قرية ذي عين الأثرية في الباحة.. نزهة إلى أروقة التاريخ

تتميز قرية ذي عين بالتراث العمراني الفريد، الغني بجماليات بصرية ومقومات طبيعية، بقرية ذي عين بمنطقة الباحة، التي تحمل في جنباتها قيم ثقافية وحضارية تظهر هوية أبناء المنطقة المتوارثة عبر الأجيال.
وتعد قرية ذي عين الأثرية واحدة من أجمل وأبرز المواقع الأثرية على مستوى المملکة العربية السعودية ولا زالت متماسکة بمبانيها الضخمة المبنية بشکل متناسق ورائع.
وتتميز عن غيرها من القرى التراثية بما تحتويه من المباني التقليدية الأثرية، والمدرجات الزراعية التي يتم تغذيتها عبر عين الماء التي تجري علي مدار العام، کما تنوعت المباني التقليدية في قرية ذي عين الأثرية على المرتفعات من حيث شکلها ومظهرها الخارجي وتفاصيلها المعمارية، فهي ذات طابع فريد من نوعه يتميز بالإبداع في التصميم والرقي في التنفيذ.
تقع القرية في محافظة قلوة بالباحة، على بعد 25 كلم عن مركز المدينة، تعتلي قمة جبل صخري من المرو الأبيض، وسط بيئة طبيعية خلابة، وتطل على وادي راش من الغرب، وتحيط بها المرتفعات الجبلية من جميع الجهات، كأنها تحتضن القرية بحنان. وحملت القريةُ اسمَها الجميل من عينٍ تمُر خلالها، تُصب من الجبال المحيطة. وتميزت القرية بزراعة أصناف من الفواكه، وتزينت بالنخل الباسق، فأثمرت عناقيد الموز البلدي، وفاح شذا الكادي، وعطر الريحان في الوادي،. واشتهرت القرية بجودة صناعاتها اليدوية، وحرفية أبنائها.
القرية التي تبدو للناظر من الخارج كقلعة واحدة، تعتبر من أهم القرى التراثية في المملكة، وأيقونة حية للتراث العريق، لما تحمله من طابع مهيب ومتفرد. يعود تاريخ بنائها إلى نحو 350 عامًا، حيث استخدم في تشييدها نوع متجانس من الحجارة البركانية، في حين عُمِرت دواخل المباني من الطين واللبن.
وتضم القرية أكثر من 30 منزلًا، مصممة لتكون متلاصقة بنمط هرمي ملفت يوائم طبيعة القرية الجبلية، وتضم أيضًا مسجدًا للمصلين.
كما تحيط بقرية ذي عين العديد من مزارع الموز البلدي، والنخل الباسق، والكادي، وبعض الأعشاب العطرية الأخرى التي تغذيها العين المائية التي تنحدر من الجبال المحيطة بها.