وسط انحسار انتشار وباء فيروس كورونا “كوفيد-19” بدأت الصين في فتح أبواب جديدة للعاملين بالسياحة، خاصة في الليل في ظاهرة جديدة أطلق عليها اسم “الاقتصاد الليلي”.
ووفقا لوكالة أنباء الصين الرسمية “شينخوا”، فتحت السلطات المحلية المواقع التاريخية لاستقبال الزائرين.
وبثت “شينخوا” صور لزوار مواقع تاريخية ضمن مدينة تشنج دونج العريقة بمدينة شيجياتشوانج في مقاطعة خبي شمال الصين.
وقد سمحت السلطات المحلية بإقامة أكشاك تجارية في العديد من المواقع ضمن المدينة العريقة مما يتيح فرصة للعامة لزيادة دخلهم من خلال توفير الخدمات للزوار.
ووصلت إلى الصين، الأسبوع الماضي، طائرة تقلّ نحو 200 موظف وعائلاتهم معظمهم ألمان، في أول رحلة عودة لأوروبيين إلى البلاد منذ تعليق التأشيرات في أواخر مارس/آذار الماضي بسبب تفشي كورونا.
أغلقت الصين حيث ظهر الفيروس أولاً، حدودها في أواخر مارس/آذار الماضي أمام كل حاملي التأشيرات والإقامات، خشية من موجة إصابات جديدة من الخارج.
والشهر الماضي، أثبتت مقاطعة هوبي بوسط الصين، صحة المقولة الشهيرة “أن الفرص تخرج من رحم الأزمات”، فتلك المقاطعة التي خرجت منها الحالة صفر لفيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم، استقبلت بعد التعافي، 7.35 مليون سائح خلال عطلة عيد العمال.
ووفقا بيانات رسمية صادرة عن إدارة الثقافة والسياحة بالمقاطعة أن عائدات المقاطعة بلغت خلال عطلة عيد العمال، التي دامت 5 أيام، 2.45 مليار يوان (نحو 345 مليون دولار أمريكي).
وتنخفض هذه البيانات بشكل حاد عن الأرقام التي تحققت خلال عطلة عيد العمال العام الماضي، لكنها في الوقت نفسه تشير إلى أن السياحة تنتعش في الوقت الراهن بشكل مطرد في هوبي بعدما خفت حدة المرض.
وظهر الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ولم تسجل الصين اليوم تقريبا إصابات جديدة، لكنها تخشى حاليا أن تتسلل إليها إصابات من الخارج.
وتراجع عدد الرحلات الجوية بين الصين وسائر دول العالم بشكل حاد بسبب تفشي الوباء.
ويُتوقع أن يرتفع من 134 إلى 407 رحلات في الأسبوع اعتباراً من الإثنين الماضي المقبل، وفق الهيئة الصينية للطيران المدني.
في الوقت الحالي، تُسيّر رحلة واحدة أسبوعياً لكل شركة (صينية أو أجنبية) ولكل دولة.
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، انخفض عدد الرحلات الوافدة إلى الصين والمغادرة منها بنسبة كبيرة عن مستواها ما قبل تفشي الوباء.
وشهد الاقتصاد الصيني تراجعا للمرة الأولى في تاريخه في الربع الأول من 2020، بلغت نسبته 6.8% على مدى عام، إلى حد كبير بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى توقف نشاط البلاد.
وتعكس هذه الأرقام أسوأ أداء منذ بداية نشر الأرقام الفصلية لإجمالي الناتج الداخلي في بداية تسعينيات القرن الماضي. وكان الاقتصاد الصيني سجل في الربع الأخير من 2019 نموا بلغت نسبته 6% على مدى عام.