Arab Tourism
ينما تسعى المملكة العربية السعودية إلى إعادة رسم صورتها على الخريطة السياحية العالمية، تبرز شخصيات قيادية تتولى إدارة هذا التحول الجذري. ومن بين هذه الشخصيات، تتألق الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، التي تشغل منصب نائبة وزير السياحة منذ يوليو 2022. في وقت يشهد فيه القطاع نموًا غير مسبوق. وبحسب تقرير لـ Arab News، فإن دورها يتجاوز الإدارة اليومية، ليشمل تصميم وتنفيذ إستراتيجية متكاملة تستهدف جذب 100 مليون زيارة سنويًا بحلول 2030.
تنطلق مسيرة الأميرة هيفاء من خلفية أكاديمية قوية، حيث حصلت على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة نيو هيفن عام 2008. قبل أن تكمل دراستها وتحصل على ماجستير إدارة الأعمال من مدرسة لندن للأعمال في 2017. ووفقًا لملفها على World Economic Forum. فإن هذا المزيج من التعليم الأمريكي والبريطاني منحها فهمًا واسعًا للأسواق الدولية وأساليب الإدارة الحديثة.
بدأت الأميرة مسيرتها المهنية في القطاع المالي. حيث عملت كمحللة مبيعات الأسهم في بنك HSBC بالمملكة المتحدة. هذه التجربة، بحسب Arab News. زودتها بفهم عميق لآليات السوق العالمية، وأعطتها قاعدة تحليلية متينة، ساعدتها لاحقًا في اتخاذ قرارات إستراتيجية في القطاع الحكومي.
عام 2012، دخلت الأميرة هيفاء القطاع الحكومي من خلال عملها كمستشارة في وزارة التعليم العالي. هذا الانتقال، بحسب Arab News. شكل نقطة تحول في مسيرتها. حيث فتحت أمامها أبواب العمل في مشروعات وطنية واسعة النطاق، بما في ذلك تطوير البنية التحتية للرياضة والسياحة.
بين عامي 2017 و2019، تولت منصب المدير العام في الهيئة العامة للرياضة، وأسهمت في صياغة سياسات لدعم الاقتصاد الرياضي. كما كانت الأمين العام لسباق فورمولا إي الدرعية عام 2018. وهو حدث، وفقًا لـ AboutHer، ربط بين الترفيه والسياحة، وأظهر قدرة المملكة على تنظيم فعاليات عالمية المستوى.
في يناير 2020، انضمت الأميرة إلى مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، ممثلة عن الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني. وبعدها بعامين. تم تعيينها نائبة لوزير السياحة بموجب مرسوم ملكي.
ووفقًا لـ World Economic Forum، تشرف الأميرة على “منظومة السياحة” التي تشمل وزارة السياحة، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق تنمية السياحة. ومجلس تطوير السياحة، وبرنامج الربط الجوي، وهيئة البحر الأحمر.
إلى جانب منصبها الوزاري، تشغل الأميرة هيفاء عضويات في مجالس تطوير مشاريع إستراتيجية، مثل القدية والطائف والأحساء. ووفقًا لـ World Economic Forum. فإنها أيضًا نائبة رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة ورئيسة لجنة المرأة في الاتحاد العربي للمبارزة. حيث ساهمت في زيادة عدد اللاعبات السعوديات من صفر إلى أكثر من 200 لاعبة خلال فترة وجيزة.
تحرص الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود على تمثيل المملكة في المؤتمرات الدولية. حيث شاركت في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس عام 2022، متحدثة عن فرص الاستثمار السياحي. كما أجرت مقابلة مع Fortune أكدت فيها أن الصورة النمطية عن سلامة النساء في السعودية “لا تعكس الواقع الجديد”. في إشارة إلى الإصلاحات الجارية في القطاع.
عام 2024، أطلقت وزارة السياحة، تحت إشرافها، مبادرة “اعتماد” التي تهدف إلى تطوير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة في السياحة، ووفقًا لـ Arab News، فإن هذه الخطوة تأتي لضمان وجود كوادر بشرية قادرة على تلبية احتياجات قطاع يتوسع بوتيرة سريعة.
رغم هذه الإنجازات، تواجه الأميرة هيفاء تحديات في الترويج للسياحة أمام وسائل الإعلام الغربية التي تركز على قضايا حقوق الإنسان. وبحسب South China Morning Post. فإن مهمتها تتمثل في الموازنة بين الترويج لإنجازات المملكة ومعالجة الانتقادات الدولية.
تجمع الأميرة هيفاء بنت محمد بين التعليم الدولي المتميز، والخبرة العملية المكتسبة من العمل في مؤسسات مالية وحكومية، والرؤية الإستراتيجية التي تمكنها من قيادة قطاع السياحة السعودي، الذي يعد اليوم من أسرع القطاعات نموًا وأكثرها جذبًا للاستثمار في المملكة.
فهي، وفقًا لموقع AboutHer، ليست مجرد مسؤولة حكومية تدير ملفات إدارية، بل شخصية قيادية تسهم في صياغة ملامح مرحلة جديدة في الاقتصاد الوطني. حيث يتكامل دورها مع مساعي المملكة لزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وجعلها محورًا أساسيًا للتنوع الاقتصادي.
ويشير الموقع إلى أن حضور الأميرة هيفاء على الساحة المحلية والدولية يعكس التحول الأوسع الذي تشهده السعودية، حيث أصبحت المرأة شريكًا فاعلًا في صناعة القرار ومحركًا رئيسيًا لخطط التنمية. من خلال قيادتها لمشاريع إستراتيجية. ومشاركتها في مؤتمرات عالمية، ودعمها لبرامج تمكين الشباب والنساء في قطاعات مختلفة، بما يضمن استدامة أثر هذا التحول على المدى الطويل.