مقالات

متحف الخزف الإسلامي | مجلة السياحة العربية .. #السياحة_العربية

بقلم : م/ طارق بدراوى 

تأتي فكرة إنشاء متحف الخزف الإسلامي لعرض مجموعة من روائع الخزف المصنوع على طراز العمارة الإسلامية فالحضارة المصرية أقدم الحضارات الإنسانية علاقة بفن الخزف منذ ما قبل التاريخ وعلى مر العصور وحتي زماننا الحالي ويحتل متحف الخزف الإسلامي الدورين الأرضي والأول من قصر الأمير عمرو إبراهيم بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك ويرجع تاريخ تشييد القصر إلى السنوات الأخيرة من الربع الأول للقرن العشرين الميلادي وقد تم بناؤه ليجمع بين عدة طرز معمارية حيث تستوحى عناصره المعمارية من الطراز المغربي والطراز التركي والطراز الأندلسي مع تأثره بالطراز الكلاسيكى الأوروبى ويحتوى القصر على مجموعة قاعات ضخمة تتوسطها القاعة الرئيسية والتي تتمركز حول نافورة من الرخام الملون وهذه القاعة مغطاة بقبة رئيسية فخمة وبها مجموعة رائعة من نوافذ الزجاج الملون المعشق بالجص حيث تصطف على مدار المحيط الدائرى للقبة الشامخة التي تعلو البهو فوق الطابقين الأرضى والأول للقصر وهذه النوافذ من العناصر البارزة في العناصر الإسلامية بالإضافة إلى العناصر المعمارية الأخرى على تنوعها فأعمال الخرط العربي على درجة عالية من الثراء والفخامة والأسقف والحوائط محلاة بالزخارف والمقرنصات الجصية المليئة بالعناصر الزخرفية النباتية والهندسية والكتابات في تشكيلات متداخلة ومتراكبة  .

thumbnail (1)


وقاعات هذا المتحف بخلاف القاعة الرئيسية هي قاعة الخزف الفاطمي حيث يحتوى المتحف على عدد 74 قطعة من العصر الفاطمي وقاعة الطراز التركي حيث يحتوى المتحف على عدد 96 قطعة من الطراز التركي وقاعة الطراز المصري الأموى الأيوبي العثماني حيث يعرض في المتحف عدد 39 قطعة من تلك الطرز وتلك القاعات يشملها الدور الأرضي وقاعة المقتنيات الإيرانية وهي تتواجد في الدور العلوي وتعرض قطع نادرة من الخزف الإيراني بالإضافة إلى قطع من الطراز الأندلسي والتونسي والعراقي كما يشمل الدور العلوى إلي جانب هذه القاعة قاعة أخرى تسمي قاعة الأمير كما يشمل المتحف بهو معروض فيه قطع نادرة على الطراز السوري وسوف نتناول تلك القاعات كل علي حدة علي النحو التالي :-

thumbnail (2)


–قاعة الخزف الفاطمي وهي كما يبدو من إسمها مخصصة لعرض مقتنيات العصر الفاطمي وهي تقع على الجانب الأيمن من باب المتحف وتأخذ شكل هندسي عبارة عن مستطيل ومدخلها على شكل صينية نصف دائرية وجدرانها حتى منتصف إرتفاعها مزخرفة ببلاطات على الطراز التركي باللون الأزرق والأبيض والأحمر الطوبي وقوام الزخرفة عبارة عن شكل هندسي في وسط كل بلاطة ويحيط به رسم زهور صغيرة والنصف العلوى من جدرانها حتى سقف القاعة عبالاة عن زخارف نباتية متداخلة مع بعضها والتي تسمي أرابيسك ويتخلل سقف القاعة زخرفة الطبق النجمي وهي زخرفة إسلامية مشهورة بداخلها إسم الأمير عمرو إبراهيم صاحب القصر ويتكرر على الحائط عبارة ولا غالب إلا الله وهذه العبارة هي شعار دولة بني الأحمر في غرناطة بالأندلس وينتهى الحائط من أعلى بشريط كتابي عبارة عن آيه قرآنية ويتوسط القاعة سفرة من الرخام وهي من أثاث القصر حيث أن هذه القاعة كانت معده لتناول الطعام ويتوسط السفرة مجرى للمياه وقد إستغلت هذه السفرة لعرض بعض المقتنيات ويوجد عليها 19 قطعة فنية وكلها تنتمي إلى العصر الفاطمي والبريق المعدني يظهر واضحا في هذه المقتنيات التي إشتهر بها العصر الفاطمي ومعظمها ينتمى إلى القرن الحادي عشر الميلادى ويوجد طبق واحد فقط من العصر العباسي عباسي ينتمى إلى القرن التاسع الميلادي وعلى جانبى باب القاعة توجد منضدتان من الرخام من أثاث القصر عرض على كل منهما بعض مقتنيات المتحف وفى المواجهة توجد منضدتان أيضا من الرخام على كل واحدة منها بعض المعروضات الأخرى للمتحف وإجمالى المعروض في هذه القاعة عدد 74 قطعة فنية ينتمى معظمها إلى العصر الفاطمي وهذه القطع متنوعة ما بين أطباق وصحون وقوارير نفط وشبابيك قلل وأختام وقدور وقوام الزخارف بها متنوع ما بين زخارف حيوانية وآدمية ونباتية وهندسية وجميع شبابيك وأبواب القاعة مزخرفة بزخارف إسلامية وتأخذ أشكال هندسية مختلفة نادرة جدا وباب القاعة مصنوع من الخشب المزخرف بزخارف إسلامية هندسية مثل زخرفة الطبق النجمى ويوجد إتصال بين هذه القاعة وبين قاعة الطراز التركي وقاعة الطراز المصري الأموى الأيوبي المملوكي العثماني عن طريق فتحة في الحائط ويزين جانبى الفتحة زخارف نباتية عبارة عن زهرية يخرج منها أفرع نباتية وزهور وأوراق ملونة  .

thumbnail (3)


—  قاعة الطراز التركي وقد خصصت لعرض مقتنيات العصر التركي وتقع على الجانب الأيسر من باب المتحف وتأخذ شكل هندسي عبارة عن مستطيل أيضا وفى مواجهة باب القاعة يوجد شباك كبير وشباك آخر على يسار الداخل من القاعة وهما من خشب الأرابيسك وجدران هذه القاعة حتى منتصف إرتفاعها مزين ببلاطات على الطراز التركي باللونين الأزرق والأبيض والأحمر الطوبى والنصف العلوى من الجدران حتى سقف القاعة توجد عليها زخارف نباتية من الجص تم صبها على الجدران ويحد هذا الجزء من أعلى ومن أسفل شريط كتابي لعبارة متكررة وهي عبارة ولا غالب إلا الله أيضا أما السقف فهو مزخرف بزخرفة الطبق النجمي وعلى يمين باب القاعة توجد مدفأة وهي تأخذ شكل مخروطي وتتكون من بلاطات خزفية على الطراز التركي مكتوب عليها عبارة نعمه شاملة ويعلوها من أعلى كتابة ولا غالب إلا الله وشكلين مربعين بداخل أحدهما لفظ الجلالة الله والآخر به لفظ محمد وقوام الزخرفة زخارف الأرابيسك وهي زخارف نباتية متداخلة ومتشابكة مع بعضها وتحتوى القاعة على عدد 12 فاترينة مختلفة الأحجام بالإضافة إلى فاترينة واحدة كبيرة تتوسط القاعة وتحتوى القاعة على عدد 96 قطعة فنية أثرية تنتمي إلى العصر التركي من القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر الميلادية وهذه المقتنيات متنوعة في أشكالها ما بين أطباق وصحون وسلاطين وأباريق وأكواب وقدور وقماقم وفناجين ومشكاوات وبلاطات خزفية وقوام الزخرفة في هذه المقتنيات هو الزخارف النباتية بأشكالها المتعددة والزخارف الحيوانية .

thumbnail (4)


—  قاعة الطراز المصري الأموى الأيوبي المملوكي العثماني المملوكي وقد خصصت هذه القاعة لعرض المقتنيات التي صنعت في هذه العصور وهي تقع بجوار قاعة الطراز التركي ولا يوجد فاصل بينهما وهي تحتوى على بعض القطع الأثرية التي أنتجت في مصر على إختلاف الدول الإسلامية التي حكمت مصر على مر العصور وهي الدولة الأموية والدولة الأيوبية والدولة المملوكية والدولة العثمانية وهذه القاعة تأخذ شكل هندسي عبارة عن مستطيل وأرضية القاعة عبارة عن بلاطات من الرخام وسقفها مزخرف بزخارف هندسية عبارة عن وحدات متكررة من زخرفة الطبق النجمي يتخللها زخارف نباتية هندسية وجدرانها حتى منتصف إرتفاعها مغطاة ببلاطات على الطراز التركي ذات زخارف نباتية عبارة عن رسم أفرع نباتية متشابكة باللون الأزرق والأبيض والأحمر الطوبي ويحد هذه البلاطات من أعلى ومن أسفل صف من البلاطات باللون الأزرق الفاتح وقوام الزخرفة ورقة نباتية معدولة ومقلوبة بالتبادل ويوجد بهذه القاعة عدد 6 فتارين مختلفة الأحجام لعرض عدد 39 قطعة أثرية صنعت في العصور المصرية المختلفة ما بين أموى وأيوبي ومملوكي وعثماني وهي متنوعة ما بين شمعدانات وأطباق وسلاطين وبلاطات ومشكاوات وشبابيك قلل وغيرها وزخارف هذه القطع الأثرية تمتاز ببساطتها وهي إما زخارف كتابية أو هندسية أو حيوانية ونباتية بسيطة  .

 thumbnail (5)


—  البهو وهو يوجد في مدخل المتحف ويأخذ شكل مستطيل وتفتح عليه أبواب القاعات الثلاثة السابقة وباب السلم المؤدى إلى الدور العلوى ويتوسط البهو نافورة من الرخام تأخذ شكل هندسي بزخارف هندسية صغيرة من نفس البلاطات الرخامية وحوائطه حتي منتصف إرتفاعها مكسوة بالرخام وتأخذ أشكال مستطيلات متعاقبة يعلوها صف من زخارف الجص المصبوبة أما الجزء العلوى منها حتى السقف فهي مزخرفة بمستطيلات من الجص صممت بتأثير الطراز المملوكي ويغطي سقف البهو قبة فخمة تتبع في طرازها قباب العصر المملوكي ويفتح في رقبة القبة عدد 16 شباك من الزجاج الملون ثم تأتي خوذة القبة وهي نصف دائرية ويتدلى من وسط القبة ثريا من النحاس للإضاءة وتوجد في أركان البهو الأربعة أربع مشكاوات من النحاس كما توجد فوق جميع أبواب القاعات في البهو زخارف إسلامية ويحتوى البهو على عدد ثماني فتارين عرض صغيرة تحتوى على قطع أثرية تنتمي إلى العصور التركية الإيرانية والمملوكية وهي تتراوح ما بين زهريات وأباريق وسلطانية ويغلب عليها جميعا الزخارف النباتية ومن القطع المميزة قطعة أثرية علي الطراز الإيراني عبارة عن إبريق ينتهي برأس حيواني بالإضافة إلى سلطانية تنتمى إلى العصر المملوكي عليها نص كتابي وبها ترميم وقد أضيفت بعض قطع الأثاث الحديث إلى البهو في أركانه مع إضافة ستاند من الخشب به منصة ذات ميكروفون للندوات الثقافية والحفلات الموسيقية التي تقام في بهو المتحف مع وجود بيانو للعزف في هذه الحفلات إلي جانب وجود منضدة دائرية حديثة الصنع مصممة على الطراز الإسلامي لتتفق مع الطراز المعماري للمبنى.

thumbnail


—  قاعة المقتنيات الإيرانية وهي بالدور العلوى من المتحف وهو يتصل بالدور الأرضي بسلم داخلي ويأخذ الدور العلوي شكل هندسي مستطيل ومفتوح في ضلعين من أضلاع المستطيل أربع أبواب إثنين على يسار الداخل يؤديان إلي القاعة الإيرانية وإثنين علي اليمين يؤديان إلي حجرة مدير المتحف وقاعة الأمير بالإضافة إلى حائطان خصصتا لعرض قطعتين أثريتين من الطراز الأندلسي في القرن من القرن السابع عشر الميلادى وكذلك عدد 2 سلطانية من الطراز العراقي يرجعان إلى القرن التاسع الميلادى والقطع الأثرية من الطراز الإيراني المعروضة بالمتحف متنوعة في أشكالها ما بين سلاطين وأباريق وبلاطات بأشكال مربعة أو نجمية وقدور وأطباق وصحون وكلها تنتمي إلى خزفيات ذات بريق معدني أو خزفيات مدينة سلطان أباد أما الزخارف فهي متنوعة وهي أما حيوانية خاصة التي تأخذ شكل الحيوانات الخرافية أو زخارف كتابية باللغة الفارسية أوزخارف نباتية وتوجد بالقاعة أريكة من الخشب بالإضافة إلى وجود صندوق من الخشب المطعم بالصدف ويوجد باب خشبي يأخذ شكل عقد نصف دائري يعلوه زخارف إسلامية من الجص المصبوب والباب نفسه مكون من ضلفتين من الخشب المزخرف بزخارف إسلامية  .

thumbnail


—  قاعة الأمير ويسبقها عدد من درجات السلم يؤدى إليها وهذه القاعة تتكون من حجرة خارجية ثم حجرة وسطى ثم حمام والحجرة الخارجية تأخذ شكل مربع ويوجد بأحد أضلاعها على يمين الداخل من القاعة دولاب حائطي من الخشب المطعم بالصدف وهو من أثاث القصر كما يوجد في الركن الأيسر من الحجرة نافورة من الرخام بزخارف بارزة ويعرض في هذه الحجرة خمسة قطع أثرية واحدة من المغرب ترجع إلى القرن الثامن عشر الميلادى والأربعة قطع الباقية عبارة عن قدور من صناعة مدينة الرقة بسوريا بها زخارف مطمورة ويرجع تاريخ صناعتها إلي القرن الثاني عشر الميلادى والحجرة الوسطى تأخــذ شكـل هنـدسي مربع وهي متصلة بالحجرة الخارجية وبها فتحات للإضاءة ويعلو هذه الفتحة زخرفة قرص الشمس المشع وهذه الزخارف هي تأثير من الفن الأوروبي ويوجد على يسار هذه الحجرة أريكة بزخارف بارزة في الخشب ومذهبة وهي من أثاث القصر ويوجد على جانبها صندوق من الخشب المطعم بالصدف لحفظ المجوهرات والأشياء الثمينة أما سقف هذه الحجرة فهو من الخشب المجلد والمذهب وهذا الأسلوب في التغطية كان منتشرا في الفترة المملوكية والعثمانية  .                   

ولايفوتنا في هذا المقام أن نلقي الضوء علي الأمير عمرو إبراهيم صاحب القصر الذى أقيم به متحف الخزف الإسلامي فهو إبن الأمير إبراهيم إبن الأمير أحمد رفعت الشقيق الأكبر للخديوى إسماعيل والإبن الأكبر للقائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا والذى كان وليا للعهد في فترة حكم محمد سعيد باشا حتي عام 1858م حينما مات غرقا في نهر النيل عند كفر الزيات عندما إنقلب القطار الذى كان يستقله عند عودته من الإسكندرية بعد حضوره حفل دعا محمد سعيد باشا إليه أبناء العائلة الحاكمة ويشاء القدر ألا يحضره الأمير إسماعيل حينذاك نظرا لمرضه وتنتقل إليه ولاية العهد بدلا من شقيقه الأكبر حيث أصبح هو أكبر افراد اسرة محمد علي سنا بعد الوالي محمد سعيد باشا وبعد وفاة شقيقه الأكبر ويتولي الحكم بعد ذلك بسنوات وتحديدا في شهر يناير عام 1863م وجدير بالذكر أن الأمير إبراهيم والد الأمير عمرو إبراهيم كان يمتلك مساحات شاسعة من الأراضي في الإسكندرية والتي أقيم عليها حي الإبراهيمية والذى سمي بهذا الإسم نسبة إليه وكان نجله الأمير عمرو ابراهيم مثالا للشاب الرياضى حيث كان يجيد الفروسية وقيادة الطائرات وقيادة اليخوت البحرية وكان من كبار المثقفين حيث كان شغوفا بالقراءة وخصوصا فى التاريخ وقام بتأليف كتاب فى تاريخ مصر باللغة الفرنسية يعد مرجعا هاما في هذا المجال وكان يهوى السفر والرحلات والصيد كما كان مهتما بالصناعات والمشغولات الخزفية والإسلامية وكان وفيا وبارا بأهل بلدته ومما يرينا ذلك إهتمامه بإنشاء قرية نموذجية فى عزبته قرب بنها قام بتزويدها بالماء النقى الصحى والكهرباء كما أقام فيها مستشفى علي أحدث طراز لعلاج الفلاحين وقد فقد الأمير عمرو إبراهيم والده وهو في سن مبكرة حيث توفي فى حادث سيارة في فرنسا وكان ذلك في عام 1906م وقد تزوجت والدته بعد ذلك من دبلوماسى روسى يدعى يوركفيتش وبالتالي فقد فقدت الأميرة والدته جميع أملاكها بالإضافة إلى لفظها من العائلة الملكية لأنها تزوجت من غير ديانتها بالإضافه إلى أنها تركت ثلاث بنات هم نعمة الله وأمنية وإنجي ولقد تغيرت حياة الأمير بعد ذلك حينما تزوج من نجلاء حبيبة الله سلطان حفيدة آخر السلاطين العثمانيين فى تركيا وحصل على لقب صاحب السمو وقد أنجب من زوجته ولد هو الأمير عثمان إبراهيم رفعت والذى عاش فى لوزان فى سويسرا وقد أقام الأمير عمرو إبراهيم قصره بحي الزمالك عام 1921م وقد قام بتصميمه المهندس المعمارى الأرمنى جارو بليان والذي كان مسؤولا عن بناء القصور الملكية العثمانية وقد وقد تحول القصر بعد ذلك الى متحف للخزفيات الإسلامية لجمال مابه من تحف ومشغولات وكان هذا القصر ضمن القصور الخاصة بالعائلة المالكة التي صدر قرار بمصادرتها في يوم 9 نوفمبر عام 1953م ومنح الأمير عمرو إبراهيم بعدها معاشا بعد مصادرة باقي ممتلكاته أيضا لايكفى لدفع قيمة فاتورة مياه وكهرباء المنزل الذى كان يقيم به بعد مصادرة قصره .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى