السياحة العربية

دعوة لشراكة القطاع الخاص من أجل “السياحة الخضراء” فى سلطنة “عمان”

يعد القطاع السياحي من القطاعات التي تلعب دورًا محوريًّا في تحقيق الأهداف العمانية للتنمية المستدامة، حيث تشكل أحد القطاعات الخمسة التي تستهدفها الخطة الخمسية التاسعة (2016 ـ 2020)، وتمثل السياحة الخضراء نهجًا متكاملًا للتنمية السياحية المستدامة في سلطنة عُمان بمرتكزاتها الاقتصادية والبيئية والثقافية والاجتماعية، لأنها تقوم على استثمار الميزات التنافسية الثرية التي تمتلكها السلطنة والمتمثلة في الإرث الحضاري والثقافي، والمقومات البيئية والطبيعية.

وتمتلك عُمان استراتيجية وطنية طموحة تستهدف استقطاب 11 مليون سائح محلي ودولي، ورفع المساهمة النسبية للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو (6%) كحد أدنى، إلا أن هذا الطموح لابد أن ينعكس في صورة مشروعات سياحية بيئية وسياحة خضراء، تترجم توجه السلطنة للحفاظ على مقومات الحياة البيئية في المجتمعات الحاضنة، لذا تسعى سلطنة عُمان إلى استثمار امكاناتها الطبيعية والبيئية لبعث سياحة يكون فيها التراث وحياة المواطن المكونين الرئيسيين لسياحة جديدة.

ولا شك أن الاهتمام بتلك السياحة سيكون لها مردودات اقتصادية مهمة، من حيث توفيرها الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في مجالات عديدة ومتنوعة، حيث يعد القطاع السياحي أكبر مشغل للقوى العاملة.

ولذا تحرص الاستراتيجية الوطنية العُمانية على استهداف مشاريع نوعية تتناسب مع احتياجات مختلف فئات المجتمع وذات قيمة اقتصادية مضافة يمكن أن تسهم في إيجاد مشاريع سياحية تدار بأيدٍ وطنية.

وتسعى الحكومة العُمانية إلى إحداث نوع جديد من الاقامات ذات الخصوصية العمانية ليستمتع السائح بالحياة وسط عادات وتقاليد عمانية صرفة تجعله يكتشف الثقافة العمانية، ويحتفظ بذكرى طيبة عن الشعب وحياته في بساطتها وأصالتها، هذا بالإضافة إلى نقل السياحة لمراحل متقدمة من حيث المنشآت ومستوى الخدمات، وتنوع المنتجات السياحية التي تلبي احتياجات السياحة المحلية والخارجية، وبما يواكب النمو المتسارع لقطاع السياحة العالمية.

دور مهم للقطاع الخاص

يلعب القطاع الخاص دوراً مهماً في تنشيط القطاع السياحي، وقد وفرت الحكومة العديد من المزايا والحوافز لتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، من خلال الضرائب المنخفضة بجميع أنواعها، ومنح المستثمر حق الانتفاع بالأراضي السياحية لمدد طويلة، وتسهيل الاجراءات للمستثمرين.

وتدعم الحكومة العُمانية تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في القطاع السياحي، لأن تلك المؤسسات تمثل مدخلًا جيدًا للسكان المحليين، حيث بإمكان أهالي الأماكن السياحية الاستفادة بما يملكونه من إرث حباهم الله به.

والحقيقة أن الاستثمار في المنتجات السياحية الجديدة كـ (النزل الأخضر) و(بيت الضيافة) و(النزل البيئية)، التي ستسهم بكل تأكيد في توفير فرص عمل للشباب العماني الجاد، وتوفير دخل لأصحاب هذه المشاريع، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع المحلي في التعريف بالمجتمع العماني وبتفاصيله ومكوناته الثرية من عادات وتقاليد وفنون وغيرها من العناصر التي تمتاز بها كل محافظة عن الأخرى، كما ستعمل على تشجيع المزارعين على تسويق منتجاتهم الزراعية في مختلف القرى العمانية، والمحافظة على المساحات الخضراء، وترميم البيوت والمواقع التاريخية والتراثية وحفظها من الاندثار، بالإضافة إلى إدراك أهمية السياحة كمصدر من مصادر الدخل المهمة والمباشرة للمواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى