اخبار تهمكالسياحة السعوديةمنوعات

الرقص الشعبي في الباحة.. لغة تعبيرية وتراث غني

يعد الرقص الشعبي أحد أشكال الفنون الأدائية التي تعبر عن المشاعر والآراء والتراث، فهو لغة لها أبجديتها المستمدة من أوضاع الجسد ومن إيماءات الأطراف ومن إيقاعات الرقص.

يقول الباحث محمد بن ربيع الغامدي: “أوشك على القول بأن الإنسان كائن راقص بطبعه، يستخفّه الطرب، ويستحثّه السرور، وتبلغ به نشوة الانتصار حد الرقص. وقد لا يكون الراقص طربانا، بل في حالة مواجهة مع قوى خفية يقاومها بالرقص. وربما رقص الإنسان ليحسن تقديم الشعر في قالب فنّي غير عادي”.

ويشير الغامدي إلى أن الرقص الشعبي يعتبر لغة لها أبجديتها المستمدة من أوضاع الجسد ومن إيماءات الأطراف ومن إيقاعات الرقص، وربما جاء تعبيرا عن وجهة نظر، وربما جاء محاكاة لممارسة حياتية أو لظاهرة كونية تحيط بالإنسان.

تتميز منطقة الباحة بتنوع الفنون الشعبية الراقصة التي تتوارثها الأجيال. ويمكن تقسيمها إلى قسمين كبيرين:

العرضة: وهي فن شعبي تطبيقي، فقد تحولت إلى فن نفعي، فنٌّ من أجل الحياة، أخذ من الفن الخالص الطرق والإيقاع والآلة وحركات الجسد والإيماءات والصورة الفنية العامة، بينما أخذ من المنافع حاجة القبيلة إلى استعراض رجالها وحاجة رجالها إلى التدريب والمناورة.

اللعب: وهو فنٌّ صِرف، فنُّ من أجل الفنّ، متاح للجميع ومنه الهرموج، والمسحباني، والسامر، والمكسور الذي استحوذ على اسم هذا الفرع فسموه: اللعب.

ويتميز كل نوع من هذه الفنون بآلاته الموسيقية الخاصة به، فهناك الزير (طبل اسطواني) وقد يصاحبه البرزان (آلة نفخ) عند توفره، وفي اللعب يستخدم الزير نفسه مصحوبا بآلة إيقاع أقل منه تسمى الحلة، ويحمل كل راقص( في الغالب) دفّا متوسط الإطار، ويرقص الرعيان عادة على أنغام الصفريقا (آلة نفخ شعبية) مع إيقاعات الدف أو الزير، وتمارس الرقصة ذاتها في معالجة الملدوغ ولكن بمصاحبة إيقاعات المهراس فقط (الهَوَنْد).

يقول قائد فرقة صوت الجنوب الشعبية عيظة محمد الزهراني: “إن العرضة الجنوبية تقوم على الشعراء والزير ( الإيقاعات).و الصفوف والراقص أو المزيف ( ضابط الإيقاع) وهو الذي يقوم بالخروج من بين الصفوف بحركة سريعة إلى الميدان عند سماع بدايات دق الزير ويقف في أمام الصفوف مع رفع السيف أو الجنبية ثم القفز وثني الرجل اليمنى أثناء القفز وتقوم الصفوف من وضع الثبات رفع الرجل اليمنى يستمر في ضبط الصفوف بوضع موحد ومستمر إلى أن يتوقف دق الزير”.

ويضيف رئيس لجنة الفنون الشعبية بجمعية الثقافة والفنون بالباحة فيصل وازع: “تتعدد الفنون الشعبية في منطقة الباحة وهي من أهم سمات الفن السعودي المعاصر ، والتي تعبر عن التراث الكبير والثقافة الشعبية القديمة في الباحة ، ومن أشهر الفنون الشعبية في منطقة الباحه رقصة الحرب وهي العرضه الشعبيه واللعب والمسحباني و فن المحاورة وفن المجالسي ، وطرق الجبل “.

وهكذا، فإن الرقص الشعبي في منطقة الباحة يشكل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والشعبي للمنطقة، وهو تعبير غني عن المشاعر والآراء والتجارب الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى