدم مساهمة إيجابية للسلام والتنمية المشتركة للبشرية.

السؤال الرابع:

ج: أمام التناقضات والنزاعات المعقدة في الشرق الأوسط، لعبت الصين دورها الإيجابي كدولة رئيسية ومسؤولة، ومارست بفاعلية المفهوم الأمني الجديد المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وسعت إلى تعزيز التنسيق مع الدول العربية لدفع التسوية السياسية للقضايا الساخنة. التزمت الصين دائما بـ “الدعمين”، أي دعم دول الشرق الأوسط لتضافر الجهود لحل القضايا الأمنية الإقليمية، ودعم شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف مسار تنميتها بشكل مستقل. منذ أكثر من سنة، طرحت الصين على التوالي مقترحات من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومقترحات من أربع نقاط لتسوية سياسية للمسألة السورية وأفكار من ثلاث نقاط لتنفيذ ” حل الدولتين”. الجوهر في ذلك هو تشجيع دول المنطقة على تعزيز التضامن والتنسيق لحل قضايا الشرق الأوسط بحكمة شرق أوسطية. وهذا يجسد نية الصين المخلصة في تعزيز السلام والازدهار في الشرق الأوسط، ويعكس تفكير الصين المعمق في حل قضيتين رئيسيتين في المنطقة –الأمن والتنمية.

تؤثر قضية فلسطين على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتهم العدالة والإنصاف الدوليين، وهي بؤرة ساخنة إقليمية وموضع اهتمام للعالم العربي والإسلامي. يولي الرئيس شي جينبينغ أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية، وبعث برسالة تهنئة إلى اجتماع لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني للأمم المتحدة لعشر سنوات متتالية. خلال القمة الصينية العربية، أكد الرئيس شي جين بينغ مجددًا أن الصين تدعم فلسطين بحزم في إقامة دولة مستقلة، وتدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية لفلسطين. التقى الرئيس شي جين بينغ بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، معربًا عن أن الصين تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وستقف دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتستمر في بذل جهود دؤوبة لدفع إيجاد حل مبكر وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. ومن جانبه، قال عباس إن الصين صديق مخلص وموثوق به لفلسطين، وقد قدمت لفلسطين دعما شاملا وغير مشروط في المجالات السياسية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها. فلدي جميع أبناء الشعب الفلسطيني مشاعر صادقة تجاه الشعب الصيني ويفتخر بها كثيرا.

أوضح “إعلان الرياض للقمة الصينية العربية الأولى” المواقف الصينية والعربية من القضية الفلسطينية، حيث يؤكد على تدعيم حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس “حل الدولتين”، ويقدر اقتراح الرئيس شي جين بينغ من أربع نقاط لحل القضية الفلسطينية، مقترحات ومبادرات الصين بشأن القضية الفلسطينية. ويقدر وقوف الصين الدائم إلى جانب العدالة والإنصاف في القضية الفلسطينية، جهودها الحثيثة في دفع عملية السلام وتقديم المساعدات لفلسطين لتحسين معيشة شعبها وتنمية اقتصادها وتوفير المساعدة الإنسانية لها، إضافة إلى سعي الصين إلى تكمين فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن ودولة رئيسية ومسؤولة، ستواصل الصين بذل جهود حثيثة لدفع الاستئناف المبكر لمحادثات السلام وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل وبين الأمة العربية والأمة اليهودية.

السؤال الخامس:

ج: في العقد الماضي، يتقدم نمط التعاون “الطاقة+” بين الصين والدول العربية إلى الأمام، الأمر الذي يرفع مستوى التعاون بين الجانبين في مجالات البنية التحتية والمواصلات واللوجستية والحدائق الصناعية، وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة. في الوقت نفسه، احتضن التعاون في مجال الطاقة تيار عصر الاقتصاد الرقمي، بما يدفع التحول الرقمي لقطاع النفط والغاز في الدول العربية.

في مجال الطاقة التقليدية، يتطور نمط التعاون “الطاقة +”، وتشكلت معادلة التعاون المتكاملة في تنقيب النفط والغاز والاستخراج والتكرير والتخزين والنقل، وتم إنشاء سلسلة من المشاريع الضخمة مثل مصفى ينبع. في عام 2021، استوردت الصين 264 مليون طن من النفط من الدول العربية، ما يشكل 51.47% من الواردات الإجمالية.

في مجال الطاقة الجديدة، تعمل الصين على توسيع التعاون مع الدول العربية في مجالات طاقات الشمس والرياح والمياه، وأقامت مركز التدريب الصيني العربي للطاقة النظيفة والمختبر المشترك الصيني المصري للطاقة المتجددة ونفذت مشاريع كثيرة مثل مشروع الخرسعة للطاقة الشمسية بقطر ومشروع بنبان للطاقة الشمسية بسعة 186 جيجاوات بمصر، ومشروع EPC للطاقة الشمسية بـ165 جيجاوات بمصر.

في الأعمال الثمانية المشتركة التي شرحتها للتو، هناك العمل المشترك لأمن الطاقة، إنه وضع التخطيط الاستراتيجي للتعاون الصيني العربي في مجال الطاقة. في القمة الصينية الخليجية، أكد الرئيس شي على حرص الصين على العمل مع دول الخليج على إقامة معادلة التعاون المتكاملة في مجال الطاقة. ستستورد الصين المزيد من النفط الخام والغاز المسال من دول الخليج، وتعزيز التعاون التكنولوجي في تطوير النفط والغاز والطاقة النظيفة، وتسوية التجارة النفطية بالعملة الصينية. كما سيعمل الجانبان على إقامة المنتدى التكنولوجي الصيني الخليجي للاستخدام السلمي للطاقة النووية، والمركز النموذجي الصيني الخليجي لأمن الطاقة النووية، بما يساهم في تأهيل الكفاءات الخليجية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

حقق التعاون الصيني المصري نتائج مثمرة في مجال الطاقة. في مجال الطاقة التقليدية، هناك 21 شركة صينية تشارك في تطوير قطاع البتروكيماويات بمصر، لغاية نهاية يونيو عام 2021، بلغت قيمة الاستثمار الصيني في قطاع النفط المصري 280 مليون دولار، ما يشكل 24% من الاستثمار الصيني الإجمالي في مصر، مما خلق 900 فرصة العمل المحلية. في عام 2021، بلغ حجم التجارة بين البلدين للمنتجات النفطية 510 مليون دولار، من بينها استوردت الصين ما قيمته 490 مليون دولار من مصر. في عام 2021، بلغ حجم التجارة بين البلدين للغاز 659 مليون دولار، معظمها واردات الصين من مصر. حاليا، تقوم شركة صينية بإنشاء مشروع نقل الكهرباء من مصر إلى السعودية وهو أكبر مشروع في هذا المجال وأطولها مسافة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع إنجازه في نهاية عام 2024.

في مجال الطاقة الجديدة، تقوم شركات الجانبين بالمفاوضات حول مشروع سيارة الطاقة الجديدة. في أكتوبر الماضي، وقع الشركات الصينية والمصرية مشروع طاقة الرياح بـ500 ميغاوات في السويس، وهو أكبر مشروع من هذا القبيل في مصر. في الشهر نفسه، وقع الجانبان مشروع كوم امبو للطاقة الشمسية بـ5 ميغاوات، وهو أكبر محطة الطاقة الشمسية في مصر. خلال مؤتمر COP27، وفعت الشركات الصينية مذكرة تفاهم مع الجهات المعنية بالإمارات، وستعمل سويا على تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية. في المستقبل، تحرص الصين على مواصلة التعاون في المجال الطاقة القائم على المنفعة المتبادلة والصداقة الطويلة الأمد، بما يدفع التعاون الصيني المصري لتحقيق تقدمات أكبر في كافة المجالات.

السؤال السادس:

ج: في الوقت الحاضر، تتسارع التغييرات غير المسبوقة، وقد دخل العالم فترة جديدة من الاضطراب والتغيير بسبب انتكاسات جائحة القرن. من ناحية، فإن الاتجاه التاريخي للسلام والتنمية والتعاون والنتائج المربحة للجميع لا يُقاوم. ومن ناحية أخرى، في ظل زيادة أوجه القصور في مجالات السلام والتنمية والأمن والحكم، يواجه المجتمع البشري تحديات غير مسبوقة. تقف بلدان العالم، بما فيها الصين والدول العربية، على مفترق طرق التاريخ مرة أخرى.

إن الصين والدول العربية من أعضاء مهمة في الأسرة النامية، وأيضا قوى سياسية مهمة على الساحة الدولية، وكلاهما يواجه فرص وتحديات تاريخية مماثلة، فيحتاج الجانبان إلى تعزيز التعاون لتجاوز الصعوبات والمضي قدما يدا بيد أكثر من أي وقت مضى.

الأول رفع راية السلام عالياً. ستلتزم الصين والدول العربية بالاستقلال وبالدعم المتبادل في حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وكرامة الأمة، وتلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتمارس التعددية الحقيقي، وتتكاتف في السير على طريق التنمية السلمية لتحقيق السلام العالمي الدائم.

الثاني رفع راية التنمية عالياً. سوف نتعاون مع الدول العربية لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وندعم بعضنا البعض في استكشاف طرق التنمية التي تناسب الظروف الوطنية، وتعزيز مواءمة استراتيجيات التنمية، وبناء “الحزام والطريق” بجودة عالية لتحقيق فوائد أفضل للشعوب الصينية والعربية.

الثالث رفع راية الأمان عالياً. تلعب الصين دور دولة رئيسية ومسؤولة، وتعمل على تنفيذ مبادرة الأمن العالمي مع الدول العربية، وتبني بنية أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط، وتبذل جهودا مشتركة للتعامل مع القضايا العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني.

الرابع رفع راية التنافع عاليا. ستنتهج الصين بحزم استراتيجية الانفتاح القائمة على منفعة متبادلة، وستعمل مع الدول العربية على ممارسة مفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والتنافع والمشاركة، لتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية ودفع الحوكمة العالمية لاتجاه أكثر عدلاً ومعقولية، والتكاتف لبناء المجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يقدم مساهمات إيجابية في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

إنني على الثقة بأن الجانبين الصيني والعربي ستزداد عزمهما على تطوير علاقاتهما الودية، وتزداد قوتهما للدفاع عن مصالحهما الجوهرية، الأمر الذي سيسهم في تعزيز التضامن والتآزر بين الدول النامية لكسر عجز السلام وعجز التنمية والعجز الأمني وعجز الحكم ، ودعم حماية السلام والتنمية العالميين وخلق مستقبل أفضل بشكل مشترك!

السؤال السابع:

ج: شكرا للأستاذة شي يوي، لغتك الصينة جميلة جدا. أكد الرئيس شي في الكلمة الرئيسية في القمة الصينية العربية على “ضرورة تعزيز الحوار بين الحضارات وتعزيز الفهم والثقة المتبادلة، وضرورة توسيع تبادل الأفراد والتعاون الشعبي وتبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة. ويجب العمل سويا على رفض ظاهرة إسلاموفوبيا والتعاون في مكافحة التطرف ورفض ربط الإرهاب بقومية أو دين معين. يجب تكريس القيم المشتركة للبشرية مثل السلام والتنمية والعدالة والعدل والديمقراطية والحرية، ونصب نموذج جديد للتواصل بين الحضارات في العصر الجديد”، وهو أحد السبل الأربع لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.

تكمن جذور العلاقة بين الدول في الشعوب وفي التواصل، كلما رسخت الجذور، قوِي الأساس. في السنوات الأخيرة، أجرى الجانبان الصيني والعربي التعاون المتنوعة في مجالات الشباب والدين والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والتعليم والثقافة والصحة والإذاعة والتلفزيون، وعملا على توسيع التواصل الشعبي وتعميق الفهم المتبادل. منذ عام 2013، قد قامت الصين بتكوين 25 ألف كفاءة للدول العربية، ومنح 11 ألف منحة دراسية حكومية للدول العربية، وإرسال 80 فريق طبي يشمل 1700 شخص. لغاية أكتوبر عام 2020، قد أعلنت 4 دول عربية إدراج اللغة الصينية إلى المنهاج الدراسي الوطني، وفتح 15 دولة عربية كلية اللغة الصينية في جامعاتها وأقام 13 دولة عربية 20 معهد كونفوشيوس وفصليْ كونفوشيوس المستقلين. منذ عام 2013، أقام الجانبان 24 فعالية منتظمة للتواصل الشعبي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.

في إجابتي قبل قليل، قد شرحت بشكل مستفيض ما طرحه الرئيس شي في القمة الصينية العربية من العمل المشترك لدعم الحوار بين الحضارات، وما يبعثه من الرسالة الإيجابية بشأن حرص الصين على تبادل الخبرات مع الدول العربية في الحكم والإدارة وتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والسياحة والإذاعة والتلفزيون، الأمر الذي سيساهم بكل التأكيد على تداول الموارد البشرية والأفكار في طريق إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، ويجعل شجرة الصداقة الصينية العربية تزدهر إلى الأبد.

السؤال الثامن:

ج: إذا نظرنا إلى الوراء في عام 2022، وجدنا أن العالم دخل إلى فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، حيث أحدثت تغيرات القرن وجائحة القرن صعوبات تعرقل الانتعاش الاقتصادي وتبرز التحديات الأمنية. بصفتي سفير الصين لدى مصر، يسعدني كثيرا أن أرى التعاون الصيني المصري نجح في مواجهة تحديات العصر واغتمام الفرص التاريخية، فأصبح أكثر قوة ورسوخا في قلوب شعبينا. 

أولاً، حافظت الصين ومصر على التبادلات المكثفة على المستوى الرفيع. في فبراير الماضي، قام الرئيس السيسي بزيارة الصين لحضور حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوية، حيث التقى به الرئيس شي جينبينغ وتوصل الرئيسان إلى توافق مهم، مما أعطى دفعة قوية للعلاقات الثنائية. في يونيو الماضي، حضر الرئيس السيسي حوار التنمية العالمية الرفيع المستوى عبر الإنترنت وألقى كلمة، حيث تحدث بصوت قوي يدعو لتحقيق التنمية والازدهار المشتركين. في يوم 8 ديسمبر، عقد الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي لقاء في الرياض، حيث أجرى الجانبان تبادلات معمقة حول سبل تعزيز التعاون الصيني المصري في مختلف المجالات في ظل الوضع الحالي، مما أضفي قوة قوية لدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

ثانيًا، تحافظ الصين ومصر على الدعم المتبادل القوي. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 66 عامًا، تبادلت الصين ومصر دائمًا التفهم والدعم فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما. في أغسطس الماضي، عندما زارت بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان، أدلى الرئيس السيسي والمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بتصريحات علنية تؤكد على التزام مصر بمبدأ الصين الواحدة، وذلك خير دليل على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر. قبل فترة، استضافت مصر COP27، كانت الصين تعلق أهمية كبيرة على هذا الاجتماع وتدعم مصر بشكل كامل في استضافة الاجتماع. وشارك الوفد الصيني في جميع المشاورات حول ما يقرب من 100 موضوع، وقام بالتنسيق الوثيق مع أمانة الاتفاقية والرئاسة المصرية والأطراف الأخرى، فقدم مساهمات مهمة في تحقيق حزمة من النتائج الإيجابية للاجتماع.

ثالثًا، حقق التعاون العملي بين الصين ومصر نتائج مثمرة. في عام 2021، وصل حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر إلى 19.98 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 37.3٪ على أساس سنوي، ومنها واردات الصين من مصر 1.71 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 85.2٪ على أساس سنوي. حاليًا يوجد 360 مشروعًا بتمويل صيني و 160 شركة صينية في مصر. أصبح مشروع الحي التجاري المركزي بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار الخفيف بمدينة العاشر من رمضان ومشروع مدينة العلمين الجديدة رموزًا جديدة للتعاون العملي بين البلدين. وتتقدم باطراد مشاريع مثل المعمل الوطني المشترك للطاقة المتجددة، وتكنولوجيا ومعدات الري الخضراء والذكية الموفرة للمياه، ومركز تجميع الأقمار الصناعية، وتطوير القمر الصناعي المصري رقم 2، مما ساهم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر. كما زودت الصين مصر بحوالي 77 مليون جرعة من لقاحات COVID-19 من خلال المساعدات والمشتريات التجارية. قامت الشركات الصينية ببناء أطول جسر للسكك الحديدية ذات هيكل فولاذي دوار عالميا في مصر، وأطول مبنى في إفريقيا، وأول سكة حديد خفيفة مكهربة في إفريقيا، ومخزن تبريد للقاحات متطور مع أكبر سعة تخزين وأعلى درجة من الأتمتة في إفريقيا، و أكبر تجمع لصناعة الأسمنت وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية في شمال إفريقيا، وخامس أكبر مشروع لإنتاج الألياف الزجاجية في العالم، مما ساهم بقوة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.

رابعا، إن التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ومصر مليئة بالأحداث البارزة. في سبتمبر الماضي، تم إطلاق المشروع التجريبي لتعليم اللغة الصينية في المدارس المصرية رسميًا، إيذانا بدخول تدريس اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني المصري. في الشهر الماضي، قدمتُ جوائز للفائزين في مسابقة الفيديو القصير “الصين في عيني” التي نظمتها السفارة، واستمعتُ إلى قصصهم حول علاقتهم بالصين. منذ وقت ليس ببعيد، شاركتُ في مسابقة التجديف الصينية المصرية فى نهر النيل، وشهدتُ الترابط الوثيق بين الحضارتين القديمتين من خلال التجديف. لمستُ أنه بفضل الجهود الصينية العربية المشتركة، ستتدفق الصداقة الصينية المصرية إلى الأمام مثل نهر النيل، مما يساعدنا على تحقيق حلمنا العظيم في النهضة الوطنية!

السؤال التاسع:

ج: التقى الرئيس شي والرئيس السيسي في الرياض، وهو لقاؤها الثاني في هذا العام، واللقاء الـ11 لهما وجها لوجه، حيث تبادل الجانبان الآراء بشكل معمق حول سبل تعزيز التعاون في كافة المجالات، مما ضخ قوة دافعة قوية لتحقيق تقدم أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وحدد الاتجاه للعلاقات الصينية المصرية في المستقبل.

