مقالات

زينب الباز تكشف عن المرأة المصرية التي أنقذت ثورة 1919

 

القاهرة _ السياحة العربية 
سلطت الضوء عليه الكاتبة الصحفية زينب الباز، عبر برنامجها “الستات حكايات” على دور مهم لسيدة مصرية وهى دولت فهمى التي أنقذت ثورة 1919 من الانهيار
وقالت”الباز ” إن “فهمي” دفعت حياتها ثمنا زهيدا في سبيل الوطن، والمشاركة بأغلى ما تملك في حرب تحريره المقدسة من الاحتلال الإنجليزي، لم تتردد لحظة واحدة عندما طلب منها التضحية، وبالرغم من ذلك، تجاهل الكتاب والمؤرخون دورها، ولولا إشارة الكاتب الصحفي مصطفي أمين لدورها لكان مصيرها النسيان. فوجب علينا الإشارة إلى جهودها.
دولت فهمي، ناظرة مدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات، القادمة من محافظة المنيا في صعيد مصر، والتي كانت في مقدمة صفوف المظاهرات النسائية في ثورة 1919لم ينته دورها السياسي بانتهاء الثورة ولكنها انخرطت في العمل السياسي بشكل تنظيمي فكانت عضوا في التنظيم السري للثورة وهو ما جعل الأمر من الصعوبة بمكان لمعرفة الكثير عنها، حيث كان العمل كله يتم في سرية تامة.
وكانت لها قصة مع الطالب عبد القادر شحاتة، ففي ظل الاحتلال البريطاني أصدر سعد زغلول والجهاز السري لثورة ١٩ بقيادة عبد الرحمن فهمي قراراً بأنه لا يجوز لأي مواطن مصري أن يقبل تشكيل الوزارة أو أي منصب وزاري تحت حماية الاحتلال، وإلا اعتبر خائناً للوطن، إلا أن ” محمد شفيق باشا قبل تكليفه” بوزارات الأشغال والحربية والزراعة، فما كان من التنظيم السري إلا أن كلف عبد القادر شحاتة لإرهابه أو قتله، وكان عبد القادر ذي الواحد وعشرين عام شاباً ثورياً له دور كبير في طبع المنشورات وإشعال الثورة في المنيا .
وامتثل عبد القادر شحاتة للأمر وقام بإلقاء القنبلة علي الوزير لكنه لم يمت وتم إلقاء القبض عليه واعترف بأنه كان ينوي قتل الوزير بسبب قبوله الوزارة وأراد المحققون معرفة مكان وجوده قبل الواقعة إلا انه رفض الاعتراف خوفاً من كشف أعضاء الجهاز السري وسقوطهم في يد السلطات الإنجليزية،لأنه كان يبيت في منزل أحمد ماهر رئيس وزراء مصر فيما بعد ومساعد عبد الرحمن فهمي رئيس الجهاز السري، وخاف عبد الرحمن فهمي، أحمد ماهر من اعترافه تحت وطأة التعذيب، وأنكر عبد القادر وجود شركاء له، وقام رجال المخابرات البريطانية بتعذيبه تعذيبًاً شديدًاً ليعرفوا سؤالًاً واحدًاً هو: أين أمضى عبد القادر الليلة السابقة على ارتكاب الجريمة؟.
وأمام النائب العام تظاهر عبد القادر شحاتة بالامتناع عن الإجابة، لأنه يخشى أن يذيع سرا يتعلق بامرأة خوفاً على سمعتها! فوعده النائب العام أنه لن يخبر أحد، فأخبره أنه كان يبيت عند ناظرة مدرسة الهلال الأحمر للبنات دولت فهمي.
ولم يفي النائب العام بوعده، وأمر بالقبض فورا على دولت فهمي. وسأله النائب العام: هل هذه هي السيدة التي كنت تبيت عندها؟ وإذا بدولت تقول له اعترف يا حبيبي لا تحاول أن تحمي سمعتي، إنني اعترف أنك كنت تبيت في بيتي وأطلب أن يسجل هذا الاعتراف في التحقيق.
وصدر الحكم على عبد القادر بالإعدام شنقًا وخفف إلى الأشغال الشاقة المؤبدة. وفي يوم ١١ فبراير ١٩٢٤ أفرج عن عبد القادر الذي خرج مسرعاً تسوقه قدماه إلى مدرسة الهلال لمقابلة دولت فهمي، لكنهم أخبروه أنها تركت المدرسة منذ أربع سنوات، وعرف أنها من احدي قرى المنيا، فذهب إلى هناك وسأل عنها كل فرد في القرية حتى العمدة وشيخ البلد فأنكرا معرفتهما بها، ثم ذهب لبيت أخيها فأنكر أن تكون له أخت بهذا الاسم. فعاد إلى القاهرة، وسأل أعضاء الجهاز السري للثورة فطلبوا منه ألا يسأل عليها مرة أخرى.
وأخيرا علم أنها راحت ضحية وشاية كاتب التحقيق بالنيابة حيث كان من نفس قريتها وأنه أبلغ أهلها باعتراف ابنتهم بأنها كانت تربطها علاقة آثمة بالطالب عبد القادر شحاتة، وأنه كان يبيت عندها كل ليلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى