ناقشت كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، رسالة ماجستير للباحثة رضوى عمران هريدي تحت عنوان ” التكيف السوسوثقافي للطلاب الأوغنديين في شمال أفريقيا دراسة ميدانية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية ” ، تحت إشراف الدكتورة إيمان يوسف البسطويسي، وحصلت الباحثة درجة الماجستير بتقدير امتياز.
وتشكلت لجنة التحكيم من ” الدكتورة سلوى يوسف ، الدكتور محمد جلال حسين، الدكتور احسان سعيد عبدالمجيد، الدكتور محمد عبد الراضي محمود” . وتناولت الدراسة الكشف عن التكيف الاجتماعي والثقافى للطلاب الأوغنديين الدارسين بالجامعات المصرية بمختلف الكليات وناقشت الدراسة فى ذلك الصدد أهم المعوقات والتحديات التى يتعرضون لها فى مصر وقد تم تقسيمها إلى ثلاث محاور رئيسية وهى المشكلات الاجتماعية والمشكلات الأكاديمية والمشكلات النفسية حيث جاءت المشكلات الاجتماعية فى المقام الأول وتناولت عدة قضايا فرعية منها مشكلة المسكن والغذاء ومشكلات معيشية بوجه عام أما عن المشكلات الأكاديمية فكانت أبرز قضاياها مشكلة عدم القدرة على مواكبة مناهج اللغة العربية بوتيرة سريعة حيث أن الطالب الوافد متحدثًا للغة الإنجليزية وهى لغته الأصلية والدراسة هنا تقتضى المذاكرة باللغة العربية والتى تكون عائقًا أمامهم فى بداية الالتحاق بالجامعة إضافةً إلى عدم إجادة استخدام المكتبات الجامعية وصعوبة التعامل مع الأساتذة الجامعيين وإدارة الشئون الخاصة بالطلاب وذلك لعدم معرفتهم بقوانين الجامعة الوافدين إليها ولعدم إتقانهم للغة العربية. واشارت الدراسة أشهر المشكلات التى يعانون منها الوافدين مثل مشكلة العنصرية والتنمر والتى يعانى منها الجنسين على السواء بالإضافة إلى مشكلة الاكتئاب والتوتر المصاحبة لفترة ما قبل الامتحانات ولعل هذه مشكلات طبيعية لأى طالب فى الجامعة للمرة الأولى ولكنها متزايدة لدى الطلاب الوافدين بصورة واضحة. وللدراسة أهمية أخرى ترتكز فى المقام الأول وهى مشكلات الطلاب الوافدين للدراسة فى الجامعات المصرية وأهم مشكله هنا هى تكيف هؤلاء الطلاب اجتماعيًا وثقافيًا ونفسيًا جيدًا، ولعلنا نجد هذه الفترة اهتماما كبيرًا بالشباب خاصة الوافدين للدراسة بمصر وكيفية تكيفهم مع ثقافه المجتمع الجديد وتقدمهم دراسيًا وفى ذلك نجد وزاره التعليم العالي والبحث العلمي في تقدم . كما تناولت الدراسه أهدافاً تتبلور في القاء الضوء على المجتمع الأوغندى لمعرفه ثقافته المادية والغير ماديه و التعرف على المشكلات التى تواجه الطلاب الوافدين فى المجال الأكاديمي ايضاً كيفية تغلب هؤلاء الطلاب على المشكلات الاجتماعية والثقافية التى تواجههم والعمل حلها والتعرف على أكثر المشكلات تأثرًا بها و التعرف على المشكلات النفسية التى يوجهها الطلاب ومدى تأثيرها على تحصيلهم العلمي وتكيفهم الاجتماعى. وتناولت تساؤلات الدراسة مدي تكيف الطلاب اجتماعياً مع المجتمع المصري ومدي تكيفهم أكاديمياً ونفسيا داخل الجامعة والمجتمع المضيف كما تضمنت ماهية التحديات التي تواجه الطلاب الاوغانديين في مصر وكيف تم التغلب عليها . اعتمدت الدراسه علي نظريه التكيف الثقافي لإلين روي وتشير هذه النظرية الي مفهوم التكيف الثقافي فهي تقوم علي فكرة مؤداها انه قبل الاهتمام والنظر بمشكلة التكيف الثقافي لا بد من التطرق الي الفتره الزمنيه التي يتم فيها هذا التكيف وبناء علي ذلك فقد قام إلين روي بتقسيم التكيف الثقافي الي ثلاث أنماط وهي تكيف ثقافي طويل المدي وتكيف ثقافي متوسط المدي وتكيف ثقافي قصير المدي ووفقاً لما ذكره روي في بداية استهلاله لهذه النظريه لذلك قسم التكيف الثقافي الي ثلاثة مستويات تكيف بيئي وتكيف اجتماعي وتكيف تكنولوجي. اما عن الإجراءات المنهجية التي اتّبعتها في الدراسه فإعتمدت على المنهج الأنثروبولوجى الذى يعتمد فى تطبيقه على الدراسة الميدانية والتعايش مع المجتمع وأفراده وممارسة عاداته وتقاليده ومعايشة الأفراد فيه داخل حقل الدراسة والاندماج معهم حتى لا يصطدم الباحث بعد ذلك مع واقع عكس تصوراته البحثية أو تناقضات لا تخدم الدراسة . اما عن أدوات جمع البيانات كانت عن طريق المقابلة وتعد المقابلة من الأدوات المنهجية الهامة والتى يتم من خلالها الحصول على أدق التفاصيل المتنوعة بالإضافة إلى إنها تضيف معلومات هامة للبحث كما اعتمدت الدراسه علي استمارة الاستبيان تم اعدادها بعد الإطلاع على العديد من المراجع والدراسات ذات الصلة بموضوع الدراسة واخيراً توصلت الدراسه الي عدة توصيات واقتراحات تنص علي توفير نظام جديد مثل منصة “ادرس في مصر” تتيح للطالب عدم الوفود للبلد المضيف والدراسة عن بعد بعدد ساعات دراسية مقرره والحصول علي شهادة جامعية معتمده ولعل هذ الحل الامثل للتقليل من التحديات التي قد يواجهها الطلاب الوافدين كما يقلل ايضآ من تكلفة المنحة العالية التي تتحملها مؤسسات الازهر الشريف وفي الوقت ذاته يتفقه طالب العلم كيفما شاء ويحصل علي الشهاده الجامعية المرغوب فيها كما قد يتثني لمؤسسات التعليمية تطوير بنيتها التعليمية وغيرها مع مراعاة ان يكون ذلك اختياريآ للطلاب لمن لايستطيع تحمل المصروفات الدراسية او غيرها مساعدة الطلاب الوافدين فى اختيار الكليات وطبيعة الدراسة والمقررات الموجودة بها وتسهيل الإجراءات الروتينية الخاصة بالمستقبل.
وضع بعض شروط خاصة بالمنحة أو القدوم للدراسة بمصر خاصة من قبل مؤسسات الأزهر الشريف مثل (السن، الحالة الاجتماعية، عدد سنوات الدراسة، شروط القبول بالكليات) حتى لا يتفاجئ الطالب الوافد بصورة عكس توقعاته. كما أكدت علي ضرورة تحفيز الطلاب الوافدين على المشاركة فى الأنشطة الجامعية المختلفة وحضور ندوات ومناقشات باللغة العربية وعقد دورات خاصة لغير الناطقين باللغة العربية. والأهتمام بمشكلات الطلاب الوافدين خاصة الأكاديمية والعمل على حلها لسهولة تكيفهم بالمجتمع المضيف.