طوف وشوف

برتولد كمبينسكي.. من تاجر صغير إلى رائد قطاع الضيافة

 

عواصم_ السياحة العربية

نجح شخص واحد في تحويل حلمه إلى حقيقة ومشروع تجاري كبير في قطاع الضيافة عبر جهد دؤوب، حتى بات اسمه اليوم مرادفاً للفخامة والتميز في عالم الفنادق. من جذور برتولد كمبينسكي المتواضعة كتاجر في برلين عام 1897 

انطلقت قصة قطعت شوطاً طويلاً عبر رحلة نجحت في مزج الأصالة والحداثة. واليوم بعد أكثر من 125 عاماً، باتت علامة كمبينسكي التجارية مثالًا للرفاهية والشغف بصياغة تجارب غنية ذات معنى ولا تُنسى لكل ضيف.

ولد برتولد كمبينسكي عام 1843 في ما كان يعرف حينها بمملكة بروسيا. بدأ حياته كبائع متحول في منطقته، ثم انتقل إلى برلين عام 1872 وافتتح مطعماً صغيراً. ما لبث أن أصبح المطعم معروفاً بتقديم مجموعة كبيرة من الأطباق الموسمية الشهية مثل المحار وجراد البحر وأضحى مركزاً اجتماعياً يضم العديد من قاعات الطعام الأنيقة، بما في ذلك قاعة الإمبراطور الفخمة، التي افتتحها القيصر فيلهلم الثاني آنذاك. وينسب الفضل لبرتولد في ابتكار فكرتي “لائحة طعام بسعر ثابت” و”نصف كمية الوجبة” وهو الأمر الذي أحدث نقلة ثورية في عالم المطاعم، إذ جعل تناول الطعام الفاخر في متناول سكان الطبقة المتوسطة.

وبحلول عام 1889، كان المطعم على رأس أحد المطاعم الأكثر شعبية في برلين، باستقباله آلاف الزوار. وحينما سلم برتولد زمام الأمور إلى الجيل التالي، حرص هؤلاء على المحافظة على روحه الابتكارية حية وافتتحوا مطاعم ومقاه وفنادق جديدة في ألمانيا وجميع أنحاء العالم. وعندما عاد حفيده فريدريش أنغر من الولايات المتحدة لتولي إدارة أعمال العائلة، كانت برلين الغربية، إبان حقبة الحرب الباردة، قد أصبحت بمثابة واحة للفرص. وفي عام 1952، حول المطعم إلى أول فندق فخم جديد في المدينة، فبات وجهة الطبقة المخملية ورؤساء الدول والمشاهير.

واليوم، يبلغ عدد الفنادق التي تحمل اسم هذه العلامة التجارية 81 في 35 دولة عبر أربع قارات، ولديها عشرات المشاريع قيد التطوير حول العالم.

وتضم المحفظة عقارات تاريخية بارزة وفنادق ذات نمط حياة حضري حائزة على جوائز ومنتجعات متميزة ومساكن مرموقة. وتعتبر عضواً مؤسساً في تحالف “GHA”، وهو أكبر تحالف في العالم للعلامات التجارية الفندقية المستقلة. وما يميزها أنها مع حفاظها على الجودة، احتضنت ثقافة كل بلد تواجدت فيه. وفي الدول العربية، هناك 16 فندقاً في ثماني دول، منها الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر، تجمع بين التقاليد والمعمار الحديث، وأحدها أقيم على نخلة الجميرة أعجوبة العالم الحديثة على بحر العرب في دبي.

أما حول العالم، فوصلت حتى كانكون في المكسيك وهافانا في كوبا، فضلاً عن معقلها القديم في برلين حيث “أدلون كمبينسكي” الذي يعد رمز العراقة الألمانية والمطل على بوابة براندنبورغ ومبنى الرايخستاغ ويعتبر ذو قيمة تاريخية بحد ذاته إذ أنه بني عام 1907 وأعيد افتتاحه في 1997 بمبنى جديد. بعد نحو 114 عاماً على وفاة برتولد في 1910، تطورت هذه العلامة التجارية، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، عبر العصور لمواكبة اتجاهات الموضة والتصميم التي حددت كل زمن واستطاعت إثبات نفسها منذ أن أطلقها تاجر صغير لم يتخيل أن تصبح على ما هي عليه اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى