السياحة العربية

السياحة الروحية تنتشر من جديد

بقلم جليلة كلاعي: مكتب تونس مجلة السياحة العربية

لسنوات عديدة ظلت السياحة الروحية مسعا للأجيال الأكبر سنا أو لنقل لفئة معينة والتي يطلق عليها الصوفيّة أو الأشد ذوبانا في الذات الإلاهية بهدف الهروب من صخب الحياة اليومية وخطوبها والتواصل بين الذات الداخلية والذات الإلاهية من خلال الاسترخاء والتأمل في محيط يعمه السكينة والهدوء وسط الطبيعة أو أماكن معينة بذاتها لممارسة بعض الطقوس لخوض تجربة التفكير العميق.
اليوم في ظل انتشار علوم الطاقة والتنمية الذاتية ودخول مرحلة وعي جديد أصبح للسياحة الروحية انتشارا واسعا في كافة أنحاء العالم وعلى سبيل الذكر لا الحصر المعسكرات التي يخوضها الطبيب والباحث المشهور الأمريكي الجنسية جو ديسبنزا (Joe Dispenza 22 مارس 1962 هو طبيب أمريكي، ومحاضر دولي، وطبيب بتقويم العمود الفقري، وعالم كيمياء حيوية، وعالم أعصاب، وأستاذ، وكاتب، وباحث) مع طلبته ومرضاه والباحثين عن التشافي بطرق أخرى غير الطرق التي اعتاد الأطباء تقديمها خاصة في ظل النتائج المشهودة لهذه الطرق الجديدة من التداوي والتي يشد إليها الرحال من كل الأماكن في العالم (د.أحمد عمارة نموذج اخر من الدول العربية (دورة “التماثل”؟ | “Synchronize” Course?)
من جهة أخرى أصبح لهذا النوع من السياحة مهرجانات ومؤتمرات دوليّة وعالمية تقام من حين لآخر ويشد لها الرحال من كل العالم (مهرجان الموسيقى الصوفية روحانيات نفطة الممتد من 30 أكتوبر وحتى يوم 2 نوفمبر 2024، المهرجان الدولي للفن الصوفي بقونيا اواخر شهر سبتمبر، مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الدورة التاسعة عشرة من للملتقى العالمي للتصوف…)
يستشف من كل هذا الذي وقع بيانه أن السياحة الروحية برزت من جديد على الساحة وتستقطب نسبا لها وزنها ولم تعد هذه السياحة مقتصرة على فئة عمريّة بذاتها كبار السن بل أصبحت تجذب عددا محترما من الأفراد والجماعات الباحثين عن السلام الداخلي والتشافي والراحة النفسية والتنوير وأصبحت تجذب مجموعات واسعة من المسافرين السياح من خلفيات وفئات عمريّة متنوعة سواء بداعي الاكتشاف او لجملة الدواعي التي سبق ذكرها خاصة للباحثين عن التوازن والعافية والشعور بالهدف الأكبر في حياتهم المتسارعة والمتضاربة.


نتيجة لذلك أصبحت السياحة الروحية أحد الاتجاهات المتزايدة في صناعة السفر والسياحة ولابد من التفكير بجدية في تشجيع هذا النوع من السياحة وتوفير الأرضية الملائمة لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى