كتب: هشام حبيب
تحتفل كازاخستان فى السادس من يوليو من كل عام بيوم العاصمة نور- سلطان. وهو أحد الأعياد الرئيسية ويوم عطلة رسمية بالبلاد.
كيف كانت البداية؟
حصلت كازاخستان على استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991. وفى 6 يوليو 1994 أصدر المجلس الأعلى لكازاخستان قرارا بنقل العاصمة من ألماطي إلى أكمولا. ولكن ظلت مدينة ألماطي التى تقع فى جنوب البلاد عاصمة كازاخستان حتى عام 1997. وفى 10 ديسمبر 1997 أصدر الرئيس الأول لكازاخستان نورسلطان نزاربايف، رئيس البلاد حينها، قرارا نهائيا بنقل العاصمة من ألماطي إلى أكمولا التى تقع فى شمال البلاد. وفى عام 1998 تم تغيير اسم العاصمة من أكمولا إلى أستانا.
ماذا تعنى كلمة أستانا؟
“أستانا” هى كلمة كازاخية معناها “العاصمة”.
تاريخان مهمان
عام 1999 حصلت أستانا على لقب “مدينة السلام” بقرار من منظمة اليونسكو.
عام 2000 أصبحت أستانا عضوًا في الجمعية الدولية للعواصم والمدن الكبرى.
تقدير واجب
فى 20 مارس 2019 وبعد تخلى نورسلطان نزاربايف عن السلطة طواعية. أصدر الرئيس الحالى لكازاخستان قاسم- جومارت توقايف قرارا تاريخيا بتغيير اسم العاصمة من “أستانا” إلى “نور- سلطان” اعترافا بالجميل وتخليدا لذكرى الرئيس الأول لكازاخستان وزعيم الأمة نورسلطان نزاربايف مؤسس كازاخستان الحديثة وصاحب فكرة نقل العاصمة.
كم تبلغ مساحة نور- سلطان وكم يبلغ عدد سكانها؟
تبلغ مساحة نور- سلطان 797 كم2. ووفقا لاحصاءات أبريل 2021 يبلغ عدد سكان العاصمة 1,1 مليون نسمة. وتتوقع السلطات الكازاخية أن يصل عدد سكان العاصمة إلى 3 ملايين نسمة بحلول عام 2050 وذلك نتيجة الهجرة التى تحدث من مناطق كثيرة فى كازاخستان إلى نور- سلطان.
الطقس فى نور- سلطان
تقع العاصمة نور- سلطان في وسط قارة عملاقة، وتتميز بمناخ قاري حاد، مع صيف حار وجاف وشتاء طويل. قد تصل الحرارة في الصيف إلى أعلى من +40 درجة مئوية، وفي الشتاء قد يصل الصقيع إلى -50 درجة مئوية تحت الصفر.
الاقتصاد فى نور- سلطان
يعتمد اقتصاد المدينة على التجارة والنقل والاتصالات والبناء. وتحتل العاصمة المرتبة الثانية من خلال مساهمتها فى حجم الناتج المحلى الإجمالى للبلاد بعد العاصمة القديمة ألماطى. إلى جانب ذلك تعد نور- سلطان هى المدينة الرائدة من حيث معدلات البناء. حيث تستحوذ المدينة على 1/5 حجم سوق العقارات فى كازاخستان.
كما يتركز الإنتاج الصناعي للمدينة بشكل أساسي على إنتاج مواد البناء والهندسة الميكانيكية وكذلك المنتجات الغذائية. وتحتل العاصمة مكانة رائدة فى إنتاج منتجات البناء المعدنية والخرسانة الجاهزة للاستخدام والهياكل المعدنية للمباني.
أشهر المعالم السياحية بالعاصمة
خلال الفترة من عام 1998 وحتى عام 2021 تضاعف عدد سكان العاصمة أربع مرات من 287 ألف نسمة ليصل إلى 1,1 مليون نسمة.
ولكن إلى جانب الزيادة السكانية الكبيرة، تم إقامة العديد من المعالم السياحية التى لا مثيل لها، ليس فى كازاخستان وحدها ولكن فى آسيا الوسطى بالكامل. وقد أضفت هذه المعالم على المدينة رونقا حضاريا ومعماريا فريدا ومن أبرزها:
برج “أستانا – بايتيريك”
هو نصب تذكاري ضخم يقع في العاصمة نور- سلطان. وهو أول المعالم الجديدة البارزة التي ظهرت في أفق العاصمة. استمر انشاءه منذ عام 1996 وحتى عام 2002 وهو على شكل بيضة ذهبية عملاقة تقبع فوق قمة شجرة. يبلغ ارتفاع البرج 97 مترا.
تعني كلمة “بايتيريك” الشجرة الشابة القوية. ويرمز البناء إلى كازاخستان التى حافظت على جذورها التاريخية ولديها طموح نحو الازدهار المستقبلي
النصب التذكاري “كازاك يلي”
هو نصب تذكاري فريد يقع بميدان الاستقلال فى قلب العاصمة نور- سلطان.
والبناء عبارة عن عمود أبيض يوجد فوقه تمثال مذهّب للطائر الأسطوري سامروك. يرتكز العمود على قاعدة رباعية الزوايا من الرخام الأبيض. وعلى كل جانب من الجوانب الأربعة للقاعدة توجد منافذ زخرفية ذات نقوش بارزة تصف المعالم الرئيسية في تاريخ استقلال البلاد.
وكلمة “كازاك يلي” تعني باللغة العربية “الدولة الكازاخية”. حيث يرمز هذا البناء إلى القيم الأساسية لكازاخستان كدولة.
يبلغ ارتفاع النصب 91 مترا فى إشارة رمزية إلى العام 1991 عام استقلال كازاخستان.
قصر السلام والوفاق
هو مبنى هرمي أنشأه المهندس المعماري البريطانى الشهير نورمان فوستر في نور- سلطان ويستضيف كل ثلاث سنوات “مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية”. تبلغ سعة القاعة الرئيسية بالقصر أكثر من 1300 مقعد.
فى عام 2003 أعلن الرئيس الأول لكازاخستان وزعيم الأمة نورسلطان نزاربايف عن فكرته لإنشاء قصر السلام والوفاق. واستمر بناءه لمدة 3 سنوات حتى تم افتتاحه عام 2006 واستقبل القصر المشاركون فى المؤتمر الثاني لزعماء الأديان العالمية والتقليدية الذى شارك فيه ممثلو كافة الأديان من مختلف أنحاء العالم ومن بينهم فضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الراحل.
تبلغ مساحة القصر 28 ألف متر مربع، وقد تم تجهيزه بأحدث الوسائل التكنولوجية وغرف مؤتمرات وساحات للمعارض الفنية.
وتحمل القاعة الرئيسية بالقصر اسم “خوفو أتريوم” تيمنا بالهرم الأكبر خوفو، وتبلغ مساحتها أكثر من ألفي متر مربع. وتتكون من 4 صالات عرض، وهي جاهزة لاستيعاب أكثر من 1000 ضيف في وقت واحد.
قصر الاستقلال
هو أحد المعالم الرئيسية بالعاصمة نور- سلطان. تقام به الفعاليات الرسمية للدولة، والمنتديات، والمؤتمرات. حيث تسمح سعة المباني الداخلية ومعداتها التقنية بتنظيم مختلف الفعاليات على أعلى مستوى دولي. كما تقام بالقصر الحفلات الموسيقية والمعارض والاحتفالات.
تم افتتاح القصر فى أكتوبر 2008 واستمر بناءه لمدة عام كامل.
يتكون البناء من ثلاثة طوابق. يحتوى الطابق الأرضي على قاعة مؤتمرات تتسع لأكثر من 3000 شخص، وقاعة احتفالات، ومركزًا صحفيًا، ومطعمًا يتسع لأكثر من 600 شخص.
بينما يوجد في الطابق الثاني معرض للفنون التطبيقية والإثنوغرافيا والآثار والأنثروبولوجيا بالإضافة إلى معرض للفن الحديث. يحتوى معرض الآثار على العديد من المعروضات الفريدة من العصور القديمة مثل الرجل الذهبي وأحجار ذات نقوش منحوتة وملابس بشرية وزخارف للخيول.
أما الطابق الثالث فيضم متحفا لتاريخ مدينة نور- سلطان. يتم فيه عرض تاريخ المدينة بالكامل ويحتوي المتحف على العديد من الوثائق المهمة والهدايا التى حصلت عليها العاصمة.
كما يضم القصر قاعة سينما 4D ومكتبة رقمية وقاعة نموذجية.
المتحف الوطنى بكازاخستان
هو أكبر متحف في كازاخستان وآسيا الوسطى. تم افتتاحه عام 2015 بميدان الاستقلال فى العاصمة نور- سلطان.
يتكون المتحف من سبعة أبنية متعددة الطوابق بمساحة إجمالية تبلغ 74 ألف متر مربع. سيتعرف الزوار خلال زيارتهم للمتحف على تاريخ البلاد في قاعات التاريخ القديم والوسطى وتاريخ كازاخستان المستقلة والعاصمة نور- سلطان. بالإضافة إلى قاعات العرض، يوجد بالمتحف معهد أبحاث التراث الوطني، وورش ترميم، ومختبرات، ومعارض، ومكتبات، وقاعة مؤتمرات ضخمة.
يعرض المتحف الأدوات البدائية من العصر الحجري والعصر البرونزي والعصر الحديدي، بالإضافة إلى قطع أثرية من تاريخ القرون الوسطى لكازاخستان (الخزف، والعملات). كما يحكى المتحف تاريخ كازاخستان بين القرنين الخامس عشر والعشرين ويكشف عن المراحل الرئيسية في تاريخ تكوين وتطوير الخانات الكازاخية، فضلاً عن تاريخ انتفاضات التحرر الوطني للشعب الكازاخي. بالإضافة إلى ذلك تضم قاعة الإثنوغرافيا بالمتحف مجموعة متنوعة من المجوهرات والملابس الوطنية والخيمة الكازاخية التقليدية “يورتا”.