أولا، ضخ القوة الدافعة الجديدة لتوطيد الثقة السياسية المتبادلة. أشار الرئيس شي إلى أن الأوضاع الدولية والإقليمية تشهد تغيرات معقدة وعميقة، مما يبرز الطابع الاستراتيجي والشامل للعلاقات الصينية المصرية. تتشارك الصين ومصر المفاهيم والمصالح، يجب على الجانبين العمل سويا على إقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، ودفع علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتحقيق تقدمات أكبر. أكد الرئيس شي أن الصين تدعم بثبات سير مصر في طريق التنمية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، وتدعم جهود مصر في الحفاظ على سيادة الدولة وأمنها ومصلحتها التنموية.

قال الرئيس السيسي، بفضل القيادة القوية من الحزب الشيوعي الصيني، حققت الصين إنجازات تنموية عظيمة، وكسب مكانة دولية مرموقة، يطيب لي تهنئة الصين بنجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني. مصر سعيدة جدا بمصادقة صديق عظيم مثل الصين، وتتطلع إلى زيادة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ودفع التعاون في كافة المجالات لتحقيق إنجازات أكبر. تلتزم مصر بثبات سياسة الصين الواحدة، وتدعم بثبات موقف الصين من القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية مثل ملف هونغ كونغ وشينجيانغ، وترفض قاطعا قيام أي قوى بالتدخل في الشؤون الداخلية الصينية.

ثانيا، فسح مجالات جديدة لتعميق التعاون المتبادل المنفعة. أشار الرئيس شي إلى أن الصين حريصة على تعميق التعاون مع مصر في بناء “الحزام والطريق”، والدفع بإنجاز مشاريع السكة الحديدية بالعاشر من رمضان ومنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة بجودة عالية وفي الموعد المحدد، وحسن دفع مشاريع التعاون الضخمة مثل “منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري”. تحرص الصين على استيراد المزيد من المنتجات المصرية العالية الجودة، وتوسيع التعاون في الاستثمار والتمويل والإنتاج المشترك للقاحات والفضاء. ويجب على الجانبين دفع أعمال ورشة لوبان وتعليم اللغة الصينية، وتربية المزيد من سفراء الصداقة الصينية المصرية. تهنئ الصين مصر بنجاحها في استضافة مؤتمر COP27، مستعدة لتعزيز التعاون معها في تحول الطاقة والصناعات الخضراء والتكنولوجيا المنخفض الكربون.

أكد الرئيس السيسي على حرص مصر على العمل مع الصين لبناء “الحزام والطريق”، ويرحب بمشاركة الصين النشطة في مشاريع البنية التحتية المهمة لمصر، وتفتح الباب على مصرعيه للاستثمار الشركات الصينية، على أمل زيادة تعزيز التعاون في بحث وتطوير اللقاحات.

ثالثا، توفير فرص جديدة لتعزيز التعاون الدولي. أكد الرئيس شي على حرص الصين على انتهاز فرصة القمة الصينية العربية الأولى للعمل سويا على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتعزيز المواءمة لتنفيذ “المشاريع التسعة” في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي. تحرص الصين على تعزيز التعاون مع مصر في منصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتدعو إلى التعددية الحقيقية والحفاظ على الأحكام الأساسية للعلاقات الدولية والحفاظ على المصالح المشتركة للبلدان النامية، بما يعزز سويا السلام والاستقرار في العالم والمنطقة.

شكر الرئيس السيسي الصين على دور الصين المهم والإيجابي في نجاح 27COP، مستعدة لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف مع الصين، متطلعا لفتح مرحلة جديدة للعلاقات الصينية العربية بعد القمة الصينية العربية الأولى.

السيدات والسادة والأصدقاء، بعد عملي في مصر لـ3 سنوات، شعرت بعمق أن مصر، تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، تعاملت مع جائحة كورونا بشكل ملائم، ودفعت بخطوات متزنة “رؤية 2030” ومبادرة “الحياة الكريمة” واستراتيجية “مصر الرقمية” و”الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي عام 2050″، وحققت إنجازات مستمرة في المسيرة نحو “الجمهورية الجديدة”. تحرص الصين على العمل مع مصر على تطبيق التوافقات المهمة بين الرئيسين، وتقاسم خبرات الحكم والإدارة واستكشاف وتوظيف الإمكانية الكامنة بين البلدين، بما يطور الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية المصرية عمقا واتساعا، ويقدم مساهمة أكبر مصلحة البلدين ورفاهية الشعبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى