اشتهرت بـ الكليجا.. «عنيزة» مدينة مزدهرة تجاريا منذ القدم
تعد مدينة عنيزة السعودية تاريخية، اكتسبت أهميتها منذ القدم، نظرا إلى موقعها الجغرافي المتميز، حيث إنها تقع في الجزء الشمالي الأوسط من هضبة نجد إلى الجنوب من مجرى وادي الرمة، بالإضافة إلى إنها تحيط بها كثبان رملية تسمى “رمال الغميس”.
ومدينة عنيزة من أقدم مدن القصيم، التي تتميز بالمزارع، والبساتين، ووفرة المياه، وخصوبة التربة، يرجع تسميتها إلى تل “أكمة” ذو اللون الأسود، وظلت المدينة معروفة كموردا مائيا مهما منذ القدم في طريق التجار، وعابري الصحراء بالجزيرة العربية، وفي نهاية القرن الخامس هجريا استوطنها مجموعة من الأناسي، وأصبحت محافظة مشهورة، ومركزا حضاريا في قلب الصحراء.
وقد اشتهرت مدينة عنيزة بعدة صناعات منها “الكليجا” وهي أقراص كعك مجوفة تصنع من الدقيق والماء والزيت، وبداخلها حشوة التمر، أو العسل، أو السكر، أو دبس التمر، أو بعضا من المكسرات، مع إضافة بعض التوابل مثل الزنجبيل، والدارسين، وتنتشر في السعودية والعراق.
وتجهز النساء في أواخر شهر رمضان المبارك “الكليجة” استعداد لاستقبال العيد، وتقدم للضيوف، كما أنها في عرف أهالي القصيم تقدم من قبل أهل العروس لأهل العريس صبيحة ليلة الزفاف، إلى جانب تنظيم مهرجانا لها في مدينة بريدة سنويا، ويعد حدثا إقليميا يجذب كثير من محبي “الكليجة”.
ويدخل الحرفيون في إنتاج المشغولات والحرف اليدوية المرتبطة بالنخيل مثل الخوصيات، بالإضافة إلى تنفيذ مكانس، وأكياس، وحصائر، وأدوات الطهو، وسلاسل، وخواتم، وصناديق، والأبواب الخشبية التراثية، التي تحاكي التراث النجدي للعمران في الماضي، وأدوات الزراعة.
