الفعاليات و المهرجانات السياحية

تجربة تراثية وموسيقية في قصور آل أبو سراح تُثري زوار مهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية”

 

ظافرر البكري :عسير

عاش زوّار مهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية” الثالث، تجربةً موسيقيةً فريدة ممزوجةً بفعالياتٍ ثريّة تعكس ثراء الفنون الأدائية التقليدية التي حافظت على عراقتها وأصالتها على مرِّ السنين، وامتزجت هذه التجربة الفريدة بعبق الماضي التليد عن طريق إقامتها في قصور آل بو سراح التاريخية، في مزيجٍ مميز يعكس العمق التاريخي والحضاري للمنطقة، ويُبرز ما تختزله من مبانٍ تراثيةٍ يصل عمرها إلى آلاف السنين.

وتزيّنت أبواب قصور آل سراح التاريخية برمز الاستجابة السريع (QR Code)؛ ليتيح للزوار قراءتها بهواتفهم الذكية للتعرف على تاريخ تلك القصور الأثرية، وأروقتها، ومسمياتها التي أطلقها ساكنوها عليها، وقصة كل واحدة منها، إلى جانب الاستمتاع بأداءاتٍ موسيقيةٍ مذهلةٍ في منصاتِ العزف الحي، كما شاهدوا في منصة أخرى تشكيلة رائعة من القطع الفنية الفريدة التي شكلتها أيدي الحرفيين، ووجد الزوار كذلك متنفسًا لأطفالهم عبر مجموعة من الحكايات والتجارب المثرية التي يقدمها المهرجان والتي تتنوع بين المتعة والاكتشاف، إلى جانب الكثير من التفعيلات الأخرى التي تستهدف كافة الفئات العمرية.

وتقع قصور آل أبو سراح في قرية العزيزة بالسودة على بعد 16 كلم من وسط أبها، وتبرز بوصفها مباني تراثية تحتضنها مدينة أبها؛ إذ بُنيت بانسجام مع طبيعة المنطقة الجنوبية عبر استخدام الموارد الطبيعية نفسها من الحجارة، وأخشاب الأشجار المحلية. وتتكون من مبنيين لكل منهما ستة طوابق، إضافةً إلى حصن المصلى والمكون من ثلاثة أدوار؛ وتعود ملكيتها إلى لاحق بن أحمد أبو سراح؛ أحد وجهاء منطقة عسير وأشهر تُجارها آنذاك، فيما تولى أحفاده عام 1439هـ/ 2018م مهمة إعادة تأهيلها لتكون مزارًا تاريخيًّا يعبِّر عن إرث المنطقة وعراقتها.

ويواصل مهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية” الثالث الذي تحتضنه ثمانيةِ مواقع تاريخية في منطقة عسير، فعالياته الثريّة حتى يوم السبت المقبل؛ ليُسلط الضوء على الفنون الأدائية الجبلية من المملكة والعالم، ويعكس ثرائها الفني المميز، وتميّزها الأدائي والموسيقي الفريد محافظةً على عراقتها مع مرور السنين وتعاقبها، وذلك في إطار جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لإثراء القطاع بفعالياتٍ نوعيةٍ تزيد من الوعي بأهمية القطاع، كما تعكس من خلاله حرصها على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفهِ أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى