السياحة العربية

«إندبندنت»: السياحة المصرية في طريقها للانتعاش | مجلة السياحة العربية

حثت صحيفة «إندبندنت» البريطانية على عودة السياحة إلى مصر. وقالت: «بعد فترة من الاضطرابات السياسية والإرهاب، والتي خفضت نسبة السياحة في مصر، فإن صناعة السياحة في مصر أخيرا في طريقها إلى الانتعاش».

وأضافت الصحيفة أن مصر- مثلها مثل تونس وتركيا- تعرضت لضربة قوية في مجال السياحة في السنوات القليلة الماضية، وأنها كانت مقصدا شعبيا كبيرا للمصطافين، ولكن نظرا للهجمات الإرهابية المتتالية والمتعددة، فإن مصر تكافح لجذب الزوار منذ 6 سنوات.

ورصدت الصحيفة أهم الحوادث التي تعرضت لها مصر، والتي حالت دون عودة السياحة، وكان أهمها حادث تحطم طائرة روسية رفيعة المستوى عام 2015، والتي كانت متجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج وسقطت في شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل 224 شخصا. وفي يناير 2016، أُصيب 3 من السياح الأجانب بجروح بسبب هجوم إرهابي عليهم بالسكين في فندق «بيلا فيستا» في الغردقة. وفي عيد الفصح الماضي، انفجرت قنبلتان، ما أسفر عن مقتل 45 مصريا مسيحيا.

وأشارت الصحيفة إلى مأساوية مثل تلك الحوادث، وتأثيرها على المستوى الفردي والمجتمعي والوطني، وأنها تشوه البلد كله، خاصة إذا كان هذا البلد مقصدا مهما للسياح في العطلات.

واستشهدت الصحيفة بتصريح لرئيس هيئة السياحة المصرية، هشام الدميري، بأن «عدد السياح الذين زاروا مصر قبل ثورة 2011 بلغ حوالي 15 مليونا، وفي عام 2016، بلغ العدد 5.3 مليون، وكان لذلك أثر هائل على الاقتصاد المصري، حيث شكلت السياحة نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر».

وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من الاضطرابات التي تعرضت لها البلاد، فإن وزارة الخارجية البريطانية لم تدرج بعض الأماكن السياحية المصرية رسميا ضمن الأماكن المحظور السفر إليها. وفي حين أن شمال سيناء منطقة محظورة على السائحين البريطانيين، إلا أن القاهرة والإسكندرية والمناطق السياحية على طول نهر النيل- (بما في ذلك الأقصر وقنا وأسوان وأبوسمبل ووادي الملوك) ومنتجعات شرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر- مازالت جميعها أماكن متاحة.

ونقلت الصحيفة، عن وزير السياحة المصري، محمد يحيى راشد، خلال مؤتمر صحفي في دبي، قوله: «إن منتجعات البحر الأحمر والمواقع المصرية الفرعونية القديمة آمنة للمسافرين».

وأضاف: «نحن نؤكد أن قطاع السياحة آمن، والمطارات آمنة، والفنادق آمنة»، وأعلن المسؤولون المصريون عن هدف جذب ما بين 7 و10 ملايين زائر في عام 2017.

ومع ذلك، في أعقاب تحطم الطائرة الروسية عام 2015، لا تزال وزارة الخارجية البريطانية تحث البريطانيين على عدم السفر إلى شرم الشيخ.

وقال عاملون في مجال السياحة البريطانية، لصحيفة «إندبندنت»، إنه من غير المرجح أن تعطي الحكومة البريطانية الإذن الكامل للبريطانيين بالسفر إلى شرم الشيخ حتى يتم الإفراج عن نتائج التحقيق النهائية في الحادث.

وأعلنت شركة السفر البريطانية «توماس كوك» أن الحجوزات لوجهات عدة، منها مصر، شهدت ارتفاعا ملحوظا للسفر في فصل الصيف المقبل، وقال رئيس قسم رعاية العملاء في «توماس كوك»، كارول ماكنزي: «إنه مادام حظر الطيران قائما، فإن شرم الشيخ مغلقة أمام السائحين البريطانيين».

وأوضح «ماكنزي»: «لدينا حاليا رحلات متوجهة إلى شرم الشيخ، اعتبارا من نوفمبر 2017، في حال قررت وزارة الخارجية رفع الحظر إذا رأت أن الخطر في مطار شرم الشيخ انخفض».

وتابع: «بدون هذا التغيير، سنقوم بإلغاء جميع الرحلات والأعياد المقررة من المملكة المتحدة إلى شرم الشيخ وتقديم تعديلات مجانية إلى وجهة مختلفة، أو استرداد كامل»، مؤكدا أن البريطانيين مشتاقون لزيارة مصر.

وحسب الصحيفة، فإن الخارجية البريطانية تعمل مع السلطات المصرية لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين بريطانيا وشرم الشيخ، فضلا عن التواصل مع شركات السفر حتى تتمكن من تقديم عروض رحلات في الأعياد مرة أخرى بمجرد أن يتم رفع الحظر.

وأجرت «إندبندنت» حوارا مع ممرضة بريطانية- تُدعى تيريزا بوجان- قامت بزيارة مصر مرتين في العامين الماضيين، أكدت فيه أن «الشعب المصرى شعب ودود، ولم أشعر أبدا بعدم الأمان خلال التجول بمصر»، مضيفة: «أنا أحب التاريخ القديم وعلم الآثار، وليس هناك مكان آخر على وجه الأرض مثل مصر»، مؤكدة أنها بكت عندما رأت الرسم داخل المقابر في وادى الملوك.

وأضافت «بوجان» أنه لا توجد ضمانات للأمان في الكرة الأرضية، مطالبة البريطانيين بالعودة إلى مصر والتمتع بالحضارة العريقة التي تشهدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى